حوارات وتحقيقات

إشعال الجيش للحرب كذبة مفضوحة ولن نحقق في هذا الشأن

الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله لـ«القدس العربي»:

عندما تبدأ الحرب لا يمكن التكهن بتوقيت نهايتها ومن يقتل ويدمر ويغتصب هي الميليشيا

لا نأبه لخطابات حميدتي وليس هناك جديد في تهديداته للمناطق الآمنة

لم نوصد الباب أمام من يرغب بالاستسلام للجيش من قبل الدعم السريع

كل القوات المساندة تعمل تحت إمرة وإشراف الجيش بهدف القضاء على المليشيا

دولة الإمارات هي المحرك الرئيسي لكل التآمر والإجرام ضد بلادنا وشعبها

إشعال الجيش للحرب كذبة مفضوحة ولن نحقق في هذا الشأن

حاوره: محمد الأقرع

أعلن الجيش السوداني، أمس الأول، سيطرته الكاملة على القصر الجمهوري ومناطق وسط العاصمة الخرطوم بما يشمل مقار الوزارات ومناطق حيوية أخرى وهو الأمر الذي يؤشر إلى أن كفة المعارك في السودان مالت لصالح الجيش الذي أعاد ترميم نفسه وبدأ في تحقيق سلسلة انتصارات بدأت منذ أيلول/سبتمبر العام الماضي حين نفذ ما يعرف بمعركة عبور الجسور إلى جانب استعادة منطقة جبل موية الاستراتيجي ومدينتي سنجة وودمدني وإعادة السيطرة على كامل الخرطوم بحري ثالث مدن العاصمة وتوجت أخيراً بتحرير القصر الرئاسي.

وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبدالله، أن قواتهم تمكنت من دحر الدعم السريع المتمركزة في القصر الجمهوري ووسط المدينة قائلاً: «في ملحمة بطولية خالدة توجت قواتنا نجاحاتها بمحاور الخرطوم حيث تمكنت من سحق شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري رمز سيادة وكرامة الأمة السودانية».

وتفيد متابعات إلى تراجع كبير لقوات الدعم السريع نحو مناطق جبل أولياء وجنوب العاصمة التي من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة معارك فاصلة قد تنتهي بإعلان تحرير الجيش لكافة تلك المناطق بعد حشد مزيد من قواته والقوات المساندة في قرى النيل الأبيض والجزيرة المتاخمة للمناطق الجنوبية للخرطوم.

ويستعد الجيش لشن هجمات مكثفة على عناصر الدعم السريع في بقية مناطق الخرطوم مع اقتراب إكمال الحرب في السودان عامها الثاني مخلفة مئات الآلاف من القتلى والمصابين وملايين النازحين واللاجئين إلى جانب تدمير للبنية التحتية وتخريب ونهب واسع لمنازل المواطنين.

«القدس العربي» أجرت حوارا مع الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله، حول مستجدات الأوضاع العسكرية وعدد من القضايا الأخرى المتصلة مع دخول الحرب عامها الثاني وبعض التقاطعات الإقليمية بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات بالإعلام الحربي لتمويل الحرب.

كشف الناطق باسم الجيش في الحوار عن هبوط طائرات إماراتية في دارفور تحمل الدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع وهو أول حديث رسمي من قبل الجيش حول هذا الخصوص، بينما رفض التعليق على ما يدور من امتلاك الجيش السوداني طائرات جديدة قادرة على ترجيح كفة الحرب بشكل كامل وفرض السيادة الجوية.

وقال العميد عبدالله إن إشعال الجيش للحرب كذبة مفضوحة بررت بها الميليشيا وحلفاؤها إشعالهم لهذه الحرب، قاطعاً بعدم قيامها بأي تحقيق حول من أطلق الرصاصة الأولى باعتبارها كذبة.

وإلى ذلك، رأى أن تشييد السور الخرساني حول مقر القيادة العامة قبيل اندلاع الحرب وحماية المقار العسكرية طبقاً للمواصفات أمر معتاد في كل الجيوش، رافضاً في الوقت نفسه تحميل الجيش مسألة تدمير البلاد الذي قامت به الميليشيا على حد وصفه.

وأشار عبدالله، أن الباب ما زال مفتوحاً أمام عناصر الدعم السريع الذين يرغبون في الاستسلام، مبيناً أن انتهاء الحرب في السودان لا يمكن التكهن بتوقيتها لكنهم يعملون وفقاً لخطط مرحلية دقيقة.

وفي السياق، اتهم الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني دولة الإمارات العربية بالوقف وراء التآمر والإجرام الذي تعرضت له الدولة والشعب السوداني. وفي ما يأتي نص الحوار.

○ عامان منذ اندلاع الحرب في السودان وهناك من يطالب بتكوين لجان تحقيق حول من أطلق الرصاصة الأولى، هل قام الجيش السوداني بتقصي حقائق حول هذا الخصوص، أم ترون أن الحرب تخطت هذه المسألة؟

• وكيف ولماذا نحقق في كذبة مفضوحة بررت بها الميليشيا وحلفاؤها اشعالهم لهذه الحرب التي ظلوا يهددون بها مراراً وتكراراً وحشدوا لها القوات من كل مكان قبل شهور من اندلاعها وتخللتها التصريحات المنشورة في وسائل الإعلام والتي أدلى بها حميدتي وشقيقه عبدالرحيم دقلو التي لن ينساها السودانيون؟

○ يقول البعض إن الجيش السوداني كان يتوقع اندلاع حرب مع قوات الدعم السريع بدليل بنائه لسور حول القيادة العامة واتخاذ بعض التحوطات العسكرية المتعلقة برفع الاستعداد واستدعاء قوات … ما تعليقك؟

• تعليقي على هذا الحديث الغريب والمتحامل، هو أن تشييد المنشآت العسكرية طبقاً للمواصفات وحمايتها أمر معتاد في كل جيوش الدنيا منذ القرون الأولى. وليس من حق كائن من كان أن يطلب توضيحات بهذا الشأن، ولا أعتقد أن هناك من يجرأ على توجيه هذا السؤال لأي جيش في العالم، بل لسنا مدينين بأي توضيحات.

○ عندما اندلعت الحرب في السودان منتصف نيسان/ابريل عام 2023 وبدا أن هناك تراجعا في الموقف العملياتي للجيش وتقدما للطرف الآخر «الدعم السريع»، وقتها خرج العميد نبيل وقال إن الجيش سيعيد ترجيح الكفة وقادر على ذلك ولن يكشف خطط الجيش، الآن هناك تقدم ملحوظ لصالحكم خاصة بعد استرداد القصر الجمهوري وتراجع للدعم السريع بالمقابل، فما الذي حدث؟

• الذي حدث هو ما ذكرناه في الحديث الذي اشرت إليه، نحن قوات مسلحة يقترب عمرها من المئة عام وليست الحرب جديدة علينا، نعلم تماماً أن الحرب مراحل، وهذه المراحل لها تخطيط معين ولديها أهداف، نحن ننفذ ما خططنا له بدقة شديدة جداً وبخطوات تدريجية، الحرب مراحل ونحن نعرف كيف نديرها ونتعامل مع الأهداف، ومضطر أن أكرر لك أيضاً عدم جدوى استدراجنا لنكشف لك خططنا.

○ هل لدى الجيش أي إحصائيات عن القتلى العسكريين والمدنيين خلال هذه الحرب؟

• لن نقدم أي إحصائيات، ومنذ متى تقدم الجيوش إحصائيات وأرقاما لوكالات الإعلام؟
○ حين ينظر الناس لأعداد الضحايا وحجم الدمار الذي أصاب البلاد، يتساءلون، هل كان للجيش السوداني خيار آخر لتفادي وقوع هذه الحرب والمأساة؟

• السؤال بشأن الدمار يوحي باتهام مبطن للقوات المسلحة السودانية بتعمد تدمير البلاد في الوقت الذي يشهد فيه الجميع أن من يقتل ويدمر ويغتصب ويسرق وينهب هي الميليشيا التي ينبغي أن توجه لها هذه الأسئلة.

○ ما استراتيجية الإعلام الحربي التي يتبعها الجيش السوداني وما مرتكزاتها؟ هناك من يرى وجود فوضى في المعلومات العسكرية وأخبار مضللة تسد الأفق ما تعليقك؟

• من يرى ذلك فهذا شأنه ونحن ندري ماذا نفعل.

○ كل التشكيلات العسكرية المساندة للجيش تقوم بنشر معلومات منفردة عن سير المعارك بما يشبه التنافس في جبهات القتال؟

• ربما هذه وجهة نظركم وحدكم وأنتم أحرار فيما ترونه.

○ هل هناك قنوات تواصل بين مكتب الناطق الرسمي للجيش والإعلام المستقل «الناشطين الداعمين للجيش» والذين أصبحوا مصادر رئيسية في نقل المعلومات الميدانية؟

• أرجو ان تحترم احترافيتنا ووعينا الأمني الذي يستشف الغرض من هذا السؤال وغيره.

○ يتهمكم البعض بإعادة تعريف الصحافيين السودانيين وتصنيفهم، إلى داعمين وغير داعمين، الأخيريين يحرمون من الوصول إلى جبهات القتال ومزاولة عملهم ويتعرضون للمضايقات، ما رأيك؟

• لم أسمع بمثل هذه الاتهامات أبداً وربما أنتم الوحيدون من يرى ذلك.

○ أعاد الجيش السوداني السيطرة مؤخراً على بعض المناطق في وسط الخرطوم كما أحكم سيطرته على القصر الجمهوري، رغم إعلان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» في تسجيل قبل أيام وتشديده على عدم الخروج منه أو من عموم الخرطوم، كيف تنظر لبقية المعارك في الخرطوم وحديث حميدتي؟

• أولاً، نحن لا نأبه إطلاقاً للخطابات والتسجيلات الساذجة التي تبث من وقت لآخر لقادة الميليشيا وما يسودها من سقط الحديث، ثانياً إدارتنا لعملياتنا تتم طبقا لما نخطط له من دون الخوض في أي تفاصيل.

