مقالات

كرم الله الشيخ.. صورة معبرة من مبادرة الطيب الجد

القضارف- أبو هاني:

ربما بمصادفة نادرة حيث التقطت الكاميرات في مبادرة نداء السودان والي القضارف في العهد البائد كرم الله الشيخ وهو في حالة إسترخاء تتناقض مع المناسبة التي تبحث حلول وطنية وسياسية، وفي وضع تعيشه البلد يرسم ملامح الاستياء والإحباط على وجوه مواطنيه وبالضرورة أن تكون الصورة على محيا من يطلعون بالحل بذات الملامح الكئيبة.

حسب المصادر فإن الشيخ امتلك تلك الاسترخاءة من جيبه الخاص حيث صرف ليجلس في المقاعد الأولى قرابة العشرة ملايين جنيه، ملبياً تكاليف فرعية مبادرة الطيب الجد في القضارف من دفع قيمة إيجار البص السياحي الذي نقل عضوية حزبه المؤتمر الوطني المحلول، والإقامة بأحد افخم الفنادق في العاصمة الخرطوم، وليعتلي المقدمة في المبادرة التي لم تترك اي أثر على المستوى السياسي فإنه استغل منبرها وكعادته في إزدراء اي فعل لم يكن في صفوفه الأولى بتوجيه انتقادات على حكومة الولاية في تسييرها قافلة للمساعدات لمواطني النيل الأزرق، ممن هب لنجدتهم جميع مواطني البلاد والدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإنسانية.

وحيث يفتقر الرجل للكثير من مؤهلات القيادة، فإنه يستخدم طريقته المعهود للانقضاض على الجميع، موجهاً سيلاً من الاتهامات المجانية المردودة عليه، مقارنة مع تجربته الفاشلة في الحكم التي ذاع صيتها بغريب الحديث والفعل والممارسة، فقد كان والياً يقيم في حصيرة من القش، لكنه يمتلك البنايات الفخمة، والأراضي الشاسعة الواسعة.

اضطر حزبه المحلول في عهد النظام المباد للتخلص منه تحاشيا للتهكم والسخرية التي جلبها لهم، فهو يوما يقوم بتسيير قافلة إلى غزة، وقافلة إلى اب كرشولا، ومرة ينادي صراحة بالتطبيع مع إسرائيل، وفي كل الأحوال كان حزبه يدفع ثمنا باهظا في نزيف العضوية، بينما لم تسعف مواطن القضارف تلك الانتقادات التي طالته وطالت مكوناته السياسية والاجتماعية.

ولما طال الغلب على فشل الرجل وإفشال حزبه المحلول سابقا، ونظرا لنقطة ضعفه المعروفة بين الجميع، فقد اشترط الترشح لنيل منصب الوالي الذي كان يتطلع اليه الرجل الحصول على المؤهل الجامعي، وكانت وصمة للحزب الذي يطرح رؤى تقدمية ويستقطب على أساس الوعي.
وللمحافطة على ثروته التي لم تتوقف فيها لجنة التفكيك، استعان بالترويج لانتمائه لحزب الأمة القومي، حتى دفع بعض قيادات الحزب للحديث عن جذوره الأنصارية، لكن ما ان انقشعت غيمة الخوف حتى عاد ليهدد مفجروا الثورة بجلدهم بالسياط، حيث لم يكن يجرؤ على الظهور أو الحديث طوال فترة الحكومة الانتقالية.

لا يعرف الناس ما الذي يريده كرم الله الشيخ سابقاً أو حالياً أو مستقبلا، فهو سبق وأن أعلن عن حزب باسم المزارعين الذين استغل قضيتهم لتكوين ثروته وصناعة نفوذه، لكن سرعان ما فشل في جمع أقل من شخصين ليسجل بهم الحزب، وقبل ذلك وعند إقالته من منصبه واليا للقضارف في العهد البائد كان يمني نفسه بخروج المواطنين والدفاع عنه، إلا أنه لم يحصد شيئا، ومؤخرا قام بتكوين تنظيم باسم لجان مقاومة رصيفة للجان المقاومة الثورية المعروفة أطلق عليها مسمى (حلم) لكن أيضاً لم يحلم معه أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق