مركز ثقافي باسم الراحل عمر العوض في الدامر..

معتصم الشعدينابي:
اجترار الذكريات شفاهة في كل عام لا يجدي .. أبدأ بهذه الجملة التي انتهى بها اللقاء الثالث في (صالون عمرالعوض) بحي الشاعديناب بالدامر، بعد رحيله حيث تكررت الاجتماعات واللقاءات للبكاء على فقده والاحتفاء بإنتاجه والحديث عن ضرورة تحويل مؤلفاته ومخطوطاته المتنوعة في المسرح والقصة والرواية والشعر والمديح إلى مطبوعات ولكن.

(صالون عمر العوض) كان قبلة للمبدعين حتى قبيل وفاته حيث تم تكريمه من قبل أصدقائه ب(منتدى الإثنين) بعطبرة ومبدعي الدامر والمقربين منه وعلى رأسهم الأستاذ حسن أحمد الشيخ رئيس منتدى الإثنين، ورفيق مشواره الأستاذ هاشم أحمد عمر والمهتمين من أسرته ورفاقه من الشعراء والأدباء وجيرانه في الشاعديناب والدامر.

قبر الشاعر والأديب عمر العوض في مقابر الشاعديناب في 24 ديسمبر 2020م ولكن كان هذا اليوم ميلادا جديدا لسيرته وصورته وأعماله حيث عرف عامة الناس تفرده وإبداعه بعد موته، فقد اختار ألا يجاهر بعلمه وإبداعه ولا يخافت به واختص به بعض الناس وترك لهم خيار نشره ونثره من عدمه.
العبارة التي ابتدأت بها الحديث قالها الأستاذ بابكر محمد أحمد العوض، أحد إخوة الراحل عمر العوض وهي تلخص خلاصة مخاوف وآمال الجميع بعد مضي ما يقارب الخمس سنوات على رحيل الفقيد، ولم يفلح المجتمعون في نعيه أو تأبينه بالصورة اللائقة دعك عن جمع أعماله الكاملة في مطبوعات تضاف إلى المكتبة السودانية.

اجتمع الناس وانفضوا في أكثر من لقاء واتخذوا عدة قرارات كسرها الزمن بسبب ضيق ذات اليد أحيانا وأحيانا لأسباب أخرى متباينة ولكن النتيجة واحدة هي أن مؤلفات الشاعر والأديب ما زالت في أيدي أمين عمر العوض وهاشم أحمد عمر وهي بلا شك أيدي أمينة ولكن هي لا تريد أن تكون أمينة إلى الأبد حيث يرى أمين وهاشم وكل الأسرة والأصدقاء أنه لا بد من أن تقدم هذه الأمانة بأشكال متنوعة بحيث يستفيد منها كل الناس.
قال الزميل الصحفي الأستاذ بكري المدني، في اللقاء بالصالون إن الإعلام ظلم نفسه عندما أهمل التوثيق لعمر العوض بالشكل المطلوب، وأنه آن الأوان لنا كإعلاميين أن نصحح الوضع وننصف الإعلام بإعادة اكتشاف الكنز (عمر العوض)، وها نحن نحاول.
اللقاء قرر إقامة مركز ثقافي كبير يليق باسم عمر العوض، حيث اقترح الأستاذ حسن الشيخ إعداد تصور متكامل ورفعه لوالي نهر النيل ووزير الثقافة والإعلام بالولاية للتنفيذ، باعتبار أن كل المدن والولايات تحترم وتجل مفكريها، كما أشار لأهمية إصدار وطباعة كتاب ذكرى عمر العوض ويتم اختيار نماذج من أشعاره أعماله الروائية والنقدية في الكتاب.
ورأى الأستاذ بابكر العوض أن يبدأ التوثيق بإنشاء موقع إلكتروني تجمع وتحفظ فيه كل أعمال عمر العوض، حتى تنفذ بقية الخطط ، ولم يخف أستاذ بابكر العوض يأسه من إمكانية تنفيذ ما يتم التخطيط له عبر الجهات الحكومية، وقال إن الاستجابة ضعيفة من الجهات الرسمية.
ومع احترامنا للقائمين على أمر الولاية وكبار مسؤوليها فإن التعويل على الدور الحكومي فيه شيء من الإفراط في التفاؤل وأمامنا تجربة الدامر عاصمة الشباب التي تحدثت عن مركز بروفيسر عبدالله الطيب والمدينة الرياضية وما حدث باستاد الدامر والنشاط الرياضي في المدينة لنحو عشر سنوات .
هذا المشروع يحتاج إلى نفير شعبي ليتحول إلى واقع ويجب أن نتفاكر ونتفق على أقصر الطرق للتنفيذ ونأمل أن تستجيب الجهات الرسمية.


