حقوق الإنسانمقالات

الهلال الأحمر بكسلا “الخيار والفقوس” في توزيع الدعم للنازحين

بقلم/ إدريس كسلاوي:

حسب المشهد، يبدو أن جمعية الهلال الأحمر السوداني فرع كسلا، بجانب بعض المنظمات الأخرى التي تعمل في مجال العون الإنساني تتعامل بمعايير مزدوجة واستخدام أسلوب (الخيار والفقوس) وذلك من جراء التخبط في النهج والسياسة المتبعة في الطريقة التي تتم بها توزيع الدعم تجاه مراكز الإيواء، مما تسببت في خلق أزمة أثارت حفيظة النازحين مما وضعت العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات حول غياب الرؤية والضبابية التي تتعامل بها تلك الجهات الداعمة في طرق التوزيع، حيث حصلت الغالبية من مراكز الايواء بتوفير الدعم العيني والنقد الشهري الذي اشتمل على المواد الغذائية إلى جانب الدعم المالي البالغ (200) الف جنيه للأسرة، في الوقت الذي إزدادت معاناة بعض مراكز النازحين بالضفة الغربية حسب إفادات النازحين من تفاقم حجم التهميش من قبل جمعية الهلال الأحمر السوداني وبعض المنظمات الإنسانية التي تجاهلت المناشدات المتكررة التي بعث بها النازحين بمراكز الإيواء الذين لم يصلهم اي دعم حتى هذه اللحظة من أي جهة سوى كانت من الحكومة أو المنظمات الإنسانية، ويمرون طوال الأشهر الماضية بأوضاع مأساوية صعبة للغاية في ظل عدم وجود جهات تستمع لشكواهم أو تحرص علي تفقدهم بشأن الوقوف والإطلاع على الأوضاع من كافة النواحي.

وتضاعفت وتعمقت أزمة ومعاناة مراكز الإيواء للنازحين بكسلا بشكل أوسع وذلك في أعقاب خطوة القرار الصادر من اللجنة العليا للطوارئ الخاص بتكليف مدراء المدارس للإشراف على مراكز الإيواء بدلا عن شباب الأحياء والمتطوعين الذين كانوا يسيرون الأمور داخل المراكز بشكل سلس ومنظم أقلاها توفير الوجبات والخدمات العلاجية لبعض كبار السن والأطفال، ومنذ صدور القرار تراجعت أدوار المتطوعين في مراكز الإيواء بشكل ملحوظ وتضاءلت الخدمات الإنسانية وبرامج العمل التطوعي مما أحدث ربكة كبيرة داخل المراكز.

مخاوف وسط النازحين بمراكز الايواء تركت حالة من الهواجس والانطباعات حول استمرارية المعاناة خاصة مع اقتراب شهر رمضان المعظم وذلك بسبب الضبابية وعدم الرؤية الواضحة من قبل السلطات الحكومية والمنظمات لتقديم المساعدات تجاه مراكز الإيواء

اختزال توزيع الدعم من جانب جمعية الهلال الأحمر ومنظمات العون الإنساني على مراكز الإيواء للنازحين فقط دون الاكتراث للأسر النازحة في المنازل والأحياء بعيدا عن المدارس هذه المسألة شكلت أحد التحديات التي تواجه المنظمات الدولية التي تعمل لتقديم الخدمات للنازحين. وهناك العديد من الأسر النازحة خارج مراكز الإيواء في أمس الحوجة إلى المساعدة والدعم، ورغم عملية الحصر التي تتم، ولكن للأسف لم يجدوا الدعم المنتظر من جانب المنظمات الدولية.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق