صحة وبيئة
هل سيتحقق الالتزام تجاه المناخ قبيل (كوب 28)؟
تقرير- إخلاص نمر:
حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش، في كلمته امام المنتدى الاقتصادي العالمي، ( النسخة. 53)، في مدينة دافوس السويسرية في يناير هذاالعام، من تداعيات تغير المناخ. وقال “إن الهدف الطموح المتمثل في حصر الاحترار ب 1.5درجة مئوية مقارنة بمستويات ماقبل الثورة الصناعية بدأ يتبخر”.
تصريحات كثيرة من الأمين العام للامم المتحدة ،تدل على عدم (تفاؤله) مما يحدث منذ اتفاق باريس للمناخ 2015،فقبل هذا المنتدى، قال غويتريش وبعد تمديد المفاوضات، في مؤتمر الاطراف في كوب 26بمدينة جلاسكو الاسكتلندية ،(انها خطوة مهمة لكن ليست كافية، يجب تسريع العمل المناخي بهدف، الإبقاء على الهدف المتمثل في الحد من ارتفاع، درجات الحرارة العالية، إلى حدود 1.5).واضاف (حان الوقت للانتقال إلى وضع الطوارئ)،وفي كوب 27الذي انعقد أواخر العام الماضي بمدينة شرم الشيخ المصرية ،وصف غويتريش المؤتمر بأنه (فشل ) في وضع خطة لخفض الانبعاثات بشكل جذري.
إحباط ..
و بالنظر الي ماحدث في كوب 27في مدينة شرم الشيخ، والذي أعلن عنه كاحدى محطات تنفيذ مفاوضات وتخطيط ما تم في مدينة جلاسكو ،ورغم الاتفاق السياسي ،الذي اعلنه رئيس مؤتمر كوب 27سامح شكري ،الا ان (إحباط) الامين العام للامم المتحدة، ظل متقدا.
واذا كانت كلمات غويتريش، تفيض بالتشاؤم، حتى في عام 2023،وامام منتدى دافوس الاقتصادي، فإن الطرق من وجهة نظري أصبحت ملأى بمتاريس (العناد وعدم الجدية)، من قبل الدول الصناعية ،التي تعهدت بوداع الوقود الاحفوري في تاريخ محدد، ولكنها لم تخطو خطوة إيجابية تذكر، ترفع في صدر الملفات المناخية، خاصه وان قارة أفريقيا تفتح (ذراعيها ) لتلقي مايبعد عنها شبح الخسائر والاضرار، ويبرز آليات التخفيف والتكيف ،وتنفيذ اتفاق باريس، لتصبح على كوب 28،في الإمارات العربيه المتحدة ،بتقييم يؤمن الارادة والجدية فيما جرى خلال عام كامل بعد نهاية كوب 27،لنهتف للكوكب وعافيته القادمة.
فاتورة أفريقيا..
تنتج أفريقيا جزءا ضئيلا من انبعاثات غازات الدفيئة، ومع ذلك يهدد تغير المناخ أفريقيا الفقيرة ،فالفقر ينهش جسدها، بجانب الجفاف والفيضان والحرارة الشديدة، فعام 2030 ليس بعيدا، وهو العام الذي وصفه الباحثون بالقول في عام 2018(ان الارض سيشبه مناخها ،ماكان عليه قبل 3ملايين سنة)، وأفريقيا وتحت وطأة التغير المناخي، تفقد إنتاجها الزراعي وامنها الغذائي وخدمات التعليم، وموارد المياه والصحة خاصة وانه وفي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة والامومة (اليونيسيف) ،صدر في يناير 2023عن السودان، ذكرت فيه المنظمة( 8.5) مليون طفل في حاجه الي مساعدات انسانية، إذ أكدت ان الأخطار الناتجة عن تغير المناخ وتفشي الاوبئة الرئيسة ،تؤثر على حياة الأطفال ورفاههم في السودان.
معاناة..
يعاني السودان الان، ويرزح تحت أزمة سياسية متشابكة، ولا اخال ان هناك من سيلتفت الي تأثير أزمة المناخ على الوطن او أطفاله ، فالصراع حول السلطة الان على أوجه، والفشل يلاحق أكثر من مبادرة وضغوط دولية، تحيط به احاطة السوار بالمعصم، لذلك فإن المعاناة من تأثير تغير المناخ على أطفال السودان، تتشابه فيها كل أطفال القارة السمراء، التي يئن أطفالها تحت وطأة الجوع وسوء التغذية، ففي تحذير أطلقته الأمم المتحدة في العام 2022 وقالت (ان 1.4مليون طفل في الصومال، يواجهون سوء التغذية، وسط الجفاف المستمر منذ سنوات) فلقد عانت شرق أفريقيا من شح الامطار واضطر السكان الي النزوح بحثا عن الماء والطعام والمرعى، فكينيا وجيبوتي والسودان وجنوب السودان و إثيوبيا وغيرها من دول الإيقاد، لاتختلف معاناتها عن بعضها، للدرجة التي جعلت الهيئة الحكومية للتنمية (الايقاد) ،ان تقدم مقترحات لحماية صغار الرعاة من مخاطر التغير المناخي، عبر برنامج تأميني، لمقابلة التحديات، يسمح بالتركيز على الإنتاجية، بدلا عن نقل مواشيهم بحثا عن الماء والمرعى.
حقوقهن..
في هذا الطقس العام، من معاناة التغير المناخي ،نجد ان النساء أيضا في أفريقيا قد فقدن كاطفالهن تماما، حقوقهن الأساسية، ولعبت هجرة الرجال دورا أيضا في ذلك، ففي ظل الفقر الذي تعاني منه الأسر في أفريقيا، فإن معظم الرجال يتجهون للهجرة بحثا عما يسد الرمق، ومن خلفهم تبدأ معاناة النساء والاطفال، إذ يتعين على المرأة القيام بدور رعاية وحماية الأطفال وكبار السن، وتجد المرأة المزارعه صعوبة في إثبات حق امتلاك الأرض في غياب الرجل، مايدخلها في عمل لايترتب عليه دفع الحقوق، مع اجر زهيد جدا، يجعل شبح التواجد في المعسكرات امر لابد منه، مع كامل الخوف من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والاتجار بهن وباطفالهن .
حلول..
ربما ، ولكن أيضا لا استطيع ان أجزم بسرعة إمكانية تطبيقها، مالم تتم تنفيذ مخرجات مؤتمرات المناخ السابقة ،وخاصة كوب 27 في شرم الشيخ ،حيث تم (الترويج) على لغة (التنفيذ). كذلك إن وجود النساء في أفريقيا، على سدة الوظائف القيادية، قد يكون حلا مقبولا وممكنا، إذ سيظهر ذلك في رفع وعي القاعدة من النساء، وتطبيق الأجر المتساوي، والمساواة بين الجنسين ،بجانب الاهتمام الحكومي بوضع الكوارث في قلب اهتمامها ،ووضع المرأة هنا في قلب المشاركة لإدارة وتخفيف معاناة النساء في مجتمعاتهن، وهنا تأتي أهمية سياسة التوقعات و الانذار المبكر، واذكر انه في قمة بالي بإندونيسيا في منتدى الحد من مخاطر الكوارث ،قال السيد عبد الله شاهد، مساعد رئيس الجمعيه العامة للامم المتحدة ، (دعونا نسرع مجهودنا، لفهم المخاطر و َتقليلها، لإدارة البناء بشكل أفضل)، ونحن الان في أفريقيا ننادي بأهمية الحلول لأزمة التغير المناخي ،و ضرورة التزام الدول الغنية بمخرجات كوب 27، إذ اننا لانستطيع دفع فاتورة غيرنا.
عدالة مناخية..
مفهوم العدالة المناخية يشير الى حقوق الإنسان وتغير المناخ، إذ يهدف الى حماية هذه الحقوق اولا، والتي تتاثر جراء التغير المناخي، لذلك يعدها البعض ويعرفها بانها، افضل وسيله لتحقيق توزيع عادل للتكاليف، بين الدول الصناعية والدول الفقيرة ،ويقول عنها برنامج الأمم المتحدة للبيئة انها مصطلح يتناول مسألة الاحترار العالمي، من زاوية أخلاقية وسياسية، وتشمل العدالة المناخية، الحفاظ على مناخ أمن ومستدام، للأجيال القادمة بجانب الاحتياجات الأساسية لكل فرد في مجال الإسكان والنقل واستخدام الطاقة، وغيرها من الحاجات الأساسية .
لذلك تأمل الدول الفقيرة، في اعتراف الدول الصناعية بالمسؤولية، في التسبب لظاهرة الاحتباس الحراري العالمي ،والتي ليست للبلدان الفقيرة ناقة ولاجمل فيها، والسؤال هنا ،لماذا تتحمل مجتمعات أفريقيا السمراء، كل ذلك؟؟ فهي تتعرض للاوجاع المناخيه، بالمزيد منها في كل صباح، لذلك ومن حق القارة ان تشارك في وضع الحلول التي تجدها تتسق وتوفير احتياجاتها، لبناء مستقبل اجيالها، الأمن بالطاقة النظيفة ،ففي تقرير صدر عن كوب 26،ذكر ان الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ (65) دولة ،ومن بينها السودان، ستشهد هذه الدول انخفاض في إجمالي ناتجها الداخلي بمعدل مايقارب ب64٪بحلول عام 2100،اذا ارتفعت درجة الحرارة الى (2.9).
باكجا..
برز في أفريقيا، تحالف عموم أفريقيا للعدالة المناخيه،إذ وصف هذا التحالف المعروف باسم (باكجا)، وصف كوب 27بشرم الشيخ ،بأنه لم يرتق إلى مستوى تطلعات القارة، وحينها ذكر، ميثيكا مواندا، المدير التنفيذي للتحالف (لسوء الحظ، فإن نهاية مؤتمر الاطراف يعتبر بمثابة صدمة).
واكد اوغاستن نجامشي، رئيس اللجنة السياسية والتقنية في باكجا (أن فشل كوب 27في الاعتراف باحتياجات أفريقيا الملحة، على جدول أعمالها، ساهم ببطء، التقدم والتأخير وانخفاض الطموح في القضايا ذات الصلة بافريقيا). واردف (لقد دمر كوب 27احلام الشعوب الأفريقية).
استجابة..
اجتهد الاتحاد الافريقي في تطوير استراتيجية وخطة عمل الاتحاد المتعلقه بتغير المناخ، والتنمية المرنة ، لدعم استجابة القارة برمتها، لتغير المناخ في الفترة من 2022 /2063،وهنا قال موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي (أفريقيا تشارك في تأهيل اتفاقية باريس، التي تحدد هدفا طموحا، من خلال ابقاء الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية، اقل من درجتين، فوق مستويات ماقبل الصناعه) ، وزاد (انه من دواعي السرور ان كافة البلدان الأفريقية، قدمت أهدافها طموحه، في اطار المساهمات المحددة وطنيا).
وفي سؤال لـ(الساقية برس) للدكتورة رحاب عبد المجيد، التي تمثل نقطة الاتصال في ملف المساهمات المحددة وطنيا، بالمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية ،عن دور السودان في اطار مساهماته المحددة وطنيا ،أكدت عبد المجيد وضع السودان ترتيبات وطنية لإعداد المساهمات المحددة وطنيا، تماشيا مع المواد 3 ، 4.2 ، 4.6 و 4.11 من اتفاقية باريس والتى صادق عليها السودان فى العام2017،
وقد كان اعداد الوثيقة، بمشاركة مجموعة من الشركاء، وهم برنامج الامم المتحدة الانمائى ووحدة الدعم للشراكة العالمية للمساهمات المحددة وطنيا ،بجانب ذلك كانت هنالك مجموعة الترتيبات المؤسسية لاعداد الوثيقة،وهم المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية ،و اللجنة الفنية لمراجعة المساهمات المحددة وطنيا، واللجنة الوطنية لتغير المناخ، و المشاورات على مستوى المركز والولايات ).
وأشارت رحاب إلى ان أهداف الترتيبات الوطنية لإعداد المساهمات المحددة وطنيا ، تمثلت في تحديث وارفاق وثيقة المساهمات المحددة وطنيا، تماشيا مع قرارات مؤتمر الاطراف لاتفاقية باريس، وتطوير البنيات المؤسسة ، بناء القدرات واستراتيجيات التمويل لإعداد وتنفيذ وثيقة المساهمات المحددة وطنيا، و تحويل المساهمات المحددة وطنيا من اداة اتصال الي خطط قابلة للتنفيذ.، منوهة الى تنفيذ المساهمات المحددة وطنيا في الفترة المحددة لها من 2021 – 2030.
وامنت عبد المجيد ان محتوى الوثيقة أكد
فيه السودان التزامه، بتحقيق انبعاث اقل للكربون، وتحقيق مسار مرن للتنمية المستدامة، و َفيما يخص التكيف، مع التغيرات المناخية ،كانت أولويات التكيف ، ومداخلات بناء المرونة والقدرة على الصمود، تستهدف القطاعات الاكثر هشاشة، للتغيرات المناخية.
وعن عنصر التخفيف من اثار تغير المناخ، فقداحتوى على مساهمات طموحة، للفترة من العام 2021 – 2030 وذلك تماشيا مع نداءات زيادة سقف الطموحات، وتحقيق اهداف اتفاقية باريس.
وأضافت رحاب انه تم التخطيط لمساهمات السودان، لتأكيد الخروج من مسار نمط العمل المعتاد لتنمية القطاعات المستهدفة، واكدت ان مساهمات التخفيف المحدثة تعتبر طموحة وعادلة ، لإيفاء السودان بالتزاماته تجاه الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ واتفاقية باريس.
وختمت حديثها ،قائلة ( المساهمات المحددة وطنيا للسودان جاءت متماشية مع عمليات واهداف واوليات خطط التنمية والظروف الوطنية).
أما على صعيد التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة، لا تزال الطاقة والغابات والنفايات تشكل المجالات الرئيسة، لتحقيق خفض انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، وكذلك تحقيق أهداف التنمية المستدامة، اما فيما يتعلق بالتكيف مع اثار تغير المناخ، تظل المياه والزراعة والصحة العامة والمناطق الساحلية، قطاعات ونظم، ذات أولوية لبناء القدرة على التكيف مع المخاطر المناخية،حيث احتوت المساهمات في الوثيقة المحدثة علي هذه القطاعات .).
وزادت موضحة انه (تتم معالجة التكيف من خلال تحديد إجراءات التكيف ذات الأولوية العالية، والتدخلات المرنة في البناء، التي تستهدف القطاعات الأكثر هشاشة، والمناطق المعرضة للكوارث،كما. يتم التعامل مع التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة، من خلال تحديد أهداف عادلة وطموحة، من شأنها خفض انبعاثات غازات الدفيئة، للفترة 2021-2030 في القطاعات الرئيسية، لضمان الانخفاضات من نمط العمل المعتاد الحالي، لانبعاثات غازات الدفيئة المتسق، مع عمليات خطط التنمية القومية وأهدافها وأولوياتها وظروفها.
وكشفت رحاب ، عن اجازة وثيقة المساهمات المحددة وطنيا بواسطة مجلس الوزراء الموقر فى العام 2022، وتم رفعها فى موقع الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ..
انقراض..
تفقد بعض الانواع الحيوانية والنباتية مواطنها، في حالة تحويل الاراضي وتجهيزها للزراعه، مايجعل هذه الحيوانات عرضة للانقراض، يزيد من ذلك، تغير المناخ ،الذي يؤدي إلى تدهور التنوع البيولوجي، فهذا التغير سيوثر نومةفي النظم الايكولوجية البرية والبحرية والمياه العذبة، وعند خسارة التنوع البيولوجي، فإن ذلك يترك اثره على صحة الإنسان، وسبل عيشه، وقد كشفت دراسة لكلية لندن الجامعية، في إنجلترا، حيث ذكر الباحث أليكس بيتوجوت، من مركز التنوع الحيوي والبيئة ، ان أثر ارتفاع درجة الحرارة في المناخ، يؤثر بشدة في النظم البيئية والتنوع البيولوجي ،وذكرت ذات الدراسة (انه ربما يبدو ذلك واضحا في المحيطات بحلول عام 2030،وفي القارات بحلول عام 2050). واذكر انه وفي كوب 27 بشرم الشيخ ،أكد المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري قائلا (ان الحفاظ على النظام البيئي وتعزيز هو المفتاح، لإظهار إمكانيات النظام البيئ، الذي سيساعد على معالجة أزمة المناخ نفسها).
وتؤكد الأستاذة إقبال ابراهيم مدير إدارة الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة بالمجلس الأعلى للبيئة ولاية الخرطوم ان السودان يعاني كثيرا” من التغيرات المناخيه الناجمه من الاحترار المناخي، للمواد والغازات السامة المسببة للاحتباس الحراري، الذي يؤدي لارتفاع درجة حرارة الأرض، فيتسبب في الجفاف والتصحر وضعف النبات، ونفوق الحيوانات ونزوح المواطنين، بسبب النزاعات حول الموارد فوق الارض وتحتها، فولاية الخرطوم، وغيرها من مدن السودان، تتاثر بالتغيرات المناخيه والزحف الصحراوي، والفيضانات والسيول، بل هي الاكثر تاثرا ” بحكم الكثافة السكانيه العاليه، 90% من النزوح والهجر، من الريف الي الحضر، علما” بان المساحة الخضراء المشجرة هي 2%، فقط والواجب دفعها، وفق استراتيجيه المجلس الاعلي للبيئه ولاية الخرطوم، والخاص باستراتيجية التنوع الحيوي.
شبكة الحياة..
وأشارت ابراهيم الى أهمية التنوع الحيوي قائلة ( التنوع البيولوجي هو الاساس الذي يدعم جميع جميع اشكال الحياة، علي الارض، وتحت سطح الماء، ويشكل شبكة الحياة، التي تعتمد عليها في امور عديده، كالغذاء والماء والطب والمناخ المستقر، والنمو الاقتصادي، وغيرها من الامور اكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي، العالمي يعتمد علي الطبيعة، واكثر من مليار شخص يعتمدون علي الغابات، لكسب لقمة عيشهم، كما تمتص اليابسه والمحيطات اكثر من نصف انبعاثات الكربون.) واستخدام الانسان للارض، هو السبب الرئيسي، لفقدان التنوع البيولوجي ،عن طريق التلوث، ما يؤدي للقضاء علي التنوع البيولوجي فيها، مثل التخلص من عوادم السيارات، في مياه المسطحات المائيه، يؤدي لقتل البيئه الحيوية.
أدلة.. وتضيف إبراهيم مشيرة إلى أن تغير المناخ يؤثربالفعل علي التنوع البيولوجي، مثل تغييرات توزيع الانواع، وتزايد معدلات الانقراض، وتغيرات في توقيت التكاثر، وتغيرات في طول فصل النمو، ويؤثرعلي صحةالنظم البيئيه، ما يؤدي الي تحولات في توزيع النباتات والفيروسات، والحيوانات، وحتي المستوطنات البشريه، ما يزيد امكانيه انتشار الأمراض، عن طريق الحيوانات والفيروسات، إلى البشر، كما قد تتاثر صحة الانسان بتراجع خدمات النظم الايكولوجية، مثل فقدان الغذاء والدواء، وسبل العيش التي توفرها الطبيعه .
تأثير..
وعن تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي، أمنت إبراهيم، على أنه من المتوقع، ان تصبح الصحاري اكثر سخونه وجفافا، ” ويمكن ان تهدد درجات الحراره العاليه الكائنات بالانقراض، ويمكن ان تؤدي الي تغيرات في معدلات الامطار،وله تاثيرات خطيره علي التنوع البيولوجي للارض الجافة، وتغير المناخ يزيد من حرائق الغابات، التي تغير تكوين الانواع، وتخفض التنوع البيولوجي كذلك فقدان النظم الايكولوجيه البحرية والساحليه، مثل تقلص الشعب المرجانية الحية إلى النصف، ويهدد المزيد من الاحترار، بتدمير جميع الشعب المرجانيه المتبقيه تقريبا.
إجراء تكيفي..
يعرف الإنذار المبكر بأنه إجراء تكيفي لتغير المناخ، باستخدام أنظمة الاتصال وذلك من أجل مساعدة المجتمعات على الاستعداد لمواجهة الأحداث الخطيرة، المتعلقه بالتغير المناخي، وتسعى منظمة الارصاد الجوية العالميه WMO التي بدأت حراكا ،دعا اليه الأمين العام للامم المتحدة ،انطونيو غويتريش ، إلى توفير خدمات الانذار المبكر في غضون خمسة سنوات، وأمن غويتريش ان أفريقيا تحتاج لهذه النظم، ولقد أظهر تقريرللامم المتحدة للتقييم العالمي العام الماضي 2022،صدر من مكتب الأمم المتحده للحد من مخاطر الكوارث UNDRR قال فيه ( ان هنالك 300/500كارثه تتنوع بين متوسطة وكبيرة في كل عام على مدى العقديين الماضيين وربما تصل إلى متوسط 1.5كارثة في اليوم الواحد بحلول عام 2030).
415 مليار دولار..
اذكر أنه وفي كوب 27 بشرم الشيخ ،أشارت وزيرة التنمية والتخطيط المصرية، الدكتورة هالة السعيد، إلى أنه اذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل وسريع، فإن تكلفة الأضرار، التي تسببها الكوارث الطبيعية في أفريقيا ،قد ترتفع إلى 415 مليار دولار سنويا، وهذا رقم كبير جدا من وجهة نظري لدرء الكارثة في أفريقيا ،وربما يقود للسؤال من الذي سيساعد او يساهم في ذلك، في وجود فقر بائن في القارة السمراء.
تقوية التنبؤات..
وأشارت الأستاذة مها عبدالله عبد الرحمن، مدير الإدارة العامة للرصد والتوقع، في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إلى أن الانذار المبكر ،يبدأ من تقوية التنبؤات الجوية، طويلة ومتوسطة المدى، وخدمات المناخ، وعلى أثر نتائجها، يقرر صناع القرار، كيفية وضع الخطط اللازمة لحماية السكان وممتلكاتهم ،وحماية المجتمعات ،من الآثار السالبة ،للتغير المناخي ، واردفت قائلة (هنا يبرز عنصر التوعية واهميتها ودورها في الحماية، و التقليل من كل مايؤدي الى مخاطر التغير المناخي) ،وأضافت عبدالله منوهة الى ان المنظمات العالمية الان ،تجتهد بشدة في إدخال خدمات المناخ في سياسة الدول والاقاليم المختلفة ،مايؤكد ضرورة تعزيز خدمات المناخ وتقويتها..
الهدف 13..
إن الهدف 13من أهداف التنمية المستدامة هو العمل المناخي، ونحن في قارتنا الحبيبه، تكثر معاناتنا من تهديدات تغير المناخ التي تنهش جسد الدول الاشد فقرا، مايؤكد او يستوجب وجود خطة عاجلة للتصدي للتغير المناخي، وبناء قدرات القارة من أجل الصمود في خضم المخاطر المرتبطة بالمناخ، وليست أفريقيا وحدها بل على الدول الدفع بتعزيز قدرتها نحو الصمود، مع نشر الوعي وبناء القدرات البشرية وقدرات التخطيط، و الاستراتيجيات ،والخطط الوطنية.
وهنا تقول المهندسة فداء ابراهيم الدسوقي، المتخصصة في التخطيط الإقليمي والحضري (ان الجفاف و التصحر، والسيول، وارتفاع درجه الحراره، والرياح الرمليه، والرياح الثلجيه، والزلازل،و انفجار البراكين النائمه، والاعاصيريظهر تأثيرها في :حرائق الغابات والسيول ، كما أن تدهور و شح الغطاء النباتي له تأثير سلبي في مناطق الرعي، الأمر الذي يحدث قله في إنتاج المحاصيل او تلف فيها، بجانب قله الموارد الغذائيه الذي يقود إلى الجوع، فيؤثر ذلك في تدهور صحه الكائنات بأنواعها، بما في ذالك صحه الإنسان، فتظهر أمراض الغده، – الحساسيه و انتشار الاوبئه.
وازدياد التباعد الاقتصادي في المجتمعات
وتزايد الهجرات إلى المدن و الازدحام، فتزيد معدلات العطالة، والفقر، و الجريمة، ومن المعروف ان شح الموارد، يقود الى الخلافات والحروب، وتدهور الأمن، مايدفع البعض للهجرة، التي تؤثر سلبا على اقتصاديات الدول، الداخليه والخارجية).
الوفاء..
في الختام، مازال العالم يتمنى ويتطلع إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، لإنقاذ الكوكب، من آثار تغير المناخ ،وخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري ،بجانب تنفيذ القرار( الساخن) الذي صدر في ختام كوب 27 في شرم الشيخ بالتزامات تمويل العمل المناخي، من قبل الدول الغنية تجاه البلدان النامية، فهل ياترى سيتحقق (الالتزام) قبل انعقاد مؤتمر قمة المناخ القادمة كوب ( 28) في إمارة دبي؟.