منوعات وفنون

الرجعة للبيت الكبير

كتب/ منتصر محمد زكي:

هذه الحرب اللعينة رغم قسوتها ومراراتها أظهرت جانبا مشرقا (بتحفظ) تمثل في قيمة إنسانية عالية وهي التكاتف والتكافل الذي حظي به سكان العاصمة الفارين من جحيم الحرب إلى الولايات.

هنا تكشف المعدن السوداني الأصيل من كرم وشهامة ومروءة لسكان تلك الولايات بل حتى العابرين بالطرق القومية لتلك الولايات كان لهم نصيب من كرم الضيافة والترحاب مما كان له كبير الأثر في خلق جو من الطمأنينة والإحساس براحة نفسية إفتقدها الجميع منذ إطلاق الرصاصة الأولى.

من جانب آخر توجهت عشرات الأسر في رحلة عكسية نحو مسقط رأسها بعد أن هجرت مراتع الصبا عشرات السنوات.

عادوا إلى بيوت الطين بيوت الأجداد حيث الدفء والطمأنينة والبركة .. دبت الحياة من جديد داخل تلك البيوت الحزينة والمنسية فضجت بالضيوف وضحكات الأطفال ولمة الأهل والجيران.

نعم لم تكن عودة طوعية باختيارهم لكنها كان لها مفعول السحر في لم الشمل وعودة الغائبين .. فكانت إستراحة محارب للتأمل والتدبر في رحلة الحياة ولملمة ماتبقى من عمر تناثر مابين أرصفة الغربة وبين العاصمة الخرطوم متبلدة الإحساس كمبانيها الأسمنتية الشاهقة .

لعلها رسالة من السماء فماذا أنتم فاعلون.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق