مشروعات استراتيجية في السودان لخفض الانبعاثات وبناء القدرة على الصمود لمواجهة التغيرات المناخية

الساقية برس- إخلاص نمر:
في إطار أنشطة مرحلة الاستعداد لبرنامج خفض الانبعاثات الناتجة من إزالة وتدهور الغابات REDD+،والذي تنفذه الهيئة القومية للغابات، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو )، عقد البرنامج ندوة حوارية عبر تقنية الزووم ، شرحت ابعاد المذكرات المفاهيمية الثلاث التي اعدها بعض الخبراء الوطنيين لمشروعات في ثلاثة اقاليم وهي الأوسط ويشمل ولايتي النيل الأزرق وسنار وكردفان ويشمل ولايتي جنوب وغرب كردفان ودارفور ويشمل ولايتي شرق وجنوب دارفور وذلك لتقديمها إلى صندوق المناخ الاخضر لتمويلها، وذلك ضمن برامج ومشروعات الاستراتيجية القوميةلبرنامج خفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة وتدهور الغابات.
واكدت الأستاذة سيدة محمد الحسن، مدير الإدارة العامه للتخطيط والسياسات بالهيئة القومية للغابات ، التي اعدت مذكرة مشروع الأوسط ان المشروع في إطار برنامج خفض الانبعاثات ،كما يهدف إلى بناء قدرة صغار المزارعين والرعاة ،على الصمود لمواجهة التغيرات المناخية، أن المشروع سيبدأ في منتصف العام 2027 ،بتكلفة 55مليون دولار، ويستمر لمدة سبعة سنوات ،منوهة إلى أنه يضم ثلاثة محليات وهي باو والرصيرص والتضامن بولاية النيل الازرق ،ومحليات أخرى بولاية سنار وهي الدندر والدالي والمزموم، وجميعها تحت تنفيذ الهيئة القومية للغابات،بالتعاون مع وزارات الزراعة والإنتاج والموارد الاقتصادية والموارد والثروة الحيوانية،ومشاركة المجتمعات المحلية والجهات ذات الصلة بالمحليات .
**اهداف…
وسردت محمد الحسن النتائج المتوقعه من المشروع قائلة( أولها خفض الانبعاثات الناتجة من إزالة وتدهور الغابات ،وامتصاص 11مليون طن مكافيء من غاز ثاني أكسيد الكربون ،خلال فترة تنفيذ المشروع، وستعود الفائدة المباشرة لعدد1.3 مليون من السكان ،وهم العدد الكلي للمحليات المستهدفة كما سيستفيد من المشروع عن طريق توفير المنتجات الزراعية ومنتجات الغابات والثروة الحيوانية،مايقارب 2.7مليون من سكان الولايتين).
** مستدامة …
وابانت سيدة أن المشروع سيعمل على إعداد الخطط الفنية للغابات ،لادارتها بشكل مستدام وبمشاركة المجتمع المحلي خاصة النساء والشباب ، مشيرة إلى أن المشروع يعمل على دعم دخل الأسر في المنتجات غير الخشبية كالصمغ العربي والثمار وتشجيع القطاع الخاص والشركات الوطني للتعاقد مع المنتجين،لتوفير التمويل لاستمرارية الانتاج وضمان التسويق.
وختمت سيدة حديثها موضحة أن فوائد المشروع لن تقف على دعم المجتمعات فقط،بل سيتم إنشاء مراكز التقاوى المحسن المقاومة للجفاف ،ذات الإنتاج المبكر، مع دعم أنشطة إعادة الاستزراع وإعادة إعمار المراعي ،وفتح المسارات وتوفير نقاط لمياه الشرب ودعم ادخال الاعلاف الخضراء،وبدائل الطاقة منخفضة أو عديمة الانبعاثات.
أكثر مرونة …
من ناحيتها أوضحت الدكتورة فائزة صديق ،مدير الإدارة العامة لتنمية الموارد بالهيئة القومية للغابات، والتي اعدت مقترح مشروع كردفان أن مشروع التأهب لخفض الانبعاثات ، ودعم سبل العيش للمجتمعات الريفية،يهدف إلى معالجة التغيرات المناخية،وتدهور الأراضي والفقر في ولايتي جنوب وغرب كردفان ،ويمتد لست محليات هي ابو جبيهة،والقوز،وهبيلا في جنوب كردفان ، والنهود وأبو زبد ولقاوة بغرب كردفان ،مبينة أن المشروع يهدف لمعالجة الأسباب الجذرية لإزالة الغابات وتدهورها ،ومواجهة مشكلات تغير المناخ ،الى جانب تقليل الانبعاثات الصادرة عن قطاع الغابات،مشيرة إلى أنه يؤمن سبل عيش أكثر مرونة واستدامة للمزارعين الفقراء ومجتمعات الرعاة ،مع اعتماد نهج مراع لإدماج النوع الاجتماعي .

الجدول يوضح أثر المشروع في التخفيف خلال فترة عمل المشروع (٧ سنوات) وخلال فترة عمر المشروع (٢٥ سنة)
**محفزة ….
وأوضحت الأستاذة سمية عبدون مدير إدارة الاصماغ والمنتجات غير الخشبية والتي اعدت مذكرة مشروع خفض الانبعاثات وتعزيز الصمود باقليم دارفور ان المكون الأساسي لمشروع خفض الانبعاثات وبناء قدرة الصمود في جنوب وشرق دارفور ،يركز على معالجة العوامل المحفزة والكامنة لإزالة الغابات وتدهورها وتعزيز امتصاص الكربون من خلال مجموعة من التدخلات والتي سيتم تنفيذها داخل الغابات المستهدفة.
ووصفت عبدون مخرجات المشروع بأنها ستعمل على مجموعة من الأنشطة مثل إعادة تأهيل المناطق المتدهور الحالية، وذلك من خلال إعادة أنشطة الاستزراع باستخدام الأشجار المحلية بما في ذلك الصمغ العربي والمنتجات غير الخشبية والرعي والتنوع البيولوجي ،مع حماية الغابات وتعزيز تجددها الطبيعي مع إشراك القطاع الخاص في زيادة دخل المواطنين من خلال الاستفادة من خلق قيمة مضافة للمنتجات غير الخشبية مع تحسين انتاج وترقية وتسويق للصمغ العربي
**تكيف ….
واضافت قائلة( المشروع يعمل ايضا على بناء قدرة المجتمعات الزراعية في المرونة والتكيف من خلال تحسين ممارسات الزراعة والمداخلات والخدمات الإرشادية، لزيادة إنتاجية الهكتار الواحد وتقليل الحاجة إلى التوسع الأفقي على حساب الغابات ،فهو بكل مكوناته يعد مكسبا للمجتمع المحلي ،ويعالج العوامل الرئيسة أمام الرعي الجائر في داخل الغابات،مع تحسين إدارة الرعي وسد الفجوات في الأعلاف الحيوانية مايعزز إدارة ونقل المعرفة بين المجتمعات،لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية،لخفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة وتدهور الغابات).

وختمت سمية حديثها مبينة أن مخرجات المشروع تشمل مراجعة السياسات والتشريعات المتعلقة باستخدام الأراضي ،وذلك لدعم التنمية منخفضة الانبعاثات في قطاع استخدام الأراضي في السودان.
**تدخلات …
وأكد الدكتور أحمد حسب الكريم ،كلية الغابات جامعة الخرطوم في مداخلته الضافية ،ان مقترحات المشروعات، جيدة، فقط تحتاج لمزيد من التدخلات، لضمان وتعزيز استمرارية و استدامة انشطة المشروع و خدماته، بعد نهاية فترة عمل المشروعات المقترحة، ومن أجل تعزيز و تأمين استدامة المشروع، طالب حسب الكريم بضرورة التنسيق العالي بين اصحاب المصلحة ،من الوزارات الحكومية، فيما بينها من جهة و مع المجتمعات، و منظمات المجتمع المدني من جهه اخري.
مؤكدا على اهمية معالجة قضايا حيازة و استخدامات الاراضي، خاصةمشروعات ولاية دارفور.

ونوه احمد إلى الاهتمام بانشطة التدريب للكادر البشري لاصحاب المصلحة في المشروع،خاصة في نظم الادارة المتكاملة للموارد الطبيعية، و طرق التاقلم مع التغيرات المناخية، فضلا عن تقوية مهارات كتابة مقترحات المشروعات و التمويل.
وشدد على الاهتمام بنشر الارشاد في المجتمعات، و توثيق قصص النجاح، و الحزم الارشادية المفيدة و ربطها بالمعارف المحلية، مبينا ضرورة التركيز على ربط استدامة المشروعات المقترحة، بالانشطة المشابهة لها، في المشروعات المنفذة حاليا، و ضرورة البناء عليها و التنسيق معها.


