مقالات

الدامر تفيض كرماً بمقدم قائد معركة الكرامة

د. معاوية عبيد:

حاضرة نهر النيل هي تقابة نار خلاوي المجاذيب ودمر قوافل الحجيج و مدينة الأبواب في قرون خلت ، هذه المدينة التي تفوح منها رائحة طيب أهل الحجاز ، كان لشهر الإنفاق و الخيرات طعم خاص حيث يستقبل أهلها هذا الشهر بالتهليل و التكبير و موائد الطعام كحال كل مدينة يفوح منها عبق التدين و الكرم وذلك تأسياً بقوله تعالى: {وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم} [البقرة (273) ] . أي: فيجازيكم بقدره .
عن ابن مسعود رضي الله عنه : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، وآخَرُ آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها). ، وهنالك أحاديث و آيات كثيرة عن الكرم و الإنفاق ، ويقولون في الحكم و الأمثال : ( أصل المحاسن كلها الكرم ) .

كان لشهر رمضان في العام ١٤٤٤هجرية وقع خاص في دامر حمد ، إذ تدافع أهلها بشكل كبير احياءً لهذه الشعيرة وإكراماً للضيف ومواصلة لمسيرة.

توارثها الآباء و الأجداد كابرا عن كابر ، حيث نصبت الخيام في شارع التحدي عند مدخل مدينة الكرم من قبل أهل الكرم و اهل المال وشاركهم حتي الاطفال في تقديم وجبات إفطار رمضان للمسافرين عند مغيب الشمس ، لم يبخل كل سكان المدينة وكل جاد بما عنده فالكلمة الطيبة صدقة ، عند بداية العشر الأواخر تعاظم القادمون الي حاضرة الولاية و الي ماجاورها من المدن فتعاظم العطاء و تضاعف الأجر ، وقبل أن تنقضي العشر الأواخر من الشهر حلت بالبلاد كارثة الحرب اللعينة و تضاعفت موجة القادمين فتضاعف كرم اهل المدينة بعد ان كانوا يقدمون الغذاء أصبحوا يقدمون الغذاء والايواء لمن لا مأوي له و تدافع الجموع كل يمني نفسه باكرام جائع او استضافة أسرة، و انبري شباب مدينة الدامر لذلك وفتحوا المدارس و داخليات الطلاب وأخيرا هداهم التفكير إلى اللجؤ إلى الإسكان الفئوي بعد أن استأذنوا أهل الشأن.

لم تكن حكومة الولاية ببعيد عن هذا الجهد الشعبي فتحركت الأتيام وهي تقدم الإدام و الناس نيام ، في عمل محكم و نظام ، ورفع التمام عندما حط رحل القائد العام في حاضرة الكرم و الفرسان.

استقبلت الدامر الرجل الهمام الذي دك حصون المرتزقة والعملاء اللئام ، المرتزقة الحيارة السكارى ، فكانت الدامر حاضرة وحضارة ومنارة وكرم و نقارة ، فهنيئا لكم اهل دامر حمد نلتم الشكرة والبشارة.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق