مقالات
نعم إيَّاك أعني
بقلم/ د.إدريس ليمان:
المتأمل لحال هذه المؤسسة فى ظل ولاية هذا الرجل يُدرِكْ أن هنالك إختلالاً جوهرياً فى علاقته بالأمانة على الحقوق .. تلك الأمانة الرمز الى تستحق أن نُشيِّد لها نُصبَاً فى قلوبنا يصونها قول الحق ويُعزِّزها الأمر بالمعروف ويحميها سياج العدل ، فالأمزجة والأهواء الذاتيَّة والميول والنزعات الفردية والمطامع الشخصية أضحت هى الفيصل والمرجع الوحيد الذى يوجه العمل ويحكم القرار فى ظل غياب تام وخرق سافر لقواعد وضوابط التسيير الإدارى المؤسسى ذى التقاليد الراسخة المنبثقة من رحم القانون والمجسدّة لروح النظام .
فمنذ أن جاءت أقدار الله بهذا الرجل *المُستأسِد* على منسوبيه ، *المُستَنعِجْ* أمام أقلام الحق وجلس على الكرسى الذى جلس عليه من قبل عُظماء الرجال سِيرةً ومسيرة أعمل المبدأ الفرعونى ( ما أُريكُمْ إلاَّ ما أرى ) ..!! فقامت قيامة الطامعين والطامحين وجرى الشيطان منهم مجرى الدم لمَّا رأوا منه وفيه غنيمةً سهلة مدُّوا إليها أعينهم وأقلامهم بِلَهَف ، فكان فى هذا الدَيْن للمؤلفة قلوبهم الجُدُد سبباً فى سقوطهم من أعين زملائهم وتسربهم من ثقوب ذاكرة التأريخ لإختياراتهم الخاطئة .. وسيكون أيضاً سبباً فى سقوط صنمهم الذى يعبدون وبحمده يسبحون بعد أن تدفع هذه المؤسسة ثمن تصرفات كُل هذا العُته والعُهر والبؤس والفوضى خلال العام وبضع عام ، وهو الذى أُسندت إليه هذه الأمانة لا لعقل ولا لوعىٍ عُرِفَ بهما ، ولا لتاريخٍ مشرف يُزينه ، إنما على أساس معيارى فاسد من محاباة العشيرة والرهط والمناطقية ، وكان من نتاج ذلك الأمر مانراه من تضييعٍ للأمانة وإفسادٌ فى الأرض وتخريب للمصالح العامة .. *فيا أيها المُسئ* لهذا الكرسى قد خَلَتْ سُننٌ من قبلك فعليك بقراءة التأريخ ليُخبِرُكَ كم من وضيعٍ باع شرفه أو بقيةً ممَّا ترك ليومٍ ذى مسغبة بدنيا غيره ظُلماً وتجبُّراً وعسفاً ، وإستبدَّت به شهوة السُلطة والحِرص على الغايات قصيرة النظر ، وتصفية الحسابات الأنانية ، فدارت عليه دائرة السوء وحاق به المَكرُ السئ ولاحقته اللعنات الإنسانية المُخزية .
*ويا أيها المُسئ لفِعالِه* العقلاء النُبلاء – وأنت بلا شك لستَ منهم فلم يُعرف عنك إلاّ قبيح القول والفعل من رآك إستعاذ ومن رأيتَه إستعاذ ، ومن ناصحك فى الحق دفع الثمن ) – لا يُقاتِلونَ الغِيرة المهنية ولا يُواجِهونها ، وإن ظفروا بقتلِها إنتصاراً للذات فلا يسعون لموت الفضيلة أو إذلالها ، فسياسة الولاءات والتخندق حول العشيرة وتقسيم المنتسبين لهذه المؤسسة بين معارضٍ لهذه الفوضى الإدارية التى لا زِمامَ لها ولا خِطام ومستنكِرٌ لها ، ومن هو مُستخفٍ بالليل وساربٌ بالنهار .. هى من أخطر الآفات التى تتهدد هذه المؤسسة ، فهى سبيلٌ لليأس وإنسداد الأفق وفقدان الثقة في من يديرون شأنها ، فهندسة الإلهاء هذه والطغيان لها نتائج مدمرة مهما طال زمن الملهاة وهذا ما أخبرتنا به صفحات التأريخ ..!
*ويا أيها القبيحة صفاته* الا تخجل من لوحة شرف العظماء التى فى مدخل بهوك وأنت تزاور عنهم وتقرضهم عند دخولك وخروجك وقد كان لكلٍ منهم صفاتٍ نبيلة أُختصَّ بها دون غيره تُميَّزه عن غيره بما يشبه العلامة التجارية المسجلة فما هى علامتك وما هو وسمك الذى عُرِفتَ به غير توزيع الهبات والعطايا وتوزيع الأدوار والدمار وكيد النساء ..!!؟ ألم يُخبرك من يزيِّن لك هذا الغباء الذى هو من جنود الرحمن ، ويَنفُخ فى روح التعالي والكِبر أن شهوة الإنتقام والغدر دونما أى سبب أو مسوغ شهوة حيوانية تُصيب المنحطِّين من حيوانات البشر والكلاب السائبة ، ووحدها هى النفوس الصغيرة التى تقوم بالأذى لأنها لاتقدِر إلاَّ عليه ..!! ألم يُخبروك أنه لامروءة ولا رجولة لمن يقتل بالنميمة والوشاية ، ولامروءة ولا رجولة لمن يقتل غيلة وغدراً ..!!
ألم تعلم أيها المفضوح، أن لهذه المؤسسة ترسانة قانونية متفق عليها من لدن ذوى الرأى السديد كمرجع للعدل والإنصاف ولضبط العمل الإدارى وتجويده ، وأن تطبيقها وإنفاذها هو السبيل الوحيد لإثمارها على الأرض وفى حياة الناس الأمر الذى يخالفه الواقع البائس الذى يعيشه المنتسبون لهذه المؤسسة ، والظن الخائب أصالةً وتبعاً فى من يسوسها .. وحقاً أن السلامة من سلمى وجارتها أن لا تَمُرَّ بوادٍ قُربَ واديها ..!!
يا أيها المسكين.. ليس بكريمٍ ولا أصل له من يتعامل مع من أفنوا زهرة شبابهم بمثل هذه الطريقة التى تقطع حبل المودة والأخوة ، ورغماً عن كل ذلك سيظلون أوفياء لهذا الوطن يلعقون طينه شهداً وينهضون إلى نُصرته شدَّاً ، يبذلون له الحُب على الريق ولو أُضطروا فيه إلى أضيق الطريق ..!!
اللهم إن هذه المؤسسة قد مسَّها الضُر وأنت أرحم الراحمين .
الجمعة ١٠ مارس ٢٠٢٣م