مقالات

سياحة في أدب الحكم والسياسة.. تداعيات إستطالة الحرب في السودان

بقلم/ د. أمين محمود محمد عثمان:

لم تصعب علي كتابة سياحة في أدب الحكم والسياسة كما بعد تحملي مسئولية قيادة حزب سياسي ٠٠ ولقد درست في الرياضيات التباديل والتوافيق، ورغم ذلك ظلت الصعوبة محيطة بحالي ، ولكن بمراجعة أصول منهجي السياسي ، هديت وتسريت بقاعدة التوحيد ، فما جعل الله لرجل من قلبين في جوف واحد ٠٠ فالسياسة اجترار لما في الفكر وفيها تتجلى الافكار في شكل سلوك سياسي حاديها المرجعيات الفكرية لا غير ٠٠ ومحددات هذه العملية في الإسلام نفيها من النفاق ، وبذلك سأجلي أفكاري السياسية الخاصة كما كنت أفعل قبل المسئولية التنظيمية تصالحا مع النفس ، ولكن لا بد من التذكير بأن ثمة مباينة ملخصها أن الرؤية السياسية لشخص مثلي في قيادة حزب ؛ تظل رؤية أحادية لا تلقى مثقلاتها على الحزب ، لأنها لم تتقرر بتوافق شوري ، فهي تغريدات شعراء فيها غيهم متبوعا لهم ، وفيها إرشادهم الحكيم ٠٠ أو أفضل من ذلك تشبيها هي ؛ إجتهاد فقهي يحتمل الصواب والخطأ وفي الحالتين ثواب ٠٠
حرب السودان تحفل بالتعقيدات ، وأشعلت بلاعبين يتخفون وراء عبطة الدعم السريع، ( فالشينة منكورة ) ولا بد من تنسيب فعلهم خلف الستار لطفل لم ينمو له عقل ليجازى بما يفعل ، فيقولون لنا( عيال سووه ) ! وكذلك هو تعريف الإثم ( ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس )..
ان منهج حل الأزمات ترتكز على ثلاث أثافي تعمل معا هي :- الفهم بتحليل معمق ، والإجراءات السليمة المتناسبة للحل ، ووفاء المطلوبات التي تزيل لبوس الشعور بالظلم ٠ وفي تحليل حرب السودان يجب إدراك تأثيرات الأطراف المتخفون إتقاءا لأنفسهم من النهش معرفة خبثهم لتطويلها ٠ تعظيما لتكاليفها وإنهاكا لقوى الأطراف وطحن العشب تحت السنابك وارجل الفيلة الضخيمة !
في حرب السودان طرف ثالث له خدم مردة تدأب على أيذاء شعبنا ، فهم لا يقصرون في دفعهم للغي وبذل الأموال ، وتأليب الأحزاب وتحشيدها ، حتى آضت حرب السودان لحرب عالمية يلغ في دمنا المسفوك بضع عشرة دولة ، ومن ورائهم أرزقية محليون وأجانب تجري لهم إمارات السوء الأرزاق ليقتلوا السودانيين ولينهبوا كل ما في أيديهم ، وليهتكوا أعراض النساء تماديا في الإذلال ٠ ٠ ولهم آلة دعاية تظاهرهم بترويج الأباطيل وتجميل المقبوحات وتوري أن الحرب السودانية مقتصرة في تعريفها بأنها نزاع سلطة ما بين جنرالين بغيا على بعضهما فهما في السوء سواء ٠٠ وغاية هذه الاسطورة إستطالة أمد الحرب ٠٠
الشعب السوداني هو الذي عليه إدراك وتلمس دور القوى الخارجية في الحرب ، وعليه تأسيس خط المدافعة و المقاومة ، فالحرب ساحة لتجريب الأسلحة والتكتيكات و التقنيات الجديدة ٠ وتتنوع بالإستنسال مظاهر الاعتداء بسقف مفتوح وبلا حصانة و لا قداسة لمصلحة ولا لقيم المجتمع ، وهي حرب الخيارات الصفرية فإما سودان آمن ومستقر، أو لا سودان ٠ لأن تعدد مراكز القوة الغاشمة مدعاة للحرب كما في الكون؛ لو كانت فيها إلهين أثنين لفسدتا الكون بتنازعهما المحتوم !
