من ثمار ميثاق التأسيس في نيروبي جرائم الجنجويد في معسكر زمزم و تعرفونهم من ثمارهم

برير إسماعيل:
في البدء نُعزي كل أهالي الضحايا في معسكر زمزم و أهل السودان أجمعين في مصابهم الجلل بعد الهجمات البربرية التي شنتها مليشيا الجنجويد ضد المواطنين المدنيين الأبرياء في المعسكر.
بشرى سارة لمن يهمهم الأمر : مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو تلقي بالقبض على المجرمين عمر البشير و علي عثمان و نافع علي نافع و أحمد هرون و علي كرتي و آخرين في داخل الخيام بمعسكر زمزم و ستقوم بتسليم كل المطلوبين منهم للجنائية الدولية.
على صعيد آخر فإن ذات مليشيا الجنجويد واصلت في حلقات مسلسلها الإجرامي في معسكر زمزم و إغتالت غدراً العديد من المواطنين المدنيين الأبرياء العُزل.
نتساءل و نجيب عن لماذا يستهدف الجنجويد أحد الأعضاء المجرمين الفاعلين في ميثاق التأسيس النيروبي المواطنين المدنيين السودانيين الأبرياء في معسكر زمزم ؟ تكون الإجابة هي أن عقلية الجنجويد الإجرامية لن تتغير و أن الطبع دوماً يغلب التَّطبُّع و عليه فإن فِرية أن الجنجويد سيدخلون مدرسة الكادر في الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال بقيادة الحلو ليبقوا مواطنين صالحين لن يقبل بها إلا شخص محتال و قابض ثمن الترويج لمثل هذه الفِرية السياسية.
مصادر مطلعة أكَّدت على أن عتاة الكيزان المجرمين الذين أسسوا الجنجويد وبرفقة المطلوبين للجنائية الدولية يعيشون في داخل معسكر زمزم و لذلك إستهدفته هذه المليشيا عسكرياً لإلقاء القبض عليهم و تسليمهم للجنائية الدولية وهذه إحدى كذبات أبريل المعروفة!.
الجدير بالذكر أن معسكر زمزم المغدور به من قِبل مليشيا يشتمل على العديد من ناطحات السحاب و الشقق المفروشة و أحواض السباحة و السوق الحرة و البنوك و الصرافات المالية و كل إحتياجات الحياة أي أنه ليس معسكراً من الرواكيب الصغيرة و عشش القش التي يسكنها المواطنون العاديون الذين نزحوا من ديارهم في السابق بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبتها في حقهم ذات المليشيا عندما كانت ذراعاً عسكرياً للكيزان المجرمين.
كل القرائن تؤكد بأن الجنجويد المجرمين يعتقدون بأن التهجير القسري لسكان معسكر زمزم و لكل سكان معسكرات الذل و الإهانة سيُمهِّد لهم الطريق لإسقاط مدينة الفاشر و من ثم العمل على بسط سيطرتهم الكاملة على كل إقليم دارفور ليقوم حليفهم الجديد الحلو بزيارة دار أندوكة التي إستباحها نفس الجنجويد قبل فترة و عملوا على التنكيل بعدد مقدر من مواطنيها و دفنوا الكثير منهم و هم على قيد الحياة في أردمتا.
-السؤال المركزي هو إذا لم يكن في هذا المنهج الجنجويدي الإجرامي تجاه المواطنين المدنيين الأبرياء في معسكر زمزم سقوطاً أخلاقياً و سياسياً فما هو تعريف الناس للسقوط الأخلاقي والسياسي إذن؟ .
تتحمل الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال بقيادة الحلو أخلاقياً و سياسياً و قانونياً كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبها حلفاؤها الجدد الجنجويد بعد التوقيع معهم على فِرية ميثاق التأسيس و لا ندري عن أي ميثاق تأسيس يتحدث الحلو و الذين معه إذا كان حليفهم الرئيس المتمثل في مليشيا الجنجويد يستهدف معسكرات النازحين بدلاً من إستهدافه للثكنات العسكرية و للقادة العسكريين؟ و عموماً لم يتبقَ لكل الذين وقَّعوا على فِرية ميثاق التأسيس في نيروبي مزحة لحم في وجوههم بعد ضرب الجنجويد لمعسكرات النزوح بالأسلحة الثقيلة لتحقيق نصراً عسكرياً و سياسياً متوهماً.
لو فرضنا أن مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو قد سيطرت على كل الأراضي السودانية بهذا السلوك الإجرامي الذي إستهدفت به معسكرات النازحين حول فاشر السلطان الباسلة… فما هي الجدوى من هذه السيطرة العسكرية في ظل غياب المواطنين من المشهد بعد قتلهم؟
نتساءل عن متى سيفهم الجنجويد و حلفاؤهم السياسين و أرزقيتهم المعروفين أن هزيمة إرادة الشعوب السودانية التوُّاقة للحرية و السلام والعدالة في هذه الحرب مستحيلة و إن كان بإمكانهم هزيمة المؤسسة العسكرية السودانية التي شاركت في صناعتهم بسبب سيطرة الكيزان على مقاليد السلطة في البلاد بعد إنقلابهم المشؤوم في 30 يونيو 1989م.
الثورة السودانية المجيدة مستمرة والنصر سيكون حليفاً لكل مكوِّنات قوى الثورة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري في البلاد.
تباً للجنجويد و لكل حلفائهم و أرزقيتهم وطحالبهم السياسية.
12 أبريل 2025م