مفهوم الظل في القرآن.. الإعجاز اللفظي والمعرفي

يس إبراهيم :
استوقفتني آية في القرآن أثارت فضولي، لأنها ببساطة تقدم مفهوما جديدا، يستحق البحث و الدراسة العلمية، و يكشف مافي هذا القرآن من إعجاز كلمي لفظي و معرفي و علمي، ويؤكد أنه وحي من رب العالمين و بديع السموات والأرض وما بينهما..
بقول تعالى :
“(أَلَمۡ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيۡفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوۡ شَآءَ لَجَعَلَهُۥ سَاكِنٗا ثُمَّ جَعَلۡنَا ٱلشَّمۡسَ عَلَيۡهِ دَلِيلٗا(45)”) (سورة الفُرْقان)
القرآن هنا يقدم مفهوما جديدا للظل باعتباره مخلوقا مستقلا وجعل الشمس دليلا على وجوده.. إذا الشمس ليست هي التي تصنع الظل.. فهو موجود بدونها.. عندما تغرب الشمس نرى ظلا ممتدا فهو أصل بذاته..
و هذا مفهوم جديد.. فلطالما ظل راسخا في عقولنا أن الظل لا يتكون إلا بوجود الشمس، ووجود أجسام تسقط عليها أشعة الشمس فتصنع الظل..
مفهوم الظل في القرآن الكريم يرتبط بالعديد من الدلالات الرمزية والفلسفية. في سورة النحل، يُذكر الظل كدليل على قدرة الله تعالى في خلق الكون وتنظيمه: “(ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً)” (الآية 45). هنا، يُستخدم الظل كرمز للتغير والحركة في الكون،
بينما في العلوم القديمة، كان مفهوم الظل مرتبطًا بفهم الظواهر الطبيعية مثل الشمس والقمر والكسوف. في اليونان القديمة، درس الفلاسفة مثل أرسطو الظلال لفهم طبيعة الضوء والظل.
و في العلوم الحديثة، يُدرس الظل في سياق الفيزياء، خاصة في علم البصريات. يُعرَّف الظل بأنه المنطقة التي تحجب فيها الأجسام الضوء، مما يؤدي إلى تكون منطقة مظلمة.
تُستخدم دراسة الظلال في فهم الظواهر الضوئية مثل الإنكسار والآنعكاس.
في علم الفلك، تُستخدم الظلال لدراسة الكسوف والظواهر الفلكية الأخرى. كما تُستخدم في الهندسة المعمارية والتصميم لتحديد تأثيرات الضوء والظل على المباني والمساحات.
ما نخلص اليه ، أن مفهوم الظل في القرآن مفهوم جديد و يستحق التعمق فيه من خلال التطبيقات العلمية والهندسية في العلوم الحديثة. بما يقدمه من الدلالات الرمزية..
الآية دعوة الى التأمل و التفكر في ملكوت الخالق العظيم و النظر في قدرته..
فسبحان الله..



