محمد الصادق:
حملت الأنباء خبرا بالصورة والصوت مفاده أن قوة من الدعم السريع قوامها مائة وخمسين فردا قاموا بتسليم ( أنفسهم ) لقيادة الفرقة الثامنة عشر بالنهود وأعلنوا أمام قائد الفرقة والأجهزة الأمنية وإمارة القبيلة أنهم سيقاتلون فى صفوف القوات المسلحة وذلك بعد آدائهم للقسم أمام الحضور .
0 وقبل الإدلاء برأي حول هذا الأمر لابد أن نذكر بأن قوات الدعم السريع فى تلك المناطق بإقليم دارفور قتلت أكثر من ( ٢٥ ) ألف مواطن وحرقت ( ٢٥٠ ) قرية وهذه الإحصائية من واقع تقارير لعدد من المنظمات الدولية وهو ما يؤكد أن قوات الدعم السريع هدفها الرئيسى فى هذه الحرب هو المواطن وإغتصاب أرضه وعرضه وماله ودمار البنى التحتية .
0 الأمر لا يحتاج منا لكثير شرح وهو واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار فقوات الدعم السريع خانوا الوطن وباعوا نفوسهم والوطن بأبخس الأثمان . ويحضرنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول .. سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة . قيل وما الريبضة . قال .. الرجل التافه فى أمر العامة .
0 إن الإنسان الذى يحلف يمينا غموسا ليقتطع به حق إمرئ مسلم إشترى بعهد الله وآياته ثمنا هو الذى يلتفت إلى بناء نفسه وكسب المال الوفير ليشترى بيتا مريحا ويقترن بإمرأة جذابة ويتمتع بكل مباهج الدنيا لا يعبأ بكتاب أو سنة ولا مجلس علم ولا طاعة ولا إنضباط ولا سلوك . فقد إشترى بعهد الله وإيمانه ثمنا قليلا . ولأمثال هؤلاء نقول . إن عرفت الله وفاتتك الدنيا بأكملها فأنت الرابح . وإن ملكت الدنيا بأكملها وفاتتك معرفة الله فأنت الخاسر .
0 إن اللذين قاموا بتسليم نفوسهم للفرقة الثامنة عشر خانوا الوطن وباعوه بأبخس الأثمان . فكيف لكم أن تثقوا بهم وما هى الضمانات خاصة أن أدوا القسم من قبل مع الدعم السريع . فالذى يبيع نفسه مرة ممكن أن يبيعها مرات ومرات ولذلك نرى وقف قبول مثل هذه المعاملات على الأقل فى هذا الوقت الذى تستمر فيه الحرب . وإذا كان بعض أبناء الأحياء ولجان المقاومة قد عملوا ( طوابير ) ومتعاونين مع الدعم السريع فى الخرطوم والجزيرة وشرق النيل وامدرمان وخلافها فمن أين لكم أن تضمنوا وتثقوا فى من حمل ضدكم السلاح وقاتلوكم بحفنة من المال وهم نفسهم يعودون لصفوفكم وانتم لا تعلمون نواياهم ومخططاتهم . ونحن إذ نقول ذلك من باب الحرص وتوخى الحذر والدقة . خاصة فى هذا الوقت الذى نواجه فيه حربا شبه عالمية تشارك فيها ضدنا سبعة عشر دولة معظمهم من المرتزقة والمأجورين .
0 عليه لابد للقيادة العليا لقوات شعبنا المسلحة أن تتعامل مع كل اللذين يريدون الإنضمام للجيش بعد أن حملوا السلاح ضده بشئ من التروى والدراسة والحكمة . والحذر ثم الحذر من الرويبضات .
وبكره يا سودانا تكبر
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .