مقالات

معسكرات الأجانب تتمدد في نهر النيل أين لجنة الأمن ؟

خالد هاشم خلف الله:

يبدو أن لجنة أمن ولاية نهر النيل غارقة في العسل ولا تتابع ما يجرى في البلاد من أحداث ووقائع قتال ضحينا فيه بأراوح ونفوس عزيزة فى سبيل تحرير الوطن من مليشيا الجنجويد التي تمددت فى غفلة واستهوان من أهل الحكم واستصغار شأن حوادث وممارسات تعظم وتكبر مع مرور الوقت ونضطر لدفع ثمن باهظ جراء تلك الغفلة وذلك الإهمال.
الزميلة منى مصطفى نشرت هنا فى صحيفة الساقية الإلكترونية خبرا عن قيام مجموعات وافدة للولاية نصبت سكنا عشوائيا لها بأطراف حي الطليح بعطبرة وأن هؤلاء الوافدين وأغلب الظن أنهم أجانب قد دخلوا فى اشتباكات مع أهالي الحي ، السؤال أين لجنة أمن الولاية من كل هذا وهي ترى تمدد السكن العشوائي فى أطراف كبرى مدن الولاية في ظل الظروف الأمنية الدقيقة التي تهدد الولاية وكل البلاد.

لقد شرعت حكومة ولاية الخرطوم عقب تحرير بعض محلياتها في ترحيل الأجانب عن كامل العاصمة وإزالة السكن العشوائي فى محيط منها والذى لعب دورا مؤذيا خلال هذه الحرب وساند سكان هذه العشوائيات ومعظمهم من الأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية، المليشيا الإرهابية فى إجرامها وشارك كثيرون منهم فى نهب منازل مواطنى الخرطوم والمرافق العامة وتدمير المصانع وحرقها ، وكان لابد أن تمثل هذه التجربة عظة لبقية الولايات ومنها ولاية نهر النيل التى يجب على لجنتها الأمنية النهوض بواجباتها وحماية مدن الولاية الكبرى التى أصبحت مأوى لكثير من المواطنين الذين نزحوا إليها من الولايات والمدن التى اجتاحتها مليشيا الجنجويد الإرهابية، سؤال للجنة أمن ولاية نهر النيل ماذا يفعل منسوبو دولة جنوب السودان فى مدن الولاية ؟ وهم قد قاتلوا كتفا بكتف لجوار مليشيا الجنجويد وكان منهم القناصة وطاقم المدفعية التى تسببت فى وفاة وإصابة المئات والعشرات من مواطنينا وأهلنا وارتكبت مليشيا النوير (الجنوب سودانية) التي تقاتل مع الجنجويد مجازر بحق سكان أحياء الديوم الشرقية فى الخرطوم فى الأيام الماضية.

على لجنة أمن ولاية نهر النيل ألا تخضع لأي ابتزاز فى هذا الشأن وأن تسارع للقيام بمسؤولياتها وواجباتها وتزيل السكن العشوائي للأجانب وأن تقوم بترحيلهم لبلادهم أسوة بما فعلت لجنة أمن ولاية الخرطوم مؤخرا وكذلك لجنة أمن ولاية ولاية الجزيرة التي قامت بترحيل منسوبي دولة جنوب السودان إلى المعابر الحدودية مع بلدهم بعد أن شاركوا مليشيا الجنجويد جرائمها المنكرة فى ولاية الجزيرة وقاتلوا بجوارها، فعلى لجنة أمن ولاية نهر النيل أن تنهض بواجبها وأن تتخذ خطوات استباقية لإزالة خطر المساكن العشوائية من خاصرة مدن الولاية واحيائها مثل حي صابرين ومباني مستشفى عمر الشيخ البشير بالدامر ، وإخلاء كامل الولاية من الوجود الأجنبي (غير الشرعي) خاصة من مواطنى دولة جنوب السودان الذين شاركوا المليشيا جرائمها فى ولايتى الخرطوم والجزيرة.

إننا ندرك أن هناك كثير من المواطنين النازحين وتضيق امكانياتهم والظروف التى خرجوا فيها من بيوتهم ومدنهم وقراهم التماسا للأمن والسلام أن يستأجروا منازل فيضطروا للإقامة فى الساحات العامة فالأجدر أن تنشئ لهم الولاية معسكرات إيواء بصورة نظامية تحفظ فيها كرامتهم وخصوصيتهم ، أما الأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية خاصة من دولة جنوب السودان ودول غرب أفريقيا  فلا مكان لهم بيننا وفى محيط مدننا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق