مقالات

الجمعية الشعبية السودانية الإثيوبية.. عقبات إكمال الملفات والانجازات

رذاذ المطر

عمار الضو:

تشهد العلاقات السودانية الإثيوبية تطورا ملحوظا في عدد من البروتوكولات والمجالات التي كانت قد تأثرت كثيرا قبل عامين جراء الحروبات والنزاعات الداخلية في إثيوبيا مع قوات التقراي بجانب تقدم القوات المسلحة السودانية ووحداتها المختلفة واسترداد الفشقة والتمركز في الأراضي السودانية المعروفة بحسب ميجر جوين والاعترافات الدولية بذلك.

وفي هذه الفترة تأثر كثير من المزارعين والتجار والمصدرين باضطراب العلاقات وتداعيات الأحداث وأفضى الوضع وقتها لإغلاق المعبر والحدود بين الدولتين وتعليق النشاط التجاري وامتد لذلك لتبادل الاتهامات، واشتدت حرب التصريحات بين الجانبين خاصة بعد مقتل النقيب بهاء الدين وقتها على يد المليشيات الإثيوبية وتصفية سبعة من الجنود إلا ان تدخل الدبلوماسية الشعبية بين البلدين عبر الجمعية السودانية الإثيوبية أفلح في تهدئة الأوضاع المزرية والأزمات والتجاوزات بعد أن أحكمت الجمعية وقتها سيطرتها، وقبضتها وقدمت كثيراً من الأدوار الوطنية والسياسية التي تعبر عن دورها الخالد وموقفها الرائد رغم تداعيات الأحداث، ونشهد لها وقتها بأنها كانت تخوض المفاوضات وتجبر الخواطر وتبحث عن الأسرى والمفقودين في سلاسل الجبال الإثيوبية وسط رصاص المليشيات والقوات الغازية تأكيداً على ازلية العلاقات بعيدا عن صراع الساسة فتجلت قدرة الجمعية الشعبية السودانية الإثيوبية وقضت تحركاتها في إعادة فتح المعبر الذي استمر لعام كامل بجانب العثور على جثمان الشهيد بهاء الدين قائد منطقة القلابات العسكرية وإطلاق سراح الأسرى والمزارعين السودانيين المختطفين. وكل ذلك تم لأن الجمعية الشعبية السودانية الإثيوبية أعلنت عن نفسها بتجربة راسخة وعطاءا امتد لأكثر من خمسة أعوام رسمت خلاله طريق الأمان لشعبي إثيوبيا والسودان خاصة في الأقاليم المجاورة والمحليات الحدودية واختراق جدار وأبواب القنصلية الإثيوبية بالقضارف واستعراض سفر العطاء وملامح عودة الحياة إلى سيرتها الأولى بين الشعبين فكان السفير تاريكو والقنصل أول الداعمين بقدراته وإصراره فقد اندهش في لقاء أعضاء الجمعية لحظة استلامه العمل منذ عام ونيف وظل تاريكو وأعضاء القنصلية في جهد متصل وعمل دؤوب لرسم خارطة طريق سيرة العودة الثنائية في العلاقة الأزلية.
ومن خلال كل ما تم من استقرار وتقدم ملحوظ وجهد كبير في الخمسة أعوام للجمعية، نجد أن هنالك أعداء للنجاح يتربصون لتعكير صفوة العلاقات واستمرار الاضطرابات ويبدو أنهم تجار الحرب وازهاق الأرواح والتربص بإجهاض نشاط وعطاء الجمعية الشعبية السودانية الإثيوبية عقب رفض مفوض العون الإنساني بالولاية تجديد تسجيل الجمعية وهي إحدى منظمات المجتمع المدني التي تتصدر المشهد الوطني الفاعل.

ووجد قرار المفوض الاستهجان والرفض لأن جهود وانجازات الجمعية تتعارض مع مصالح الآخرين ومنافعهم الخاصة التي تعلي على الوطن وقضاياه ولكن نحن نعلم وراء ذلك المخطط المرسوم لاغتيال الجمعية الشعبية السودانية الإثيوبية وسوف نكشف ذلك ونفضحهم، للرأي العام.

وبعد أن عادت الفشقة إلى حضن الوطن وعادت العلاقات السودانية الإثيوبية، لا مجال للمزايدة والمتاجرة بالقضايا الوطنية وأكثر ما أدهشني هو صمت السلطات الأمنية، خاصة جهاز المخابرات العامة بالقضارف، والاستخبارات العسكرية علي تعنت المفوض وتماطله في تنفيذ إجراء تجديد نشاط الجمعية وماهو الجديد في رفض عملها بعد أن قدمت كتابها خلال خمسة أعوام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق