مقالات

شاي باليانسون (1)

السفارة في العمارة والشطارة في الوزارة

خويلد عبدالعظيم توني

قصة المهندس شريف خيري.. في فلم السفارة في العمارة، للكاتب يوسف معاطي.. هل تذكرون الأساليب التي اتبعها للتعايش مع السفير الإسرئيلي، الأمر لايختلف كثيراً في بعض مؤسسات الدولة.

منظومة متألفة، متحابة، تعمل في إتساق، وتفاهم مُتقن.. يرسمون على وجوههم سِمة الموظف الصارم، المنضبط.. وفي حقيقة الأمر… لهم دنيا يحبونها وتحبهم.. يبتسمون لها، يداعبونها خفية، بعيداً عن اعين المواطنين.. فتبتسم لهم في رقة ودلال، ولغيرهم من العوام تجدها عصية متمنعة بفعلهم… فقبضتهم عليها اقوى مما يبدؤ لك… وللبعض منهم، مكاتب غير مكاتب الدولة.. ومواقع تقضى فيها الحاجات والإتجار.. مثلما يقضي أصحاب شريف خيري، أوقاتهم.. يؤمنون بالأنساب، ويصاهرون السماسرة والنافذين بالدولة.. إنتهى.

لما يقارب العام، ظللت اتردد على وزارة التخطيط العمراني..لغرض (يهمني) وأخرين.. أفضل مايمكنك الحديث عنه بإيجابية داخل هذه الوزارة.. هي الوحدة الشرطية، التي تجلِس على الابواب وحماية المسؤلين.. فهي تحتمل أمزجة الموأطنين المحتقنة بفعل (بعض) مدراء الإدارات بالوزارة.. فهؤلاء القوم لهم مقدرة شحن الصدور، واستفزاز البشر، بكيفية تدعو للتعجب، ففي كثير من الحالات.. ترى اسلوبهم هذا، انه يأتي عن قصد وترتيب، فيدفعونك دفع، لتخرج عن إتزانك.. ولهم في ذلك أساليب، وهم لها مُجِيدين حد البراعة والإتقان.. ومايدفعك للتراجع أحياناً عن تفكيرك السيئ.. ان بعضهم، يؤدي الصلاة في ميقاتها.. بعدها يلبسون ثوب الدنيا، والله غفور رحيم…

لا يستقيم.. ان تميل كفة معايير الخدمة المدنية عن ضوابطها.. لتصل مرحلة الصراخ في وجه المواطنين، وصفع المناضد والتلويح بالاصبع… اسلوب لايُرعى فيه عامل السن، او صاحب حاجة.. انثى كانت ام رجل.. صاحب همة، ام صحيح.. الكل في الظلم والإستفزاز عند هؤلاء سواسية.. والكبير الله… وذلك مؤشر أن الاشياء عند أعلى الهرم بهذه الحكومة، غير متماسك.. والفوضى ضاربة كل أركان الولاية.. وأن كل وزارة تعمل كيفما أتفق مع أمزجة من يديرها.. مثلها مثل الإرث والحق الشخصي.. فعندما تدخل لمكاتب التخطيط، في ولاية القضارف، ترى الذل والإنكسار في اوجه المواطنين أصحاب الحاجة، يتطأطون روسهم، لمن يجلس خلف كرسي الحكم، يلفهم صمت مرير، تلحظه في وجوههم، حتى ينالو رضا المسؤل.. لكي تقضى حوائجهم.. وإلا اصبحو، من المترددين، المقيمن بهذه الوزارة.. افراداً وجماعات يلاحقون المدراء في مسيرات، محروسة.. وهم يتنقلون بين المكاتب، في صلف بائن لاتخطئه عين.. ما اتحدث عنه، هنا ليس خيال، أو سيناريو لقصة.. بل هو حقيقة وواقع داخل وزارة التخطيط العمراني بولاية القصارف…

مادعاني للحديث عاليه.. أن هذا الاسلوب لم يُطبق على أهل العزازة، فلم يمضي على قضيتهم، وجلوسهم مع موفد الوالي، سوى أيام فقط.. والآن، هم في مراحل متقدمة من إكمال الإتفاق.. هذا إذا لم يكن قد تم التسليم بالفعل.. فإذا كان بالإمكان، إكمال الإجرأت الإدارية داخل التخطيط العمراني بهذه السهولة والسرعة، والمرونة، ما الذي يجعلها عقيمة عندما تتعلق بالاخرين، ممن لاصوت لهم او( ضهر).. اشهر، وسنوات.. ذهاب وإياب.. إلتفاف، هروب من مكاتب الدولة.. مبررات واهية.. فنون من العذاب.. لكن هنالك بصيص أمل.. فقط عليك ان تعرف من أين تبدأ، و مع من تتواصل، وتتحدث، وأن لا تكن، من المتشددين في (تسهيل) الامور.. عندها ستنجز ما جئت من اجله… ولن تفيدك شكوى لوالي الولاية او حتى الحاكم الإنجليزي… فقط الشاي باليانسون هو الحل، إذا لم تكن من المجيدين للصراخ، ونشر الغسيل…

نافلة القول والحديث..

لغة الاحتشاد والصوت العالي هي اللغة التي تفهمها الأنظمة المستبدة.. وحكومة القضارف انموذج.. وتعويضات المطار خير دليل ومثال..

المدراء- العامين أزمة القضارف..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق