مقالات

الخرطوم كعادتها.. مدينة تشتاق لاحتضان الكل

موازنات

الطيب المكابرابي:

منذ تم تحرير الخرطوم وخلو اغلب مناطقها من اي وجود للمليشيا المتمردة وهروبهم فرادى وجماعات في مشاهد لم يكن يتوقعها أحد بدأت تلك المدينة تتنفس هواءا مغايرا وتصبح وتمسي على وقع حياة مختلف ويمشي على ثراها بعض قوم الفتهم شوارعها وان كان بعضهم مجبول على مد يده على حقوق الغير والأكل من سحت وحرام.
هؤلاء وغيرهم هم أهل الخرطوم ومن تشتاقهم وتنتظر أن يعودوا جميعا ليعمروها وينهضوا بها من جديد لتعود هي المدينة المدللة كماكانت متوسدة في كل الأوقات خضرة الضفاف الست ..
قبل التحرير والانتصار الكبير وقد كان أمرا متوقعا ومحسوما كانت بعض الأصوات تنادي بوضع خطط وطرح افكار بل ووضع خط سير ومنهج واضح لإعادة الحياة وإعادة إعمار مادمرته كلاب الصحراء.
كثيرة هي المبادرات التي بدأت تطل برأسها الان وكثير من المبادرين بدؤا يطرحون أفكارا ويبحثون عن أفراد أو جماعات بمختلف الملكات لينضموا إلى هذه المبادرات الرامية لاعادة الاعمار ولكل زاويته ورؤيته.
مبادرات الإعمار على المستوى الكبير وكل مايتصل بالبنى التحتية وإعادة التخطيط لبعض المنشات الحيوية والاستراتيجية والمدن الصناعية وتشغيل المرافق العامة كلها لا تندرج الا تحت هم حكومة المركز وكان يجب أن يكون قد وضع في خطة واضحة مكتملة الجوانب نظريا وهندسيا وماليا قبل التحرير على أن يبدأ التنفيذ فور اعادة الأمن وهو ماتم منذ زمن طويل.
بعض أبناء أحياء الخرطوم حملوا هما آخر يتصل بنظافة احيائهم وفتح الطرق ومحاولة إعادة الخدمات واعانة من يتعجل العودة إلى داره في مثل هذه الظروف وتلك شيم أهل الخرطوم الذين تنتظر عودتهم بشوق كبير.
مانراه من سلحفائية وعدم حراك بائن وظاهر في إعادة الحياة إلى هذه المدينة يوحي بأن القوم كانوا نياما أو أنهم بائسون من عودة هذه المدينة نظيفة من دنس ورجس المعتدين أو أنهم جزء من منظومة تعمل بفهم أن هذا الوضع البائس وهذا الخراب هو ماتستحقه الخرطوم..
نعم وقد رأينا بام اعيننا مالحق بالمرافق والمساكن والطرق والعمار كله من دمار ولكنا وبرغم هول ماحدث ومارايناه لم نكن نتوقع أن تكون الحركة بهذا المستوى وان تتلكا الحكومة التي مد الكثيرون لها اليد معلنين استعدادهم للمشاركة في إعادة الإعمار منذ وقت طويل.. أن تحوج الناس والعامة للدخول في مسائل هي من صميم عمل الحكومة وكان يجب عليها ترتيبه والبدء في انفاذه من اليوم الثاني لإعلان استعادة الأمن وطرد الغزاة من الخرطوم ولكنه لم يحدث ونراه بعيدا.
وكان الله في عون الجميع

الاربعاء 30 أبريل 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى