الأبيض.. قيادة عملياتية متقدمة
القيادة انتقلت إلى عروس الرمال لتتولى تنسيق وإدارة المعارك بغرب البلاد

تعزيز التنسيق الميداني ودفع الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية للجيش
تأثيرات إيجابية على الجوانب الإنسانية والمعنوية للجيش وللقوات المساندة له..
الجنرال معاوية: انتقال الفريق كباشي للأبيض مهم لارتباطه بالثبات والانتصار
تقرير- إسماعيل جبريل تيسو:
في خطوة وُصفت بأنها تحول نوعي في إدارة العمليات القتالية، تم نقل قيادة متقدمة على المستوى العملياتي إلى مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، لتتولى إدارة وتنسيق العمليات في محوري كردفان ودارفور، وتأتي الخطوة ضمن استراتيجية القيادة العامة للقوات المسلحة الرامية إلى تطوير منظومة القيادة الميدانية، وتحقيق أعلى درجات الجاهزية والتكامل بين الوحدات المنتشرة في جبهات القتال الغربية.
غضب وغليان..
تزامن القرار مع حالة غضب شعبي، وغليان واسع داخل صفوف القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها، عقب اجتياح ميليشيا الدعم السريع لمدينة الفاشر وارتكابها مجازر مروّعة بحق المواطنين الأبرياء والعزّل، في واحدة من أبشع الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي شهدها الإقليم منذ اندلاع الحرب، ودفع هذا التطور الخطير القيادة العامة إلى إعلان التعبئة العامة ورفع حالة التأهب القصوى، تأكيداً على عزم الجيش القصاص للشهداء ورد الاعتبار للوطن والمواطن، وإعادة بسط الأمن والاستقرار في ولايات دارفور وكردفان.

دفعة للأهداف الاستراتيجية..
ووفقاً لخبراء عسكريين فإن انتقال القيادة العملياتية المتقدمة إلى الأبيض، يمثل دفعةً قوية للأهداف الاستراتيجية والتكتيكية للقوات المسلحة، إذ يتيح هذا الانتقال سرعة في اتخاذ القرار الميداني، وتنسيقاً مباشراً بين قادة المحاور، فضلاً عن تمكين القيادة من الإشراف الفوري على سير المعارك ومتابعة المتغيرات الميدانية لحظة بلحظة، كما يعزز وجود القيادة في الميدان من كفاءة الخطط القتالية، ويمنحها المرونة اللازمة للتعامل مع طبيعة الحرب المتحركة في كردفان ودارفور، حيث تقتضي المعارك المستمرة درجة عالية من الانضباط والجاهزية والتخطيط اللحظي.
أثر بالغ..
وباتفاق مراقبين فإن وجود قيادة متقدمة في قلب الميدان يحدث من الجانب الإنساني والمعنوي، أثراً بالغاً على منسوبي المؤسسة العسكرية من الضباط وضباط الصف والجنود، وعلى داعمي الجيش من القوة المشتركة والمستنفرين وكتائب المجاهدين، وهو أمرٌ يحفِّز المتحركات في المناطق الأمامية للانطلاق بحماس ودافعية، فحضور القادة إلى الخطوط القريبة يرفع من الروح المعنوية، ويغرس الثقة في النفوس، ويجعل المقاتلين يشعرون بأن القيادة تشاركهم الميدان والمخاطر والتضحيات، كما يسهم هذا الانتشار في تحسين الخدمات الميدانية اللوجستية والإدارية، وضمان تدفق الإمدادات والاحتياجات اليومية للقوات بشكل أسرع وأكثر انسيابية.

ارتباط بالثبات الانتصار..
ويمتدح الخبير العسكري والاستراتيجي الجنرال دكتور معاوية علي عوض الله عملية انتقال القيادة المتقدمة على مستوى العمليات إلى مدينة الأبيض، وقال الجنرال معاوية دانيال في إفادته للكرامة إن الخطوة تمثل نقلة نوعية في فلسفة إدارة العمليات الحربية، إذ تؤدي إلى تسريع وتيرة الإنجاز الميداني، وتُحكم التنسيق بين المتحركات في محوري كردفان ودارفور، مبيناً أن وجود القيادة بالقرب من مناطق العمليات يمنحها القدرة على قراءة المشهد بوضوح، واتخاذ القرارات الحاسمة دون تأخير، واقترح الجنرال معاوية ضرورة أن ينتقل نائب القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إلى القيادة المتقدمة، لما للرجل من رصيد ميداني مشهود في إدارة المعارك، مشيراً إلى أن وجود كباشي في الميدان كان دائماً ينعكس إيجاباً على أداء القوات، مستشهداً بالاختراقات الكبيرة التي حدثت في وجود كباشي على مستوى عدة محاور، مثل محور الفاو بولاية القضارف، ومحور المناقل بولاية الجزيرة، ومحوري سنجة وجبل موية بولاية سنار، بالإضافة إلى هبَّة الفريق كباشي الأخيرة في الأبيض والتي تبعتها انتصارات ساحقة ومتلاحقة في محور كردفان، وزاد الجنرال معاوية عوض الله: ” لقد ارتبط اسم الفريق شمس الدين كباشي بالثبات والانتصار.
خاتمة مهمة..
ومهما يكن من أمر فإن نقل قيادة متقدمة على المستوى العملياتي إلى مدينة يتجاوز الإجراء التنظيمي، إلى حقيقة التحول الاستراتيجي الذي يعكس فهماً عميقاً لطبيعة المعركة واتساع مسارحها، وتشابك خطوطها، فبقدر ما يعزز القرار من كفاءة إدارة العمليات، فإنه يجسد أيضاً رسالة معنوية قوية مفادها أن الجيش يقاتل بعقيدة ميدانية متجددة، قوامها القرب من المقاتل، والالتصاق بواقع الجبهة، حتى يتحقق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الأمن واستقرار المواطن، ودحر الميليشيا عن كامل تراب الوطن.


