حقوق الإنسانمقالات

أهالي باندغيو.. دمار النهر وصمت المركز

رذاذ المطر

عمار الضو:

قضى فيضان نهر الرهد على الأخضر قبل اليابس في (باندغيو) بولاية القضارف، وشرد أكثر من 60 ألف مواطن وتركهم في العراء تماما يصارعون الآلام مع الجوع والبرد وكميات الأمطار وهم يفترشون الأرض لأكثر من ثلاثة أسابيع وتستمر قوافل المركز من الخرطوم إلى بقية ولايات السودان حتى قوافل الحكومة والمنح القادمة من الدول الشقيقة لم يحظ بها أهل باندغيو وقراها الـ(27) مما ترك حالة غبن انتابت سكان هذه القرى الذين قبلوا بهذا الوضع من قبل في تفشي الأمراض والوبائيات ونقص الخدمات عامة فهم أهل إنتاج وإعمار وأصحاب مواقف وطنية ظهرت من قبل بإشهار سيف الحق وإعلانهم القدرة على تحدي دول البغي والعدوان حراس حدود أحفاد وطن الجدود رغم صمت المركز وصرخة الوالي وملاحقته للسلطات لإيجاد الدعم والإسناد.

فقد كان ديوان الزكاة بالقضارف في الميعاد وحكومة الولاية وشعبها المعطاء بتسيير أكثر من ثلاث قوافل للإسناد والدعم، لكن يظل التهميش والإهمال من المركز وتجاهل انسان القضارف في كل المحافل حتي الازمات والمحن والكوارث قائماً.
وحينما تحل علينا المصائب لاتدفع المركز لإبراز دوره وقدرته ومسؤوليته تجاه أهل وإنسان القضارف.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى، فقد ظل التهميش والتجاهل ممتداً ومتعمداً، ويقوم السيد رئيس مجلس السيادة بزيارة المناقل والإعلان عن تدخل الجيش وتواجده المستمر وعطاءه الممتد عبر سلاح الجو المتواجد بنادي الجزيرة في نقل الإغاثات وإرسال طائرة أخرى إلى الجارة الشقيقة كسلا أرض الفراش والقاش لذات الغرض فيما أرسل المجلس الأعلى للدفاع المدني، قافلة أخرى أمس الأول إلى ولايات دارفور واستمر المد والقوافل إلى المناقل عبر قافلة شركة الأقطان، فهل يعلم مجلس السيادة وأهل القيادة بأن ولاية القضارف تتوسط الجزيرة أرض المحنة وكسلا أرض توتيل؟ وما الذي يجعلها عصية عليكم ويمنعكم من النظر لإنسانها في محنته والأطفال الأبرياء يقهرهم البرد ويصارعون لدغات الثعابين والعقارب ويهرولون بحثا عن الأشجار للاختباء حولها من كميات الأمطار وهم أكثر من ثلاثة أسابيع لم يتذوقوا طعم النوم ولم يغمض لهم جفن ورغم ذلك يخرج لنا الكثيرون ويتحدثون عن اتفاق سلام جوبا ومسار الشرق وتنسيقيات شرق السودان والمجلس الأعلى للنظارات.

ياسادتي إنكم مجرد تجار سياسية وطلاب مناصب وسلطة لاهثين خلف الكراسي فقد انكشفت الحقيقة لصمتكم المخجل والمريب تجاه أهالي الهامش في باندغيو (27) قرية وأكثر من 60 ألف مواطن.

ماذا فعلتم لهم؟ سواء قدمتم أم لم تقدموا فهم لهم رب يحميهم وراعيهم.

وتبقى المواقف الإنسانية والرجولة من نبع الدواخل فهي لاتشترى ولاتغرس داخل الإنسان بالقوة.

بعضكم أو كلكم يزعم أنه يعمل من أجل الوطن والمواطن فإن كان ذلك كذلك، خبرونا ماذا فعلتم لأهل (باندغيو والفاو) ؟

وهنا لابد من التحية لوالي القضارف محمد عبد الرحمن محجوب، وهو يشهر سيف الحق في وجه المركز ومنظماته لإغاثة أهله وإسنادهم وتحية ممتدة لقيادة المنطقة العسكرية الشرقية بقيادة سعادة اللواء العماس وسمبو وكل الضباط والجنود في متقدم القضارف والشرطة والأجهزة الأمنية، ولاننسى حركات الكفاح المسلح وأطراف العملية السلمية والإخوة في (الهلال الأحمر الإماراتي) والمجلس الأعلى عبر شبابه المنتشر في التوعية والتثقيف، ونصب الخيام. وتحية أكثر خصوصية للمهندس سعد عباس، رئيس اللجنة العلياءة لطوارئ الخريف والعميد بابكر محمود مدير شرطة الدفاع المدني بولاية القضارف، وقواته العاملة في درء المخاطر وسحب المياه.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق