مقالات

الإسلاميون.. يتذمرون ويتنمرون

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

خدشت اذنى عبارة ( شذاذ الافاق) ، وعادت بى سنين للوراء ، و تذكرت ( الحس كوعك ) ، و كلمات مثل الخونة و المارقين*
*الاسلاميون يتحملون وزر تكوين قوات الدعم السريع و تقنين وجودها عبر البرلمان*
*الاسلاميون فى اجتماعاتهم الخاصة بالتحقيق فى اسباب سقوط نظامهم قالوا قولآ ثقيلا ، و اتهموا بعضهم بالخيانة*
*البشير قال لمقربين منه ان الاسلاميين تآمروا عليه ، و استخدموا البرلمان لحرمانه من ولاية اخرى*
*من الافضل لكم ( ان تسحبوا اولادكم ) بعد ان اتضح ان تطوعهم تم لاسباب سياسية و حزبية*

لغة خشنة خلت من الحصافة ، جاءت فى بيان الحركة الاسلامية ردآ على الرسالة التى وجهها نائب الرئيس مالك عقار جاء فى البيان (رسالتنا للنائب انه قد مضى الزمان الذي يتسوّر فيه “فرد” على ارادة وقرار أهل السودان.. الذين تعهدنا أمامهم أننا لا نرغب في العودة للسُّلطة خلال الفترة الانتقالية، ولقد مضي عهد الذلّ والانكسار والتفريط في الحقوق، فإرادتنا في ممارسة واجباتنا الوطنية والمجتمعية، لا تحتاج الي رسائلكم المشوّهة، وإملاءاتكم المستفزة، والفيصل بيننا وبين رواج بضاعتنا رأي الشعب وصناديق الانتخابات وليس كلمات يتشدّق بها شذاذ افاق لاسترضاء ساداتهم) ،
و كان السيد عقار قد وجه رسالة للمؤتمر الوطنى و للاسلاميين ضمن رسائل اخرى جاء فيها (لا اريد ، ولا احد يستطيع ، ان يزايد عليكم في سودانيتكم ، ولا في ممارسة حقوقكم الكاملة ، ككل السودانين، فقد أُتيحت لكم بطريقة أُحادية ، إدارة الدولة السودانية لثلاثين عاماً وليس هنالك مؤرخ ، باستطاعته ، ان يتجاوز في كتاباته ، أنه أثناء حكمكم إنفصل الجنوب ، وهذا قليل من كثير ،سيصعب عليكم، اقناع الشعب السوداني ، بانكم الافضل ، المؤتمر الوطني كتنظيم سياسي ، يخطيء ويصيب ، لذلك يجب أن تعودوا ، الي نقد فترتكم منذ بدايتها ، وليس من واقع ما بعد ١٣ ابريل ، فراجعوا اين اصبتم واين أخطأتم ، وان فوضي ما بعد ١٣ ابريل ، لن تكون بديلاً ، تستمدون منه شرعيتكم كبديل مجرب ، احفظوا بضاعتكم انها منتهية الصلاحية) ،

خدشت اذنى عبارة ( شذاذ الافاق) ، و عادت بى سنين للوراء ، و تذكرت ( الحس كوعك ) ، و كلمات مثل الخونة و المارقين ، كنا دائمآ نسمعها من افواه قيادات الاسلاميين ، و بالذات الرئيس المعزول عمر البشير و مساعده د. نافع ، ومع ذلك و بعد سقوط نظام المؤتمر الوطنى و الحركة الاسلامية لم تكن ردة فعل قوى الثورة بذات العنف الذى واجهت به الحركة الاسلامية و المؤتمر الوطنى الشعب السودانى سنين عددا ، فلم يتجاوز عدد المعتقلين من قيادات النظام بضع عشرات ، و طيلة اربعة سنوات لم تصدر فى مواجهتهم احكام تصل عقوبتها الاعدام ،
لماذا يتذمرالاسلاميون من رسالة عقار، و يتنمرون ، و قد قالوا فى اجتماعاتهم الخاصة بالتحقيق فى اسباب سقوط نظامهم قولآ ثقيلا ، و اتهموا بعضهم بالخيانة ،ليس هذا فحسب فالبشير نفسه قال لمقربين منه انه يتهم الاسلاميين بانهم تآمروا عليه ، و حاولوا استخدام البرلمان لتعديل القانون لحرمانه من دورة رئاسية اضافية .. الخ، و هم اصحاب تجربة فى ذلك فقد عزلوا الترابى واودع فى السجن، و قد قال فيهم شيخهم الترابى قولآ موثقآ اكثر ايلامآ مما قاله مالك عقار ،الذى ذكرهم باكبر اخطاءهم ( فصل الجنوب) ،و طلب منهم انتقاد تجربتهم و مراجعة اخطاءهم ، لم يطالب بعزلهم او اقصائهم ، بل ربما كانت المرة الاولى ان يعترف مسؤول حكومى علنآ بعد ثورة ديسمبر للاسلاميين بممارسة حقوقهم الكاملة دون انكار ، و بالطبع لا احد نسى ان الاسلاميين يتحملون بلا شك وزر تكوين الدعم السريع من قطاع الطرق و عصابات النهب المسلح و تقنين ذلك تشريعيا فى 2017م ،هذا فضلا عن وجود قيادات إسلامية عسكرية و سياسية تقف الى جانب قوات الدعم السريع حتى كتابة هذه السطور،
كان مدهشآ كثافة الكتابات و المقالات الخشنة و التى وصل بعضها الى الاساءات ، و البعض آثر ان يمارس الابتزاز السياسى بذريعة مشاركة الاسلاميين فى المعارك ضد المتمردين ، و البعض قال ( نسحب اولادنا ) ، و لذلك يجب القول ان كانت مشاركة الاسلاميين هى قرار فردى فهذا تقديره و حقه ، مثله مثل اى سودانى ، و لن تكون البندقية التى يحملها الاسلامى باكثر فعالية من اى شخص آخر بخلفية يسارية او اتحادية او مستقلة ، و اذا كان الامر كذلك ، فهذا ربما يؤكد للبعض انكم لا زلتم تحتفظون بمواردكم العسكرية المنظمة و التى يمكن زجها فى الحرب او سحبها كيفما شئتم ، و هو بلا شك يؤثر فى سير الحرب و النظرة الكلية لمآلاتها لا سيما و ان المعركة فى اجندة قوات الدعم السريع و حلفاءه (دعائيآ) تم شنها ضد الاسلاميين ( الفلول ) ،هذا يقدح فى ان تأييدكم للمعركة ضد المتمردين ليس دافعه الموقف الوطنى بقدر ما كانت دوافعه مصالح حزبية ضيقة ،
ان كان الامر كذلك فمن الافضل لكم ( ان تسحبوا اولادكم ) بعد ان اتضح ان تطوعهم تم لاسباب سياسية و حزبية ، حتى الآن يتقاصر فهمكم عن ان هذه الحرب هى معركة الشعب السودانى بكل اطيافه و قواه المدنية و الاجتماعية ،كما ان محاولة تمييز ( اولادكم ) ، عن اولاد الاخرين يكشف نوايا لسيت فى صالح وحدة الجبهة الداخلية فى مواجهة انقلاب دموى تحول الى حرب وغزو اجنبى مدعوم من عدة دول ، و ربما وقف دليلآ على تربصكم الى حين ،
ليست بضاعتكم هى وحدها الفاقدة للصلاحية ، بل فقدت الصلاحية كل بضائع الاحزاب السياسية الاخرى مما يستوجب عليها انتقاد تجربتها ، و تجديد افكارها و برامجها ، و الاهم من ذلك الاعتراف بأخطائها ، و الاعتذار عنها ،
17 أغسطس 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق