شاعديناب درو تتعافى.. وكولومبيا في فتيل

عصام الحكيم:
تابعت عن قرب وكثب الحملات النشطة المنفذة عبر سلطات محلية الدامر الادارية والامنية لتجفيف بؤر السكن الاضطراري العشوائي الذي انتقل مؤخرا وبدأ النشوء والنموء الشائه في اطراف حي الشاعديناب مستغلا الفراغات والنتوءات المترامية في تخومها واهدابها الشمالية وخاصرتها الغربية بمحاذاة النيل ..
اسوأ مافي ظاهرة السكن الاضطراري هي مسالبه التي لاتقتصر فقط علي الافرازات البيئية بل في تحورها الي مهددات اجتماعية وامنية بالغة التعقيد وتشوهات بصرية بائسة المنظر كارثية الاثر قبل ان يتمحور ويتبلور بنهاية المطاف وينحدر به الامر الي خلية سكنية شائكة ومستعمرة عشوائية عصية الازالة والتفكيك ..
في الجانب الاخر تواصلت جهود الحملات امنيا وبشراسة في حرق عش الدبابير المتمركز في السوق الجديد بالدامر والمتمثل في مربع كولومبيا الخطير لترويج المخدرات والحبوب ..
وكولومبيا للاسف هي آخر تمظهرات الحالة المرئية البالية المتشرنقة والموروثة من كابوس عمارة مستشفي البشير شرقي السوق سيئة الذكر والسمعة والتي تم اخلائها بعد ان استفحل امرها وكادت ان تنسف طمأنينة المدينة الآمنة ..
عش الدبابير او مربع كولومبيا بالسوق الجديد ظل ينشط ويتوسع في تجارة وترويج المخدرات المنوعة في الخفاء والعلن وتديره شبكات احترافية وافدة تتبادل الادوار في التخطيط والتموية والتنفيذ والعرض والترويج بادوات الجريمة العابرة وقد بدأ يتمدد هذا المربع اللعين من اقصي الجزء الشمالي الشرقي من السوق ويزحف في خفاء وصمت بما يشبة الغرغينا الغازية في اطراف جسم الانسان الي بقية اجزائه مستغلا ممرات بورصة البصل و الفراغات والرواكيب والانشاءات والهياكل الخرسانية قيد الانشاء لبعض العمارات ..
لكن يحمد للشرطة وتشكيلات الاجهزة الامنية انها ضيقت الخناق علي معتادي ونشطاء الاجرام لهذه الشبكات ونفذت حملات شرسة ومتواصلة وبلاهوادة بالقدر الذي اسهم في مكافحة هذا النشاط الاجرامي الهدام بتفعيل آليات العمل المنعي والتدابير الوقائية المفضية الي ذلك ..
مخطئ بل واهم من يظن ان فرض هيبة الدولة يمكن تتاتي بخلاف سيادة احكام القانون وسريانها وتحقيق الامن المستدام وبسط الخدمات وتوازن التنمية ..
ونفاذ وسريان كل ذلك لايمكن ان يتحقق بعيدا عن يقظة وكفاءة وتنسيق وتعاون الاجهزة الشرطية والنظامية والعدلية وتكامل وتناغم سلطة القضاء معها تحت ظلال الحوكمة الرشيدة لمؤسسات الدولة التنفيذية في مختلف المستويات القاعدية والمحلية والولائية والمركزية …



