
أبوبكر محمود:
انتظرنا كثيرا لوعود وتعهدات جهات الاختصاص لأجل الظفر بمقاعد في حافلات العودة الطوعية لتقلنا من العاصمة الإدارية بورتسودان إلى ولاية الجزيرة.
هذه الحرب المشوؤمة عقدت حسابات السودانيين برمتهم فتصور كم تكون ميزانية أسرة كاملة تود العودة للديار التي أصابها ما أصابها من شفشفة ودمار.
استبقنا رحلة دروب العودة بإعداد مبكر للاحتياجات والتي تبدأ من المواد التموينية وحتي الملابس ولاننسى إن الايام قبايل عيد كما يحلو لنا كسودانيين أن نسميها.
توجهت إلى السوق الشعبي بورتسودان لحجز تذاكر العودة إلى الجذور هناك ترى العجب العجيب، سماسرة وركيبين يعيشون على معاناة المواطنين وما أدراك ما الجشع.
إذا سألت عن قيمة التذكرة فهي مرتفعة للغاية ولكن المفاجأة أن مسار الرحلة للجزيرة نغير وصار للدرب كليوات هذه المرة ستتجاوز الرحلة مدن كسلا والقضارف وسيمر فخر السودان وهي اسم الشركة المالكة البص عبر عطبرة وسيكون المبيت في ضاحية حطاب بشرق النيل.
سيتفاجأ عدد مهول من النازحين بارتفاع تكاليف العودة ورهق الرحلة
وأي صاحب عفش سيواجه تحدي شحنه من خارج الميناء البري إلى إن يصل أدراج البص.
ستجد نفسك دفعت قيمة التكتك أو المركبة التي اوصلتك إلى الشعبي وعند الوصول إلى بوابة الأخير لابد من الاستعانة بصديق وهنا تلعب الدرداقة دورا كبيرا في ترحيل الأمتعة إلى داخل الميناء البري.
في جانب آخر تبرز أطماع وجشع المضيفين عند شحن وإدخال الامتعة لداخل اداراج الحافلة وهنا مربط الفرس ويكشر المضيف عن انيابه مطالبا بمبلغ كبير وتعجيزي لأجل إدخال العفش الذي يتجاوز الحد المسموح به وبعد شد وجذب تم الاتفاق على قيمة الامتعة وبعدها ركبنا وتوكلنا على الفرد الصمد في رحلة طويلة الأمد
بمجرد خروج البص من الشعبي تفاجأ الركاب بعطل وهو إن سير جهاز التكيف انقطع
ارتفعت الأصوات واللوم وسط المسافرين على متن الرحلة فكيف يتم تسفير بص لرحلة تستمر لمدة يومين من غير جاهزية لعن الله الجاهزية التي تسببت في الزج بنا إلى النزوح.
سأواصل الكتابة عن رحلة دروب العودة للجزيرة وهذا مسلسل واقعي بحتاج لحبكة من منتج الروايع دكتور جلال حامد
في الحلقة القادمة سأكتب عن إيجارات حسن عدس وتضحيات القوات المسلحة وخراب مصفاة الجيلي وتدمير سيارات المواطنين وانتشار النساء وسط أحياء شرق النيل وتبا للحرب.