تبدأ جهود المقاومة بوعي أهداف ومخططات الاعداء ، والوعي الشعبي نمى من خطل وبطلان المسوغات المساقة لتبرير الحرب ، ضحدت الآن دعاوى أنها حرب ضد الكيزان وفلولهم ، إذ لا عاقل يرى في حربهم إستخدام كل هذه المظاهر المدمرة للحياة٠ ثم من له حق سحلهم بالحرب وهم ضمن أهل السودان ولا تسقط مواطنتهم طالما هم في السودان أحياءا أو أمواتا ٠ فالحقيقة هي أن مسوغات الحرب الحقيقية هي الاعتقادات الراسخة لدى قوى الاستكبار أن ( سودانا ضعيفا ومجزء أفضل لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية من سودان قوي ومتحد ) ومعها الدعوة الغارقة في اللا إنسانية التي أطلقت تحت شعار ( أمنحوا الحرب في السودان فرصة ) وهي المفضحة للموقف الامريكي التي تريد ممارسة إنهاك السودانيين على طريقة سوريا واليمن وليبيا والعراق والصومال ٠٠ وما منبر جدة إلا ملهاة لاستطالة الحرب، فهل من المعقول إدخال دويلة الإمارات ضمن سعاة إنهاء الحرب وهي تجهر بعدوانها؟
الحرب على السودان مشروع أجنبي ، ووعي هذه الحقيقة من الأهمية بمكان للشعب وللقيادة السودانية ٠ ٠ فكل أنماط الايذاء تستخدم للإضرار بالسودان شعبا وحكومة ٠٠ ومن الملاحظ أن وعي الشعب متقدم على وعي حكامه ٠٠ ولا تثريب على ذلك ، فالمجتمع هو الذي يجب أن يقود ٠٠ وذلك مفسر على التدافع الطوعي الطلق من الشعب للانتظام في كراديس المقاومة الشعبية الوطنية ٠٠ وسيحرس الشعب توجهاته للتحرر الكامل وسيحرص على تأكيد التطبيق الحرفي والدقيق لشعار ( جيش واحد شعب واحد ) التي صارت أهجوزة الشارع العام في السودان ٠ فالمقاومة الشعبية جنة ارتكاس وارتداد لاستدعاء نماذج الفشل الحمدوكية الدقولاوية ٠٠ وهي الكافية العاصمة بعد الله جل جلاله من العدوان الخارجي العسكري منها و الاقتصادي والحرب السبرياني ٠٠
السودان لمن يعرفه من مكنونات الرزق فوق وتحت ترابه لن يجوع ولن يظمأ ، ولن يعرى إنسانه المتنعم فوق أرض تسبح على مياه عذبة وتربة طهورة ومعادن لا غناء لنهضة عنها ٠٠٠ وفوق ذلك يملك شعبه عقيدة تستحثه للاستشهاد ويرفض أن يستذل ٠٠
إذن فلتتحرر القيادة من رعب القوى الخارجية، ولتتجلى سمات القيادة الرشيدة في القادة باروع ما تكون ، توكلا على الله، وثقة في الله ٠٠ فالشعب ملتحم بهم اليوم وغدا وبعد غد ما داموا يعملون بصدق من أجل كسب المعركة والكرامة الوطنية ٠ ولو يجدون سانحة انقضاض على العدو قبل مرواغته أو استقوائه فليهتبلوها ، لأن إستطالة أمد الحرب وسيلة إنهاك فهي سلاح ذي حدين ٠٠ لا تتكيفوا بمظاهر إستطالة الحرب الرتيبة ، لأنها تبلد الأحاسيس وتضعف حماسة الإفتداء ، وإبداع خدع الحرب اللازمة في كل معركة ٠٠ تيقنوا أن إرادة شعبكم الحرة ؛ رهان بقائكم حكاما ، لا المزابنة مع القوى الخارجية.
بورتسودان ١٩ مايو ٢٠٢٤ م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق