مقالات
الصحفي علاء الدين بابكر والافتراء على التحالف السوداني
علي جادالله:
{ وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدࣲۖ وَإِن وَجَدۡنَاۤ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَـٰسِقِینَ}
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ١٠٢]
كتب الصحفي علاء الدين بابكر، في صحيفة (ريناس نيوز) الإلكترونية، مقالا بعنوان: التحالف السوداني صناعة الدعم السريع. قبل الدخول في ثنايا المقال، أود أن ألقي نظرة على حيثيات كتابه للمقالة.
في نفس يوم كتابة علاء الدين – المنتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي- لمقاله، التقينا، ودار بيننا حوارا هادئا، لما بيننا من علاقة ود وتقدير، فطلب مني قائمة تنظيمات التحالف السوداني، وقال إنه بصدد كتابة مقال عن التحالف! وهو لا يعلم عددها ولا قادتها، فتجودت بصورة من القائمة. وما إن غادرته، وفي نفس الليلة كتب مقالا يكيل فيه اتهامات باطلة ومضللة، عن التحالف السوداني، وعن رئيسه خميس عبد الله أبكر، والي غرب دارفور، نفس الولاية التي ينحدر منها علاء الدين، والذي يتزعم فيها هو حزبه مع قريب له.
ويعلم الجميع أن الهجوم على التحالف السوداني ووالي ولاية غرب دارفور التي شهدت حربا قبلية وانقساما حادا بين مكون خميس الوالي ومكون الصحفي كاتب المقال (الافترائي)، وكأن القصد منه إضرام نار الفتنة القبلية التي خمدت بحكمة العقلاء وجهود المسؤولين من الحكومة والمتضررين.
هذا لا يعنى أن التحالف لا يعاني من إشكاليات الهيكلة وانسياب القرارات داخله، لكنه يبقى شأن داخلي ويحل داخليا.
كنت أتمنى لو انتقد الصحفي وضع التحالف في اتفاق السلام، وإمكانية تحوله لحزب سياسي يحمل كل التعدد والتنوع من كافة جغرافيات السودان.
ما يؤسف حقا، قفزة الصحفي بعد فترة عسل حكومة حمدوك، للهجوم على قوى الكفاح المسلح، كأنه مكلف من الحزب للهجوم على العدل والمساواة مرة، وعلى مناوي مرة أخرى، لدرجة أنه ينسى أنهم كانوا حلفاء في تنفيذ الاتفاق مع نفس التنظيمات قبل الانقلاب! وكان حزب البعث حاضنتها مع ما سمي ( بأربعة طويلة) ومجلسها والذين عرقلوا جهود حمدوك في تخطي عقبات السلام والانفتاح الدولي، فكانوا عقبة كؤود، ترهن نفسها لشعارات القومية العربية منتهية الصلاحية والتي أبيدت في مواطنها، شعارات تضر السودان في مرحلة حرجة تعزل السودان عن محيطه الدولي، وترفض تذليل عقبات السلام مع الحركة الشعبية جناح الحلو.
لم يكتف حزب البعث العربي الاشتراكي، بأن يعرقل الحكومة في فترة حمدوك، بل دفع المكون العسكري إلى الانقلاب بسبب تطرفه من ملفات الانفتاح العالمي، وهم يسعون جاهدين إلى أن يكونوا عقبة أمام أي حل يقترحه حمودك.
الآن يعودون لاستراتيجية زرع الفتن بين المكونات الاجتماعية عبر إلصاق اتهامات مغرضة بصناعة الدعم السريع للتحالف السوداني !، ألم يكن علاء الدين البعثي جزءا من وفد الحرية والتغيير المفاوض أيام حاضنة (قحت) في جوبا؟ ما الذي جد اليوم، حتى يبدأ في إطلاق النيران على الجميع، إن لم يكن هناك أجندة وقيعة تروم الفتنة والتحريض؟.
إن التنوع الذي يتميز به التحالف السوداني يجعله أكثر ثراء من المكونات الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان، ويعتبر حجر الزاوية في مشروعية الاتفاق، لكن هناك من يريدون شرخ اتفاق السلام في أصلب مواضعه. تلك محاولة ضعيفة الحيلة، في قدرتها على التأثير على تماسك قوى الكفاح المسلح ورغبتها في إنهاء الحرب وإحلال السلام للوصول لانتخابات حرة ونزيهة تخلف عقود المظالم التاريخية.
أخيرا، إن رهان حزب البعث العربي خاسر، وهو أصبح غير مرغوب فيه من المجتمع المحلي الذي يرى فيه مغوضا للتعدد والتنوع، فضلا عن موقف المجتمع الدولي الذي يرى فيه مهددا للسلام العالمي بسبب نزعة الأممية الرافضة للديمقراطية، والمحرضة على الانقلابات والدكتاتوريات. والدليل على تناقض حزب البعث، هو تمجيده لصدام حسين الذي أباد الأكراد ونكّل بالشيعة، وإلى اليوم يتذكر العراقيون فترة صدام حسين بأسى وحزن.
نأمل أن تتم مراجعة نشاط لجنة إزالة التمكين في فترة وجدي صالح وعلاء الدين، حتى لا تتكرر تجاوزاتها التي ارتقت لفساد لا مراء فيه ولا يدارى.
وإن عدتم عدنا
علي جاد الله
نائب رئيس تحالف القوى الشعبية – التحالف السوداني
Aligadalla1@hotmail.com
16 فبراير 2023