○ ما أسباب استمرار قصف الدعم السريع على المدن رغم تقدم الجيش السوداني في محاور مختلفة؟

• أبرز الأسباب أن الحرب لم تنته بعد.

○ في سياق متصل، كيف تنظر إلى تهديدات حميدتي الأخيرة بنقل الحرب للولايات الآمنة في شمال وشرق البلاد؟

• ليس هناك من جديد في تهديداته التي لم تتوقف للشعب السوداني منذ ظهوره المشؤوم في المشهد السوداني.

○ نشرت الدعم السريع مقاطع مصورة يوم الأحد الماضي توثق لقاء مع أسرى من/ وفي دولة جنوب السودان قالت إنهم كانوا في طريقهم إلى دعم الجيش السوداني بمنطقة بوط بإقليم النيل الأزرق، ما صحة ذلك؟

• منذ متى كان إعلامهم أو أي شيء يتعلق بهم له مصداقية أو موثوقية؟ الدعم السريع منذ قيامه كان ولا يزال أكبر مشروع يقوم على الكذب وتلفيق الحقائق بشكل موغل في الضحالة والانحطاط.

○ في تطور آخر، اندلعت مواجهات في دولة جنوب السودان تحديدا في منطقة الناصر، هل لدى الجيش السوداني أي تخوفات من أن تقود تلك الأحداث في الدولة الجارة بتغذية الصراع السوداني وما التحوطات التي اتخذتموها؟

• الشؤون الدولية من اختصاص جهات أخرى في الدولة، أما القوات المسلحة فدورها ومسارها محدد وواضح بالنسبة لدينا بشأن تأمين الوطن والمواطن.

○ هل ما زال الباب مفتوحاً أمام عناصر الدعم السريع والمتعاونين معها للتراجع عن مواقفهم، وما قواعد العفو العام الذي يطبقه الجيش؟

• لم نوصد الباب أمام كل من يأتي مسلماً نفسه للقوات المسلحة.

○ ما حقيقة الأنباء عن الطائرات التي تنقل أسلحة للدعم السريع في دارفور؟

• موضوع الطائرات التي تحمل الدعم اللوجستي الإماراتي للميليشيا ليس بجديد.

○ في السياق، هل تحصل الجيش السوداني على سرب مقاتلات حربية جديدة قادرة على حسم الحرب وفرض السيادة الجوية أو كما يدور في وسائل إعلام محلية؟

• ومنذ متى كانت الجيوش تتبرع بافشاء شؤون تسليحها للصحف؟ أرجو ان تضع في الاعتبار انك تخاطب قوات مسلحة محترفة عمرها يقترب من مئة عام.

○ كيف يصنف الجيش السوداني مجموعة حكومة نيروبي، هل هي في نظركم مجموعات مدنية عسكرية أم عسكرية بحتة، كيف سيتم التعامل معهم الآن أو حال إعلان حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع حسبما أعلنوا عن ذلك قبل أسابيع؟

• هذا شأن سياسي تتعامل فيه الدولة السودانية بما تراه.

○ يشتكي البعض من عمليات نهب مسلحة في مناطق سيطرة الجيش السوداني، وأيضا تعسف للجنود في حواجز ونقاط التفتيش والاشتباه على أساس جهوي، كيف تتعاملون مع هذه الشكاوى؟

• ألا تلاحظ أن كل أسئلتك موجهة بشكل يسعى لتوجيه اتهامات باطلة ومحاولات مستمرة لتجريم القوات المسلحة؟ لكني اؤكد لك أننا نحمي المواطن أينما نكون، وأحرص على حياته وممتلكاته، ومن يفدي الوطن بروحه ودماءه يظل هو الأحرص على تأمينه.

○ كذلك يتخوف الناس من تكرار تجربة الدعم السريع بسبب تعدد المجموعات العسكرية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، خاصة التشكيلات ذات البعد الجهوي، ما هي استراتيجية التعاطي معها بعد الحرب؟

• أولاً ليست هناك مجموعات جهوية حسب تسميتك، ثانياً كل القوات المساندة للقوات المسلحة تعمل معها من أجل تحقيق هدف واحد وسامي وهو القضاء على ميليشيا آل دقلو الإرهابية وتعمل تحت إمرة وإشراف القوات المسلحة.

○ هل هناك دول أخرى تدعم قوات الدعم السريع غير الإمارات التي تتهمونها على الدوام؟ وهل ستكون هناك أي إجراءات ضد تلك الدول؟

• الإمارات هي المحرك الرئيسي لكل هذا التآمر والإجرام ضد بلادنا وشعبها.

○ متى تنتهي معركة الخرطوم، وحرب عموم السودان، هل ثمة مواقيت محددة من قبلكم؟

• عندما تبدأ الحروب لا يمكن التكهن بتوقيت نهايتها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق