مقالات

الحكومة المرتقبة.. لا مجاملات في حق الوطن

حــدود المنطق

إسماعيل جبريل تيسو:

بخطى واثقة تمضي خطة قيادة الدولة العليا على طريق رسم ملامح التشكيل الوزاري الجديد، والذي بموجبه سيتم إعلان حكومة الحرب المرتقبة والتي ستُعنى بقيادة دفة سفينة البلاد في المرحلة المقبلة، وهي مهمة لو تعلمون عظيمة وجسيمة تتطلب من قيادة الدولة سواءً في مجلس السيادة الانتقالي أو هيئة القيادة العليا للقوات المسلحة أن تُرجع البصر كرتين وثلاث ورباع في اختيار الاسماء وفقاً لمعيار القوِّي الأمين صاحب المواقف الوطنية الواضحة وضوح الشمس في عزِّ النهار، فحساسية المرحلة، تتطلب حساسيةً في اختيار الاسماء المرشحة لحمل الحقائب الوزارية، حتى لو أدى الأمر إلى إعمال الفحص الأمني.

إن كانت للحروب محاسن، فإن حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، قد مايزت بين الصفوف، وكشفت عن حقيقة ما يعتمل في النفوس، فمكث ما ينفع الناس وطنيةً وإخلاصاً وانتماء، وذهب الزبد جفاء، بعد أن تغذّى من ثدي العمالة والخيانة والارتزاق، فهذا الوطن طيب لا يقبل إلا طيباً، وقد حان وقت قطاف ثمار الدروس والعظات المستقاة من الحرب، وأول هذه الدروس هو تمزيق فاتورة المحاصصات في اختيار المسؤولين في الدولة على أساس حزبي أو قبلي أو جهوي، فما زال جسد البلاد ينزف جراء هذه الإجراءات القبيحة وغير المهنية التي سنتها حقبة الإنقاذ البائدة، فأحدثت بها شرخاً شائناً في جدار الخدمة المدنية، اهتزّت معه أرضية الثقة تحت أقدام كل من دخل الخدمة المدنية عبر بوابة المؤهل والقدرة أو الجدارة و الخبرة، ليأتي قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الناهل من معين ونعيم ( الكيزان)، وينتهج ذات المفاهيم في التوظيف، مستغلاً موقعه الذي (اختلقه) له القحاتة في مجلس السيادة الانتقالي رغم أنف الوثيقة الدستورية، وها هي الكثير من مؤسسات الدولة تدفع ثمن حصائد هذه الممارسة (الجنجو قحتية) باحتضانها حتى الآن أعداداً مهولة من الداعمين والمساندين للميليشيا المتمردة، منهم المجاهر بموقفه، ومنهم الصامت، وأخطرهم المنافق.

حسناً فعلت قيادة الدولة بحسم عدد الوزارات الاتحادية واختزال الحكومة المرتقبة في ست عشرة وزارة، وهي فكرة واعية لتقليل الصرف، وتقليص الظل الإداري، وتخسيس جسد الحكومة من وباء الترهل، وهي خطوة تعزز من إحكام الرقابة والمتابعة، فإذا كان الوزير قد وصل إلى كرسي وزارته محمولاً على أكتاف قدراته المهنية، ومواقفه الوطنية، فينبغي لهذا الوزير أن يطبِّق ذات المواصفات على القيادات العليا في وزارته، لتقوم هذه القيادات بتطبيق ذات المعايير على الموظفين والعاملين، فينتهي الأمر إلى حكومة خالية إلى حدٍّ كبير من عملاء وخونة ومارقين، فلا مجاملات في حق الوطن، والحكومة المرتقبة هي حكومة حرب، فينبغي أن تشمّر عن ساعد الجدة والشدة والكرب.

ألا قد بلّغتُ، اللهم فاشهد.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق