عاصمة ” ريفية”….نفحة “صوفية” ومدينة السودان الرياضية
“المجاذيب” فخامة الاسم تكفي..احياء عريقة وعكير اسم ارتبط بالإبداع
كتب- علي حسن:
تظل مدينة الدامر “عاصمة” الإقليم الشمالي ” سابقا وحاضرة ولاية نهر النيل في العهد الحالي إحدى منارات المدن السودانية حيث ارتبط اسم دامر المجذوب بكل ماهو فاضل وجميل. والدامر من أعرق المدن السودانية كيف ولا وهي التي استمدت الحضارة من مجد تليد وتاريخ ناصع وحاضر مزهر.
الدامر تمثل كل تاريخ السودان العريض وتظل شامة على ضفتي النيل الخالد وهي ترفل وتسمو في ثوب عفافها كالنخلة الشامخة وهي تجذل العطاء، الدامر تغنى بحسنها عدد من الشعراء ونتيجة للبيئة المتفرده في المدينة قال فيها الشاعر الفذ توفيق صالح جبريل…
يا دامر المجذوب لا انت قرية بداوتها تبدو ولا انت بندر….
تحتضن مدينة الدامر احياء ذات قيمة إنسانية كبيرة منها الشاعديناب، الفريع، الشجرة، ، العكد، الثورة، الحلة الجديدة، البان جديد، العشير، الكنوز، القشلاق والمربعات من واحد الى اكثر من ٣٠).
ولكل حي من أحياء الدامر له مدلول ومعنى وهنالك أسر ممتدة في تلك الأحياء بعد المصاهرات والنسب بين تلك الأحياء مما أسهم في إنتاج نسيج إجتماعي متفرد يندر أن يتواجد في مدينة اخرى بخلاف دامر المجذوب.
المجاذيب فخامة الاسم تكفي
شعور مختلف وأنت داخل دامر المجذوب ودائما ما تستحضر وقار وهمة أهل الدين والصوفية (المجاذيب) ليست مجرد اسم فقط بل دلالة ذات معاني تلهب الروح وتشبع النفس بنور الإيمان، ونتيجة لعظمة اسم المجاذيب في حاضرة نهر النيل لا تخلو أسرة من جميع أسر مدينة الدامر من اسم (مجذوب ) مما يؤكد عظمة المسمى عليه، والمجاذيب فخامة الاسم تكفي.
ظاهرة (٠٠٠٠) تميز المدينة …
الناظر لشوارع مدينة الدامر لا يجد شارعا ولا منعطفا والا به مكان للسقيا سبيل ماء (مزيرى) وواضح أن الإهتمام الكبير بذلك المورد وهنالك عناية كبيرة بتلك الأماكن خاصة من جانب النظافة ومن أبزر واعرق (السبايل) -إن جاز التعبير- في الدامر سبيل الإزيرق وسبيل حسون.
ويتعدى الأمر سقيا الإنسان فهنالك سبيل للحيوان وحوض ملئ بالمياه طوال اليوم، فهذه الظاهرة لا تتوفر في جميع مدن البلاد ودائما دامر المجذوب ما تتفرد بكل ما هو جميل.
عكير.. فحل الشعر السوداني…
ارتبط اسم مدينة الدامر بالشاعر الفحل علي إبراهيم عكير.. (عكير الدامر ) وعرف عن هذه الشخصية بالتفرد والإبداع في مجال الشعر والأدب، وعكير طبيعي أن يتفرد ويصبح اسما لامعا في المدينة بعد أن تشرب بكل عادات وتقاليد الدامر، وعكير من أفذاذ الشعراء في السودان.
بريمة عملاق من الدامر…
رياضيا يكفي دامر المجذوب فخرا بأنها أنجبت العملاق حامد بريمة، أفضل حارس مرمى يمر على كرة القدم في السودان، ويمتد الإبداع الرياضي حيث نجح نادي السهم في كتابة التاريخ من جديد وأصبح أول فريق من مدينة الدامر يصعد لبطولة الدوري الممتاز، وهنالك أندية كبيرة وذات تاريخ عريض أمثال مؤسسة الشمالية، جامعة الرابطة ونهضة العز وفخر الرياضة بدامر المجذوب
وتستحق مدينة الدامر اسم مدينة السودان الرياضية الأولى للعام ٢٠٢٥م وهي تستضيف بكل أريحية وكرم حاتمي الدوري العام المؤهل للدوري الممتاز ومرحلة دوري النخبة، وأحدث استضافة المدينة للفعاليات الرياضية حراكا كبيرا في دامر المجذوب.
للفن مساحة في أرض المجاذيب ..
يجهل البعض عن مدينة الدامر المساحة الفنية العريضة بالمدينة، حيث يذكر الجميع الدامر بالتصوف وإهمال الجوانب الفنية، ولكن الواقع عكس ذلك حيث تعج المدينة بالمبدعين في الأدب والشعر والمسرح وخير مثال بروفيسر عبدالله الطيب، ومحمد المهدي المجذوب وعمر العوض والسر قدور وما أدراك ما السر قدور والفريق الدكتور عمر قدور وقاسم أبوزيد ومصعب الصاوي وعبدالله البعيو، ومحمد حميدة وعثمان حميدة (تور الجر) وحنان النيل وعثمان الجعلي، قيقم الصغير، عبدالرحيم الدامر، عمر الأشول وغيرهم الكثير من نثر الإبداع وأثرى وجدان إنسان الدامر خاصة والسودان عامة.
وتمتد إبداعات مدينة الدامر من على المسرح السوداني وها هو العملاق عبد الرحمن الشبلي يقف شاهدا على ذلك حيث أبدع وساهم بقدر كبير في تطوير المسرح القومي والآن يتواجد الشبلي بمدينة الدامر وبكل تأكيد هنالك مبدعون في هذا المجال في حاضرة نهر النيل.
حنة الدامر تجمل كل السودان ..
لم تقتصر خيرات مدينة الدامر على ولاية نهر النيل فقط حيث ينتشر خير المدينة إلى كافة مدن السودان وهي ذات إنتاج وفير من الفواكه والحبوب ومصانع الأسمنت وهنالك عدد من المصانع المهمة في الدامر والمدينة مكتفية ذاتيا في كافة المجالات ويكفي أن حنة الدامر جملت كل نساء السودان، فالحسن والجمال سمة أهل الدامر.
تخطيط وعمران وتنمية في الطريق ..
طفرة عمرانية كبيرة تشهدها المدينة حيث تتميز الدامر بتخطيط مؤسس وشوارع فسيحة، والآن يقف السوق الجديد شاهدا على تنمية المدينة بجانب البنايات الشاهقة والتصاميم الحديثة التي تواكب المدنية، فالدامر مدينة أزلية وستظل.
