حوارات وتحقيقاتصحة وبيئة
زواج القاصرات بين العرف الاجتماعي والضوابط الشرعية
القضارف- الساقيه بريس:
برز على السطح في الآونة الأخيرة زواج القاصرات الذي جرمه القانون، وقد تلاحظ تنامي هذه الظاهرة في الأرياف بصورة كثيفة كناقوس خطر تطلب تدخل أهل الشرع وأهل العلم لمعالجة وتعديل هذا السلوك، من هذا المنطلق استشعرت منظمة ميرسي بخطورة هذه الظاهرة ومن مسئوليتها الاجتماعية أقامت ورشة تدريبية لتدريب الإعلاميين بولاية القضارف للتمكين الاقتصادي للمرأة وقضايا النوع الاجتماعي لمكافحة الأعراف الاجتماعية التمييزية التي انعقدت بكلية تنمية المجتمع بمدينة القضارف وذلك ضمن برنامج (We-Risr) الذي ينفذه عدد من الشركاء.
ارتباطات العرف:
أكد الصحفي الدكتور عبد القادر جاز أمين عام منظمة خطوة للأمن الغذائي والتنمية بولاية القضارف على أهمية التوعية بخطورة تزويج القاصرات وما يترتب عليها من مشاكل مستقبلية قد تضر بالنوع البشري، مطالباً بضرورة الحرص على ربط الأعراف الاجتماعية وقيم الزواج بالرؤى العلمية واستصحاب رأي أهل الدين والحل والعقد، ورأى بضرورة تكثيف التوعية وسط المجتمعات الريفية ورفع وعيها بعدم تزويج البنات دون السن القانونية، وربط العرف بالقانون، والمبدأ بالإلزام الشرعي، وجه صوت شكر وتقدير لمنظمة ميرسي للقيام بمثل هذه الورش المهمة إسهاماً مع الإعلاميين في رفع وعي المجتمعات والنهوض بها.
الإلقاء باللائمة :
أكدت د.أمينة علي، أن الإلقاء باللائمة على الريف بتنامي هذه الظاهرة فيه إجحاف، بدليل أن أريافنا على وعي تام بخطورة زواج القاصرات، ورجحت أن المشكلة تتلخص في الظروف الاقتصادية، والتراجع في التعليم، بجانب ضعف وقصر المشورة بخصوص الزواج، وشددت على أهمية التبليغ الفوري عن أي ممارسات تمس كرامة المرأة السودانية.
القوانين الصارمة:
وقال الأستاذ الصحفي مجدي عبدالشافع إن زواج القاصرات هو الزواج الذي لم يبلغ فيه أحد الطرفين السن القانونية على حسب قانون الطفل، واعتبره أحد أشد أنواع العنف الذي يمارس ضد المرأة ويحرمها من التعليم وممارسة حياتها الطبيعية، وكشف عن جملة من المشاكل التي تنتج جراء زواج القاصرات من بينها: تقليل حصول المرأة على الاستقلالية والشعور بالحالة النفسية السيئة والأمراض المتعلقة بالناسور البولي التي قد تقود إلى الانتحار في بعض الأحيان، بجانب آثاره الاجتماعية والصحية والاقتصادية السالبة وغيرها، مطالبا بضرورة وضع قوانين صارمة تمنع بشكل قاطع زواج القاصرات والعمل على تغيير بعض العادات والتقاليد السائدة في المجتمع عبر رفع الوعي المجتمعي، وتمكين المرأة اقتصاديا من خلال المشروعات الإنتاجية ذات العائد المادي المجزي، مشيرا إلى أن الإعلام له دور كبير في محاربة كافة أشكال العنف والتمييز ضد المرأة عبر تطبيق النظريات الإعلامية على سيبل المثال نظرية تدفق الإعلام على مرحلتين، التي تهتم بقيادة الرأي العام في المجتمعات، ومن ثم النزول للمجتمعات والتطرق المتواصل من خلال وسائل الإعلام المختلفة لخطورة الظاهرة.
عزوف الشباب عن الزواج:
قالت الأستاذة سمر أحمد، عضو تجمع طالبات القضارف إذا كان هناك عزوف عن الزواج من قبل الشباب فكيف تتنامى هذه الظاهرة ؟ يكفي أن الشباب صار ملهيا بحبوب الهلوسة وثورة الاتصالات التي ملأت عليه وقته دون أن يلتفت للمستقبل، مشيرة إلى أن مثل هذه الظواهر يمكن أن تحارب بالوعي وهي الآن بحدود ضعيفة جدا.
خارطة موسعة:
واعترف الأستاذ ملهم إبراهيم، عضو مبادرة نقطة ضوء أن ضعف الاهتمام بمثل هذه القضايا بأريافنا ساهم في استشرائها وعدم رغبة البنات في التعليم فضلا عن رغبة الأسر في الستر وسع من إطارها، داعيا إلى ضرورة تزويد المؤسسات المتخصصة للريف بالوعي المطلوب، وعمل خارطة مفاهيمية موسعة، ووضع الحلول بمباركة حكومة الولاية ومتابعة من الوزارة المختصة في هذا المجال، مطالبا بضرورة قيام أجسام طوعية للمساهمة في التوعية مناصرة لمثل هذه القضايا.
تلمس الأسباب:
إحكام السيطرة على مثل هذه الظواهر الخطيرة يحتم تقليبها من كافة الجوانب، واستشارة الخبراء ورجال الدين والمجتمع، وتلمس الأسباب بالمتابعة اللصيقة والعلاج الفوري.