أطباء مستشفى النو.. حين ينهض الضوء من قلب العتمة
في أم درمان، حيث تعلّم الناس أن يقبضوا على الأمل ولو من أطراف الدخان، يقف أطباء قسم حوادث الجراحة بمستشفى النو التعليمي كأعمدة من نور، يقاومون بمهنتهم الشريفة فوضى الحرب وضراوتها.
لم ينتظروا شكرًا، ولم يطلبوا غير أن يُترك لهم الطريق مفتوحًا ليلحقوا نبضًا حائرًا أو ينقذوا روحًا تصارع ألمها. كانوا هناك—في قلب العصف—يحملون سماعاتهم كأنها مفاتيح حياة، ويخطون خطوات ثابتة كأنهم يسيرون فوق أرض سلام لا يُنال إلا بصبرهم.
إنهم جزء أصيل من النماذج السودانية التي ارتقت بقيمة الرعاية الطبية، ورسّخت معنى الريادة بجهدها لا بشعاراتها. ففي أصعب الأيام، حين ضاقت البلاد بأنين الجرحى، ظلّ أطباء مستشفى النو مدرسة في المهنية والوطنية، يضيئون الممرات المظلمة بقلوبهم قبل مصابيحهم، ويكتبون بأيديهم حكاية من حكايات الإخلاص التي يحق للوطن أن يعتز بها.
لهم التحية… تحية بحجم الخرطوم وأم درمان وكل المدن التي ترفع رأسها حين تُذكر أسماؤهم. فهم الصوت الذي لا يعلو إلا لينقذ، والنبض الذي لا يخفت إلا ليستعيد قوته من جديد.
اللهم أذهب البأس ربّ الناس، واشفِ وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.
اللهم امدد المرضى والمصابين بلطفك وصحتك وعافيتك، فأنت القادر ولا قادر سواك.


