مقالات

بكري المدني يكتب: السعودية.. القطب العالمي الثالث

منذ أن بدأ بعض العاملين في وزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية التواصل معي لتغطية موسم الحج ضمن وفد إعلامي عالمي يزور المملكة هذه الأيام، منذ تلك البداية اتضح لي ما كنت أجهله من التقدم الكبير للمملكة في كل مناحي الحياة فإجراءات سفرنا كلها -على سبيل المثال- تمت بالمملكة عبر سفارة افتراضية هي السفارة السعودية الرقمية.
الزيارة التى قمت بها من بعد للسفارة السعودية بالخرطوم كانت أقرب للزيارة الإجتماعية ولقد التقيت السفير على بن حسن جعفر للحديث والمطايبة والتقدير أما إجراءات وصول أفراد الوفد الإعلامي العالمي كلهم للمملكة فقد كانت – كما ذكرت – قد تمت (الكترونيا) بالسعودية عبر ما يعرف بالسفارة الرقمية.
على غير كثير من البلدان البعيدة و(الغريبة) التي زرتها فهذه أول مرة أزور فيها المملكة وقد بدت لي مدينة جدة من الجو مختلفة عما توقعت ( مدينة كبيرة يعادل حجم مطارها الدولى مدينة كاملة من مدننا الصغيرة) -فيما بعد ستبدو لى المملكة كلها مختلفة، وواضح أن الصورة الذهنية التى رسمتها للسعودية في خيالي قامت على افتراضات غير صحيحة وإن صح بعضها في بعض الأوقات فإن المملكة والأيام قد صححتها.
عرفت المملكة -مثل كثيرين غيري- على أنها البلد التي تستقدم منذ عقود الكفاءات في كافة المجالات من الخارج ومن كثير من البلدان ومنها بلادنا السودان ولكن الكفاءات السعودية تقدم اليوم نفسها بشكل ملحوظ وتأخذ مكانها الطبيعي في كل المواقع.
لم يدهشني العمران بقدر ما أدهشني الإنسان السعودي ومن الميناء والمطار في جدة – تعامل من الدرجة الأولى وإبهار في فن (الإتيكيت) سرعة في إنجاز المهام وتلبية الطلبات مع ترحاب عربي في تمام يجمع ما بين عالي القيم وعالم التقانة.
سعوديون وسعوديات في كل المرافق والمنافذ (المرأة السعودية على وجه الخصوص تعوض فارق السنين بشكل مذهل) -واضح ان مشروع (سعودة) الوظائف الذي طرح قبل فترة قد مضى في الاتجاهين الرأسي والقاعدي فكثير من الوظائف الوسيطة اليوم مثل الوظائف الكبيرة يؤديها سعوديون بهمة عالية ويؤدون المهام العسكرية من الجندي (الفرد) للضابط الكبير بفخر وانتماء وانضباط كبير.
بفارق كبير من شعوب الإقليم وجدت الشعب السعودي مثقف جدا وكثير من أبنائه حاصلون على شهادات عليا ودراسات في أرقى الجامعات العالمية ويتحدثون اللغات الأجنبية بطلاقة ومع ذلك هم متواضعون وشهيتهم مفتوحة للمزيد من المعرفة والعلم.
إن كان العالم يسير اليوم خلف قطب عالمي واحد يمثله الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فيما ينازعه قطب ثاني بزعامة روسيا فإن قطب عالمي ثالث يتشكل بهدوء وثقة و (إيمان) تتقدمه المملكة العربية السعودية.
(كلمة السر) فيما بدا لي وما سوف أنقل من ملاحظات ومشاهدات كلمة السر في الحال السعودي هي الإستقرار – استقرار الفرد واستقرار المجتمع واستقرار الدولة- سننقل بالصوت والصورة والقلم رحلة المعاني والمباني ما بين أنفاق مكة وشعابها من تحت الأرض إلى أعلى برج لأكبر ساعة في العالم يطل على الكعبة المشرفة في مشهد يجمع بين علوم الفلك وقداسة الأرض وإرادة الإنسان.

أواصل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق