مقالات

انقلاب بكراوي.. الأسرار الكاملة (4)

الطريق الثالث

بكري المدني:

يختلف الناس حول الانقلابات العسكرية فهناك من يراها وسيلة لتصحيح الأوضاع وهناك من يراها ذريعة لتمكين العسكر على حساب الحريات لكن تبقى حقيقة واحدة وواضحة وهي أن اللجوء للقوات المسلحة هو آخر الخيارات المتفق عليها دائما لحفظ البلاد وذلك لأسباب كثيرة من بينها مسؤولية هذه القوات وطبيعة تشكيلها القومية.
وفي بعض الأحيان تتقدم القوات من تلقاء نفسها ولتقديرات خاصة وحسب قانونها الداعي لحفظ أمن وسلامة البلاد تتقدم للإحاطة بالأوضاع ومن المحاولات المذكورة في ذلك ما قامت به مجموعة اللواء بكراوي والتى وإن اختلف الناس على طريقتها إلا أنهم -في الغالب الأعم- لا يختلفون على الأسباب التى دفعت بها ومن بينها تصحيح وضع القوات العسكرية ومكافحة نشاط التخابر وتقويم مسار حكومة الفترة الإنتقالية.
حسب مجريات محاكمة مجموعة اللواء بكراوي وإفادات أعضائها فإن طلب تصحيح وضعية قوات الدعم السريع – تحديدا- لا يختلف معهم عليه أحد داخل الجيش أو خارجه بل حتى قائد الدعم السريع فريق أول حميدتي قد صرح ذات مرة بأن قواته (من الجيش وللجيش) وأعقبه مؤخراً شقيقه عبدالرحيم دقلو بالتلميح إلى إمكانية تخليهم كأسرة عن قيادة قوات الدعم السريع ولعل آخر تصريح في ذلك ما جاء في بيان حميدتي المؤكد على اتفاقه مع قيادة الدولة وأطراف السلام على (جيش مهني واحد) للبلاد وبهذا فإن أكبر مطالب مجموعة بكراوي متفق عليها وتبقى فقط إرادة تنفيذها.

الحديث عن مكافحة نشاط التخابر ودور بعض السفارات في الخرطوم، سبق وأن أشار إليه فريق أول عبدالفتاح البرهان نفسه وحذر منه وهو عمل منبوذ من كل القوات والقوى السياسية، وعليه فإن ثاني مطالب مجموعة بكراوي متفق عليها أيضا وإما الموقف من حكم المدنيين فقد حسمه الفريق أول البرهان نفسه في 25 أكتوبر ببيان يتطابق تماما مع مطالب اللواء بكراوي ولئن كان الأخير قد قام بانقلاب وتراجع عنه بعد وساطة الفريق عصام كرار فإن البرهان نفسه قام بانقلاب في 25 أكتوبر لتصحيح الأوضاع ولم يتراجع عنه حتى الآن.

إن مجموعة اللواء بكراوي من ضباط المدرعات وضباط سلاح المظلات وغيرهم من الذين شاركوا في تحرك 21 سبتمبر من خيرة ضباط القوات المسلحة وأكثرهم غيرة على الجيش وعلى البلد ومكان هؤلاء الرجال اليوم الثغور والقيادة لا المحاكمة وذلك لأنهم أبناء الجيش (أولاد الحلال) ومن يظن غير ذلك يوهم نفسه بأن 21 سبتمبر كان اليوم الأخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق