مقالات

ورحل دهيب يوم تحريرك ياخرطوم

موازنات

الطيب المكابرابي:
ليومين مضيا لم أكن كثير المتابعة لماتنشره الميديا لانشغالي بأمر خاص وكانت مشاركاتي نادرة فغاب القلم عن قضية كامل الطيب إدريس وعن إعلان الخرطوم خالية من نجس وخبث الجنحويد وسابقهم في الهرب و الاحتماء بالفلاة إلى الخرطوم المزعوم ابراهيم بقال سراج..
قامت الدنيا بأقلام البعض ورسائل آخرين حول تعيين كامل الطيب إدريس رئيسا لمجلس الوزراء وهو المؤهل علميا والمقبول إقليميا ودوليا والمرجو منه ومن فترته مايكون مخرجا ونافذة نطل من خلالها على العالم بوجه جديد ونبدأ تأسيس دولة لا تحتكم الا للقانون ولا تعرف التثاؤب تجاه فاسد وناشر لخطاب الحقد والكره وماش بالفتنة بين الناس.

فجر اليوم لم أصدق عيني وانا أقرأ نعيا لأخي وصديقي أحمد رضا دهيب القيادي الدرامي والبارع في أداء أدواره والمتابع لكل قضايا زملائه ومهنته حين كان على رأس اتحاد الدراميين.
علاقتي بالرجل الضاحك امتدت لأعوام ونحن في كنف وزارة الثقافة نتقاسم كل شئ،  قبل تحرير منطقة صالحة بأم درمان وإعلان الخرطوم خالية من التمرد بشهر تقريبا كان يحادثني عبر النت عن الحرب والدمار الذي أحدثته ودمار العلائق بين الناس وعن همومه وأفكاره تجاه إصلاح هذا الدمار.
تحررت الخرطوم بشكل كامل وغادرها كل القتلة وعتاة المجرمين وتبقت بضع بقاع هنا وهناك في بلدك يادهيب تنتظر طرد الغزاة لتبدأ معركة إعادة إعمار المباني واستعادة مافقدناه من معان.
مرحلة إعادة إعمار الأنفس واستعادة التوازن الاجتماعي هي معركتك التي كنت تنتظر يادهيب وهي معركة كل أهل الثقافة بفنونها وأشكالها المختلفة وسيجد مشروعك من يحمله ولا شك أنك كنت تشارك الكثير منهم هذه الأفكار.
رحم الله الفنان القدير أحمد رضا دهيب ووسع له في قبره وأنزله منزلة الصديقين و الشهداء وجعل البركة في ذريته والهم زملاءه وكل أهل الفنون والثقافة الصبر الجميل.
وكان الله في عون الجميع.

الخميس 22 مايو 2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى