منوعات وفنون

لا ملل..! السر الخزين:

السر الخزين:

أنجبتني أمي سكينة في (سكينة) دون ضوضاء وهرج وبلا مرج في بيتنا الصغير الميري الممنوح لنا من إمبراطورية السكة الحديد بالقضارف حين كان الوالد يعمل بها – نسأل الله الرحمة والمغفرة للوالدين الراحلين من دنيا الفناء إلى الباقية –

تنقلنا من محطة لأخرى مثل طيور المطر من غصن أخضر إلى فنن، وما زالت ذكريات طفولة السافنا عالقة ولا أنسى زئير الأسود وعراك الفهود وزقزقة الطيور وصراخ القرود التي تقاسمنا السكن ودجاج الوادي يغزو الخط الحديدي في زرافات وجماعات من أجل البقاء.

بحفنة شعير وقمح وحبيبات تلفظها قطارات البضائع المتحركة لتصبح هذه الدجاجات اللاحمة الجميلة فريسة سهلة للصيادين وكان بيتنا لا يخلو منها يقنصها الوالد بخرطوش قاتل لا يعرف هدنة ولا انتظار ثم غابات الحصيرة المطيرة تعانق بيتنا الميري الصغير ورذاذ لا يتوقف.

هذا بعض من الكثير وحتى لا أسهب وبلا ملل ولا إزعاج، أعود والعود أحمد بعون الله من وقت لآخر لأقص بعض الذكريات العالقة في الوجدان.
وقفة:
قال عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه – لجنوده: انثروا القمح فوق رؤوس الجبال كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى