عسكوري اختيار استثنائي في لحظة مفصلية

مرتضى عمر:
في زمنٍ استثنائي يتطلب من السودان رجالًا استثنائيين، يبرز اسم الأستاذ علي خليفة عسكوري كمرشح مثالي لتولي حقيبة وزارة الخارجية. ففي ظل أزمة وجودية تمر بها الدولة السودانية تتقاطع فيها المؤامرات الدولية مع الانقسامات الداخلية – تبدو الحاجة ملحة لوزير خارجية يتمتع بثلاثة عناصر نادرة: الوطنية الصلبة، والخبرة المركبة، والجرأة الاستراتيجية.
أولًا: الوطنية فوق كل اعتبار
علي عسكوري ليس مجرد سياسي، بل هو صوت من أصوات الضمير الوطني السوداني. لم يساوم يومًا على مبادئ السودان، ولم يتماهَ مع المحاور الإقليمية أو الدولية التي تتعامل مع بلادنا كغنيمة أو ورقة تفاوض. تاريخه المشرف في الدفاع عن وحدة السودان، وسيادته، وموقفه الصلب من قضايا الهوية والعدالة الانتقالية، تجعل منه حارسًا حقيقيًا لكرامة السودان في المحافل الدولية.
ثانيًا: الخبرة والرؤية
بخلفيته المتعددة في العمل العام والسياسي، يمتلك عسكوري أدوات الدبلوماسية الحديثة وفهمًا عميقًا لتعقيدات المشهد الدولي، فضلًا عن درايته الدقيقة بتوازنات القوى الإقليمية. عايش مفاوضات السلام، واحتكّ بمراكز النفوذ، وواجه شبكات المصالح التي تسعى لاختطاف القرار السوداني. هذه التجربة تجعل منه رجل المرحلة، القادر على إعادة رسم خريطة علاقات السودان الخارجية بعيدًا عن التبعية والابتزاز.
ثالثًا: الجرأة في اللحظة الحرجة
إن اللحظة التي تمر بها البلاد تتطلب صوتًا لا يخشى التصريح بالحقيقة، ولا يرتعش أمام البعثات الأجنبية أو الوسطاء المشبوهين. عسكوري يملك شجاعة طرح المواقف السودانية بثقة وإصرار، ويعرف كيف يدير الصراع السياسي والدبلوماسي بحنكة، دون أن يتنازل عن المصالح الوطنية.
السودان لا يحتاج إلى وزير خارجية تقليدي، بل إلى مفاوض عنيد، ومحاور ذكي، ومثقف وطني، وسفير دائم للقضية السودانية في كل المنابر. وعسكوري يجمع هذه الخصال.
ختامًا:
إن ترشيح علي خليفة عسكوري لتولي وزارة الخارجية ليس مجرد اختيار إداري، بل هو موقف وطني. إنه إعلان بأن السودان عازم على استعادة قراره السيادي، وأن زمن المجاملة والتبعية قد ولى. نحتاج لعسكوري في الخارجية، لأنه يملك ما لا يملكه غيره: الصدق، والصلابة، والمعرفة، والقدرة على المواجهة.
فلتكن وزارة الخارجية منبرًا لحقيقة السودان، لا بوقًا لغيره. وعلي عسكوري هو الصوت المناسب لذلك المنبر .



