مقالات

الرفاعى فى زمرة الشهداء

حد السيف

محمد الصادق:

الناس للموت كخيل الطراد
فالسابق السابق منها الجواد
والله لا يدعو إلى داره ..
إلا من إستصلح من ذى العباد
والموت نقاد على كفه جواهر
يختار منها الجياد ..
والمرء كالظل ولابد أن ..
يزول ذاك الظل بعد إمتداد
أمس نعى لنا الناعى إبن أختى الرفاعى حسن عبد الله الخليفة ذلك الشاب الطموح الصابر المؤمن البار بأهله وعشيرته والمحب لوطنه وهو الذى أتى لهذه الدنيا فى صمت ورحل منها فى صمت . الحبيب العزيز الذى إستشهد برصاص الغدر والخيانة من مليشيات المرتزقة والمأجورين فى شارع العرضة كانت الإبتسامة لا تفارق محياه شهم وكريم خصال وولد رجال ياكلوا النار . صادق وجواد وسخره الله لخدمة البلاد والعباد وقضاء حوائج الناس وصفاته تلك قربته للأنبياء والصالحين . ورغم إنه نال الشهادة واوصى ألا بكاء عليه إلا أننا بكيناه بدموع من الدم بلا صوت وتألمنا قمة الألم بلا الم ودقات قلوبنا تهز الأرجاء ولا نشعر بها .
لقد مات الذى تحبه الأسرة العريقة الممتدة وأسرته الصغيرة . مات أبا محمد ومنتصر وحسن وشقيق الحاج والبشير وعبد الباقى وعبد الرحيم ومحمد وعيسى والجيلى والحمد لله كلهم يحملون صفات الوفاء والجود والكرم وإحترام الناس صغيرهم وكبيرهم .
إستشهد الذى أحبه الجميع وتركنا نعيش على ذكراه العطرة كلما سرى الدم فى عروقنا . وأشهد الله إنها المرة الأولى التى يعجز فيها القلم أن يكتب ما يجيش فى الدواخل فتأبى الكلمات أن تعبر وتتثاقل الخطى ويبقى الصمت الحزين المؤلم هو سيد الموقف .
وداعا يا سليل أسرة الرجال والأبطال والأخيار . وإلى جنات عرضها السموات والأرض ونسألك يا الله أن تتقبل الرفاعى قبولا حسنا وتجعل قبره روضة من رياض الجنة وتلزمنا على فقده الصبر والسلوان .
النفس تبكى على الدنيا …
وقد علمت ان السلامة فيها
ترك ما فيها …
لا دار للمرء يسكنها إلا
التى كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها
وإن بناها بشر خاب بانيها 

غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق