مقالاتمنوعات وفنون

مرحبا بك في وطنك الثاني

مساءات

عادل حسن:

لا أدري..   كتاباتي أحسها مثل قبيلة من الأرواح المرتجفة الهلوعة كأنني غادرت ذاتي وأنا بعيد هناك تحت التباريح ويبقر كبدي حتي الاغماء
صحيح الاسر السودانية بالخارج حالها وطبعها اللطف البشوش والانس المحبب والروح الاجتماعية الفياضة لكنها تنكفي علي جوع داخلي فج يشتهي طعم الوطن وهم في مدن تغطس في دلهم الغربة
إن أهل السودان الشتات في براري التغريب يموتون في اليوم الواحد ألف مرة وبلادهم تحترق تحت بنادق المرتزقة والمارقين وان الوجد والسحل المقلق يمتصان عيونهم المسهدة لحظة كل خبر موت خاطف تطفح به منصات التواصل ليل نهار والدنيا تقنعت بجلباب السواد والحداد حتى بات الفرح عندهم تهمة
وفي كل ملم وزحام فقد يتساءل الناس
هل السودان بلد موجود حقا على هذا الكوكب.
نعم إن الأحزان والمبكيات الكبار صارت مرفقة مع خاطرك وربما مع جواز سفرك ثم تشنق روحك تحت مقصلة البقاء أم العودة وأنت تحشو نفسك داخل هذه المفرمة تنظر إلى الأسرة فتجدها تغلي وتتلظى ما بين مشويات الحنين ولسعات مخاوف العودة الراعفة لوطن يستنشق رائحة البارود بدلا عن علائل الفجر الوسيم ونسمات المساء الكسول الشتاء.
قطعا ستجمع متناثرات فكرك في حزمة واحدة ثم تهاتف صحابك اللطاف وزملائك اللذاذ مثل الباشمهندس المثقف والدم الشربات عادل محمدأحمد الطاهر،  والخلوق المهذب أحمد علقم وتحدثهم عن عودتك للوطن وعادل ودالطاهر يستقبلك بعبارات الوداع مثلما ودعك بعبارات الاستقبال دفء وشوق ودفقة كاملة من وحشة الذكريات قبل سنوات ويدلق على روحك أذكى عطورات الشوق حتى يتبلل خاطرك ويبقى للعودة فواح الافتضاح واستنشاق اللقيا المنتظرة على رصيف بساتين كسلا الوريفة
أما الزميل الراقي الظريف الأستاذ الصحفي معتصم الشعدينابي ريحانة الروح وعبق الأيام وبسخريته المحببة يقول لك: حبابك ومرحبا بك في وطنك الثاني.

عموما تداعيات ومعجنات العودة كان لها خليط الطرفة والحذر والشوق وافترار الابتسام ولها طهم كامل للسودان.
والاستفهام الحاد مثل نصل السكين للأسر السودانية كم بينكم من الأسر التي فضلت السفر إلى دول أخرى لتعيش غربة مركبة بدلا عن العودة للسودان.
وهذه الحالة يمكن أن تحرض استاذ الشعدينابي أن يقول لكم: مرحبا بكم في وطنكم الثالث.
سلامات…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى