مقالات

محمد بابكر يكتب: كامل إدريس وبناء جسور الثقة مع الشعب

في خطوة سياسية لافتة، وفي ظل تحديات معقدة تواجه السودان التقى رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس بمكونات “الآلية القومية للولايات الوسطي”. ويأتي هذا اللقاء في وقت حرج تمر به البلاد، مما يمنحه أبعادًا ودلالات سياسية واجتماعية هامة.
وكعادة د كامل إدريس وبتواضعه الجم استمع وانصت لكل أفراد الوفد وتحدث حديث العارفين، رئيس الوزراء أكد على أن السودان غني بموارده ويمتلك الأموال الطائلة بيد أن علة ذلك الفساد.

(الآلية القومية للولايات الوسطي) تمثل كيانًا مجتمعيًا وسياسيًا يضم مكونات من ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض. هذه المنطقة، التي تعتبر قلب السودان الزراعي والاقتصادي، والاجتماعي الذي ينبض بالحياة ليضخها في أوصال الوطن الحبيب.

إبان تمرد مليشيا الدعم السريع تعرضت هده المنطقة لانتهاكات كبيرة قتل وتهجير وتشريد لأهلها وتدمير ممنهج للبنية التحتية الزراعية وتجفيف لقنوات الري.
ضم الملتقى كيانات مجتمعية وسياسية وإدارات أهلية وطرق صوفية ومرأة مما يجعله ممثلاً لشريحة واسعة من سكان هذه المناطق الحيوية.

يأتي اللقاء في وقت تسعى فيه الحكومة الانتقالية بقيادة إدريس إلى بناء جسور الثقة مع المكونات المجتمعية والسياسية المختلفة، خاصة في المناطق المتضررة من الحرب.
و اختيار منطقة الوسط، التي تحتضن مكونات اجتماعية من كافة أنحاء البلاد، مما يعد تمثيلا لكل أهل السودان بسحناتهم المختلفة.
هذا اللقاء يحمل رسالة بأن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا للمناطق التي تحملت عبئًا كبيرًا من الحرب.

أهم ماجاء في اللقاء دعوة رئيس الوزراء لأهل الوسط إلى تكثيف الجهود لإعادة بناء وإعمار ما دمرته الحرب، وتوحيد الصفوف للنهوض بالمنطقة. كما تم التوافق على تعزيز آليات التنسيق والتشاور بين المركز وولايات الوسط لإيجاد حلول للمشاكل الملحة في مجالات الزراعة والبنية التحتية والخدمات الأساسية.

المتحدثون أكدوا باسم الملتقى دعمهم اللا محدود للحكومة والقوات المسلحة، مما يعكس رغبة في التعاون مع السلطة المركزية لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار.
هذا الدعم يمنح حكومة إدريس دفعة سياسية ومعنوية هي في أمس الحاجة إليها.

الأجواء التي سادت اللقاء كانت إيجابية وهنالك عزم وتصميم من قبل رئيس الوزراء على تنفيذ هذه المخرجات الكبيرة، (إعادة الإعمار، وتوفير الخدمات، وتحقيق الأمن)
برغم انها تتطلب موارد ضخمة وتنسيقًا عاليًا،
فبين تأكيدات وعزم رئيس الوزراء وحماسة اهل الملتقى لن يكون هنالك مستحيل.

لقاء الدكتور كامل إدريس بملتقى (الآلية القومية للولايات الوسطى) خطوة مهمة نحو معالجة آثار الحرب وتوحيد الجبهة الداخلية. إنه نهج جديد يعتمد على التواصل المباشر مع المكونات المجتمعية والسياسية في المناطق المتضررة، ويبعث برسالة أمل حول إمكانية إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.

ومع ذلك، يبقى نجاح هذه المبادرة بهذه الهمة العالية التي لمسناها من رئيس الوزراء جديرة بترجمة التوافقات إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع، لتساهم في مرحلة بناء سودان ما بعد الحرب من خلال بحث أوراق علمية تتناول استدامة السلام وبناء النهضة والعمل على تعزيز اللحمة الوطنية والاستشفاء الوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى