عادل حسن:
على انسياب الازمان وهرولة الحقب السياسية في السودان هناك تتعارض تواريخ معتمة السواد قانية الاحمرار متدفقة بالدم السوداني المهدر بين حقبة واخري او بين نظام حكم ومن تلاه من حكم كلها سنوات فتكت بالسودان نتيجة فوارق قبلية او متناقضات سياسية متنافرة جمعت بين تعدد الاجناس والمعتقدات التي هي اصلا اس مصائب السودان الكبري
ان التاريخ السوداني المتفجر بالصدام المسلح والاقتتال له ذكريات مريرة واحزان كبار عند اهل السودان الشمالي بداية من اشاعة مقتل وزير الداخلية الجنوبي كلمنت امبور وهو كان في رحلة عمل خارج الخرطوم وكيف انتشرت اشاعة اغتيال الرجل سريعا مما جعل الجنوبين يقومون بقتل وحرق الاسر والتجار من ابناء شمال السودان المقيمين في جنوب السودان في ابشع صور القتل والانتقام وقام اهل الضحايا هنا في مدن شمال السودان والخرطوم بالثار لاهلم وقتل الجنوبين ان الغبينة والمظالم ظلت مكتومة عند اهل السودان الشمالي الي ان جرت المصالحة الشهيرة فاتت بحكيم الجنوب المثقف مولانا ابلالير حاكما للجنوب ونائبا للحكم المركزي في الخرطوم في عهد حكم الرئيس الراحل جعفر نميري ثم انفجرت قضية ابيي في ذات الفترة وظل السودان متقلبا مثل المركب الصغير في تحت هوج الرياح
نعم ظل السودان يتمرحل بتاريخه من تمرد الي تمرد عرقي ونزاع طبقي ولم يستقر حتي لفترة اعوام قليلة وظهر التمرد الكاسر مرة اخري في الجنوب بقيادة جون قرنق ديمبيور وايضا بموته الغامض ومصرعه في احراش الجنوب وتفحم طائرته في سماء مدينة نيوسايد ايضا كان موته تفجر وقتل لاهل الخرطوم واستباحة العاصمة ثلاثة ايام من القتل بالرصاص والحرق والنهب من قبل الجنوبين لاهل العاصمة والشماليين ان تلك الايام التي عشناها من الرعب والهلع كنت حاضرا لها عندما اندلعت وانا داخل مبني صحيفة الخرطوم وظللت حبيسا داخل مكتب الراحل استاذ فضل الله محمد وهو رجل عظيم رباطة الجاش وكان يشرف بنفسه علي تفقد بقية الزملاء داخل مكاتبهم وهم متحصين من امواج الجنوبين اللذين يقتحمون كل مبني وضرب وحرق ونهب كل من بداخل المباني ظللت انا في مكتب فضل الله تلك الايام الدامية اقتاد علي فول بدون مشهيات غير ناضج ومياه الحنفية هي الشرب المتاح ثلاثة ايام عصيبة مخيفة معزول عن الاسرة تماما والاسرة نفسها مجهولة المصير عندي وكذلك انا عندها
ان التواريخ السوداء للسودان هي تستهدف السودان الشمالي منذ احداث كلمنت امبور عام55 وقبله عبد الله التعايشي الذي قتل اهل دار صباح والبحر ثم عام 71 ومغامرة هاشم العطا الشوعية وطبيعة جيوشها وتمكن النميري من دحر الحركة العنصرية واعدم قادتها بالرصاص العسكريين وتدلت حبال المشانق علي رقاب المدنيين منهم هكذا يتعثر السودان في وحل دموي عنصري والالاف من اهل السودان يموتون مستهدفين مباشرة نعم حتي لا نتواري عن الحقائق التي يعرضها التاريخ مثل ان ندس المريض لحظة حضور الطبيب المعالج او هكذا نفعل وياتي العام 76 وجحافل متلاطمة من المرتزقة يدفع بهم الصادق المهدي لغزو الخرطوم وزبح المستجدين داخل عنابر التجنيد وقتل المواطنين الابرياء وتراكمت المرارات وتجزرت الغبائن عند اهل السودان حتي اتي فتح الرحمن البشير بالصادف المهدي الي بورتسودان ومصالحة العام 77 نعم انه تاريخ الدم والسواد لم ياتي من شرق السودان ولم ياتي من الوسط ولم ياتي الشمال
والمارق وقتها عن تنظيهم خليل ابراهيم يغزو ام درمان في العام208 عند ظهيرة النهار وفعل ما فعله رفقاءه في الحقد والغل الطبقي قبل السياسي ولكنه عرف بعدها كيف انتهت المغامرة ثم فارق الحياة بلا تاريخ
وهاهي الامنية القديمة تتجدد باحقاد ال دقلو ومرتزقتهم وحمدوكهم وها هو الفناء تحت قوة الجيش السوداني العظيم المراس ولكن تبقي الاشارة هنا خطيرة جدا وهي تتمثل في تجمعات كبيرة من بعض القبائل التي انضمت الي مشروع حميدتي المباد والان امتلكت السلاح ومارست النهب والصتو والانتقام من قبائل اخري مستخدمين صفة المتمردين نعم ان سهول ووديان شمال كردفان الان مقرا لتجمعات هؤلاء المارقين وكذلك مناطق صحاري شرق دارفور
نعم نقولها في الهواء الطلق ان تمرد حميدتي انتهي وتحول الي مجرد عصابات ولصوص افريقيا ولكن الخطورة في نوعية الجماعات الجهوية التي سرقت اسلحة التمرد نفسه وسرقت فكرة التمرد واحتضنتها لاعوام او ايام قادمات
وحسبنا الله ونعم الوكيل.