محمد الصادق:
أثار المقال الذى سطرته الأيام الماضية تحت عنوان ( رفعوا جهاز المغتربين إلى وزارة ) العديد من ردود الأفعال والتجاوب ووصلتنى عشرات الرسائل وكثير من الإتصالات من الإخوة المغتربين وأعتقد أن كل ما أثاروه من نقاش أو حوار هو المطلوب للوصول لما يعضد من مطالبتنا بترفيع الجهاز إلى وزارة . وابدا اليوم برسالة وصلتنى من الأخ العزيز صلاح الحويج أرى فيها الكثير من النقاط المفيدة والمهمة للمزيد من النقاشات والحوار . حيث جاء فيها ما يلى .
إلى الأخ الحبيب محمد الصادق
تحية خالصة لك واسأل الله ان يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام
اخي العزيز محمد قرأت ماسطره قلمك قبل ثلاثه او اربعه ايام عن موضوع في غاية الاهميه وتنبع أهميته مما نعيش فيه حاليا وحاجتنا في ان نعيد النظر في حياتنا وحالة السودان قبل وبعد الحرب لقد تطرقت اخي محمد لموضوع جهاز المغتربين ودوره في خدمة المغتربين واختلف الكثيرون حوله فمنهم من ينظر اليه نظرة سالبه ومنهم من يرى انه قام بادوار ايجابيه في خدمة البلد دون النظر للمكاسب الشخصيه للمغتربين وبلاشك فإن الجهاز ومنذ انشائيه في عهد مايو وفي ماتلاها من عهود لأنظمة مختلفه أدى أدوارا ايجابيه خدمة للمغتربين والوطن ولكن هنالك ايضا تقاطعات سالبه يختلف حولها الناس.
جهاز المغتربين بلا شك وجوده مهم للغايه فالكثير من الدول خاصة تلك الدول التى تصدر العماله لدول الخليج وبالتالي لابد من رعاية مصالحهم ومصالح الدولة ففي عهود الامناء العامين شهدنا تطورات كثيرة في الجهاز واهدافه إضافة إلى العلاقه التي تربط الجهاز مع المغتربين والتي يعتقد البعض بأنها علاقة جبايات فقط تعود للجهاز والدولة.
فالجهاز يتحصل انابة عن بعض الأجهزة على استحقاقات كثيرة على سبيل المثال (المساهمة الوطنية أي الضرائب والزكاة وفي فترة من الفترات الفضائية والمجهود الحربي وترعتي كنانه والرهد) والمصيبة بأن تحصيلها مربوط بالمعاملات يعنى تجديد الجوازات وتأشيرة الدخول والخروج.
كما أن هنالك الرسوم الباهظه للتعليم العالي وبالعمله الصعبه كل هذه الأشياء جعلت العلاقه مابين المغترب والجهاز علاقه متوتره وتصل حد الكراهيه وذلك دون مقابل حقيقي على أرض الواقع وعلى الرغم من بعض الاشراقات التى سنتطرق إليها الا أننا نطالب بإعادة النظر في دور الجهاز في المرحلة المقبلة.
اللمرحلة المقبلة تختلف تماما عن المرحلة السابقه لأن الحرب خلقت واقعا جديدا يستفيد من أخطأ الماضي ولا يتقيد بقيوده فقد تعلم السودانيون ووعوا الدرس القاسي من الحرب.
المغترب الآن لم يعد طموحه بناء منزل فقط ومن ثم تأسيس عمل بسيط يحقق له الحد الأدنى من متطلبات المعيشة.
وفي هذا فإننا يجب أن نستفيد من تجارب الدول الأخرى في الاستفادة من مواطنيها الذين يعملون بالخارج والاسهام في التنميه وذلك بفتح ابواب الاستثمار الزراعي والتصنيع الزراعي والصناعات الخفيفه والاستفادة من الثروة الحيوانيه إضافة إلى الاستفادة من الاراضي الشاسعه في الاستثمار العقارى وبناء مدن حديثه ومصانع صغيرة وصناعات ثقيلة على أن يرافق ذلك إنشاء بنك أو بنوك لتقديم القروض والخدمات المصرفية للمغتربين إضافة إلى الاستثمار في انشاء العديد من المشاريع الخدميه الأخرى.
**كل هذه المشاريع تحتاج إلى دراسات علمية وعملية على أن تقدم الدولة من خلال جهاز المغتربين كل مايمكن أن يحقق الفائدة للوطن والمغتربين والمواطنين.
لابد هنا من إعادة النظر في قانون الجهاز والتوسع في أهدافه، هنالك أهداف أخرى في منتهى الاهميه لابد من الاهتمام بها ومنها الجوانب التعليمية من الأساس وحتى التعليم العالي والجوانب الأخرى الثقافية والرياضية والفنية.
لقد بذل عدد من الأمناء العامين الكثير من الجهد وكل منهم وضع بصماته في الجهاز ونذكر منهم المهندس تاج الدين المهدي ويكفيه فخرا أن نقول في عهده تم الغاء ربط تحصيل المستحقات بالتأشيرة.، أما دكتور كرار التهامي فقد خلق حراكا ضخما مثل المؤتمرات التي يشارك فيها العلماء والخبراء سنويا وتقديم خبراتهم وتجاربهم في مختلف المجالات إضافة إلى مساهمات الأطباء في أوروبا بتقديم الخدمات للسودانيين بالداخل.
أما الاستاذ حاج ماجد فقد أسهم كثيرا في الحفاظ على المؤتمرات السنوية إضافة إلى العمل على تخفيض الضرائب والرسوم على المغتربين وتسهيل دفعها ودكتور كرار في فترته الثانية واصل ايضا ماكان قدمه في فترته الأولى.
الأخ العزيز مكين حامد تيراب، ايضا بذل مجهودا كبيرا ليكون الجهاز مفوضية مما يسمح له بتقديم الكثير من الخدمة للوطن والمغتربين لكن الزمن لم يمهله.
ولا يمكننا أن ننسى ماقدمه النواب في فترات مختلفة وعلى رأس هؤلاء الاستاذ صلاح عمسيب والدكتور كرم الله على عبدالرحمن وهو بحكم خبراته في العمل بالسعودية وإدراكه للكثير من القضايا قدم الكثير من الأفكار والعمل لمصلحة المغتربين وأيضا الدكتور عبدالرحمن الأمين والذي يتولى الآن منصب الأمين العام بالإنابة فينتظر منه الكثير خاصة وهو الآن يتولى هذا المنصب في ظل هذه الحرب وبالتالي لابد أن يستصحب معه الكثير مما استجد ويستجد في دور الجهاز
لكل ما سبق نقول بأنه لابد من إعادة النظر في الدور الذي يقوم جهاز المغتربين في الفترة القادمة (فترة ما بعد الحرب).
آخر الكلم..
اتمنى ان يقدم الجهاز كل مايامله منه المغتربون والمهاجرون خدمة لهم وللوطن
صلاح الحويج/القاهرة