منوعات وفنون

عثمان بشرى.. حالة مدهشة وإستثنائية في الشعر السوداني

محمد إسماعيل:

حالة مدهشة وإستثنائية في شعرنا السوداني المعاصر ، من أي دغل خرج وأية ساحرة أنجبته..
تجربته الحياتية هي حالة شعرية معاشة دفقه الشعري نضج باكرا بقفزة شعرية خالية من أي غموض غير غموضها الشفاف
نصوص مفتوحة علي جمال العالم واَلام الإنسان إلتحمت بالناس والحياة اكثر.
الحياة عند عثمان بشرى منذوره ومنوزنه للشعر فقط وهو الذي يقول:( علي الشاعر أن يكون عاطلا عن كل شيء سوى الجمال)..
الشعر عنده فخ لمراوغة القدر .لمزاولة اللعب مشاكس .وهو بارع في الحكي وفائق الإمتاع والمؤانسة.
ويرجع الفضل فى انتشار تجربتة الى العام (1991) حيث كان منتدى جامعة القاهرة فرع الخرطوم الثقافي أقوى من أقوى التنظيمات السياسية وما حدث أنه كان هناك شعراء يحيون النشاط الثقافي الأسبوعي للجامعة فيستمع إليهم الآلاف من الحضور في هذه المنابر..
وفى ( توما إمراة الغيم ) يضع عثمان البشرى ممرات بين أزمان عابرة..
هذه القصيدة كتبت فى التسعينات ولكنها حاضرة اليوم للرصد والكشف فيما يجرى الأن فى السودان من دمار وخراب .
لاتقل ولاتشرح فقط تنباء بما سوف يحدث وقد حدث فعلا هذا حسب رؤاه عبر حسه الشعرى الكاشف المتأمل
و قصيدة (توما )أقرب ماتكون إلى الرؤيا التى تستبطن أكثر مماتستظهر فى كشف الرؤيا . فالشاعر هنا يتمثل الأتى شعريا يذكرنا بطائر العنقاء ينبعث من رماده..
وعثمان فى هذا النص كأنه يروى (الآن)
إنه عثمان بشرى ذلك الكائن الخلوى ( الهائل العابر بنعال من ريح)

ودنكم هذا النص:
توما إمرأة الغيم
شعر : عثمان البشرى
————————–
يا توما من وجعى العنيد
هل أزهرت شجرة حديد
هل غابت الشمس الحبيبة
ومال غصن ضلك وحيد
هل عفّرَت لوحة هواى
فى البحث عن سكة خطاك
خيل الجوى
أشرتى ليك شان ترفعى
الباقى الفَضَل وتَحتِّى من
عصبى النوى.
وتعيدى لى بعض الوسامة
فى لون غناى.
بعض الدّسامة
وتطلعى
أنا أصلو خَان عشقى
الوعى
وقَتَل ملامح طلعتك
كُتر النعى
أشرت ليك ما تطلعى
كيف تطلعى!؟
النص
إتوهطت دمى المُفصّد.. وصنقَرت
مهمومة تغزل فى الملامح الجايه
للوطن العصب
إتوسطت..
حُلم الجدارات البتشهق
من هجير الحاجة
والزمن الكعب..
ومضت تركِّب حيلا
فى عضمى المسوِّس
بالتعب!
وا نخوتك يا توما ما البال إتسرق فى اللَّفة
والخيل روَحت
ساقت زمان عشم الدرادر
وكَضّبت كُلّ الغناوى
المارقة من شيط الأزقة
والبيوتات النحيلة
وفترنا من بُكرة المُدَّسدس
فى جيوب الحوش
وبيبان القبيلة
صَعَدت إلى أشياءها
القصوى
عُيونُ الفجر وأقتسمت
مع الليل المواعيدَ
الجميلة
كفاك أمرقي من دمَاى..
قدامك الاطفال
رُصاص..
والجُوع مناص
والمدخل الفاضل وحيد
المدخل الفاضل جواى
محجوز لأفواج المعزين الكُبار
قتلوك
وجايين مأتمك
عُرسك اظن ما .. مأتمك
لم أفهم الحاصل على وجه الخصوص
فقط إعترفت بإنى ممكن
أفقدك وبكُلِّ ذوق
فاقد خطوط الذاكرة
مضيت على العقد المُوشَّح
بالهتافات الكضب
وبَصَمتَ إنى معاك زول
وافر بصحة وخير وحال
بقدر أقول..
وأقول بصمت :
إنك حبيبتى وست شقاى
بالحيل بتشبعى رغبتك
بالحيل بتسندى جوعتك
بالحيل ديمقراطية إت
أو حتى بتمدِّى البيفضل
من فُتات للجارة قبال
تشحدِك..
ما بَصَمت كان إنك كدا
قدام رجال لابسين كدا !!
لابسين عيون بتقول كدا !!لابسين لسان بيقول كدا
لابسين على وجه الخصوص
لابسين
كدا ديل ما ناس كدا !!!!
لا أستطيع الآن
أن أتوقع الآتى من الآتى
جميعُ اللافتاتِ
توسمت بعلامتين من الذهول
وخصوبتى إجتهدت
لكى تلد البوار
ياتوما إطلعى ما كفاك
الليل لبس عضمى ومشاك
بتفَتّشى الضُل تحت جِنحات
الطيور الجارحة..
الخوف على الباقينى فيك
من ريد موسَّم بالوعود المالحة
أنا إستلفت من الرساميل
توب عطش ولسان منابر
فاضحة..
وبديت أغُش
عَشَم الجدارات المُكَندكة بالأمل..
عفواً… لأحترف الأغانى
المربحة
أو ليس لى حقّ الممارسة الدنيئة
إذ أسوى من يدى كفاً تصفّقُ
للذى إعتنق البنوك وقال كلمته
الجريئة!؟:
الله فى
جيبى وعافيتى السماء’
الفاتحة
والقلب’ لا للعشق،
القلب’ للصفقات فى بيع البيوت النازحه
والعشق’ أن أبنى على
رأسُ السنابل دولةً للجوعِ
والمتسولين على الحياة الفالحه
أوليس لى حقُّ السقوطَ إلى علٍ
أحتاجُ
فارهةً تُعلمنى التجاوزَ
والتجاوز’ صفقةً كُبرى لبيعِ
الإحتمال..
أحتاج’ بلعوماً وحُنجرةً تسَّن لذبحِ أغنيةٍ
ظلال..
ولتوما أقمصتى القديمة فلتمزقَ ما تشاء..
العشق صار الآن أرضاً لا تغنى ما تشاء
شاء
الرغيف
ومرارة الراهن
أقيف:
وألبس لسان بيقول
كدا !!
وألبس كدا!!
وأكون كدا
أخُت على السكة الجرح
وأنزف بدونك توما
وأتناسى.. اللي كان..
بينك وبين عشمى النصيح
ما السكة أطول من نَفَس غضبى
الفضل
ومعاكى صار العشق ريح
والهم فسيح
إمكن تفوتنى معزتك
لو باقى من قمحك سماحتك لو أنوثة
ومن رجالك مد نضال
بلقاكى فى العشق اللي جاى
توما وبواصل سكتك
وا نخوتك وا نخوتك .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق