مقالات

شبعنا من بيانات الشجب والإدانة

حد السيف

محمد الصادق:

للأسف الشديد نحن نعيش فى زمن التهاون والتخاذل فى ظل الحرب الدائرة فى البلاد والتى دخلت عامها الثانى وقد شبعنا حتى التخمة من بيانات الشجب والإدانة والإستنكار التى لم تعد ذات جدوى فى حالة التعايش الإنسانى بين البشر بإختلاف عقائدهم وأفكارهم . لكن أن تكون بيانات الإدانة مجرد فعل لا أثر له ولا فائدة منه تتحول وتصبح مثارا للسخرية والتندر والإستهزاء .
الحرب التى نعيشها فى سوداننا الحبيب كل صباح جديد تخترق فيها مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها مدينة او قرية فى مجازر بشعة ويوثقون لها فى العديد من مقاطع الفيديوهات، وامس القريب هاجمت المليشيا مدينة الهدى بمحلية المناقل وقتلت أكثر من ثلاثة عشر مواطنا فيهم اطفال وأكثر من ثلاثين جريحا مواطنين أبرياء لا حول لهم ولا قوة . كما هاجمت قرى الجزير وحرقت اكثر من خمسين قرية فى ولاية شمال دارفور وإستباحت امس الأول مدينة أمدوم بشرق النيل هجرت اهلها ونهبت أكثر من ثلاثمائة سيارة وهاجمت سلاحى الزخيرة والمدرعات على مدى يومين متواصلين أول وثانى ايام عيد الأضحى المبارك . والحمد لله رغم كل ما تقوم به من فتح جبهات يستطيع الجيش والقوات المشتركة أن يكونوا لهم بالمرصاد رغم ان سياستهم الجبانه هى الهجوم المباغت وفى اوقات معينه وواضح أن الطوابير والعملاء الخونة من بنى جلدتنا هم الذين يساعدونهم على ذلك . ولكن الحمد لله ان القوات المسلحة والمشتركة تظل عين ساهرة ويد باطشة وتصد كل هجوم لهم وتلغنهم دروسا فى فنون القتال .
صحيح ان الجيش أحيانا يكون بعيدا من مناطق هجماتهم الغادرة لكنه رغم ذلك يصلهم جوا وبرا وبحرا ويكبدهم الخسائر الفادحة فى العتاد والأرواح .
أعود للحديث عن الشجب والإدانة والإستنكار فأنتم ونحن والجميع كم سمعنا وشبعنا من بيانات الشجب تلك . الامين العام للامم المتحدة غوتريش يشجب ويدين . جامعة الدول العربية تشجب وتدين . الدول الأوربية والإتحاد الإفريقى والمنظمات تشجب وتدين . وحتى مجلس الأمن الدولى الذى عقد ثلاثة جلسات عن السودان وسمع كل المرافعات من ممثلى السودان لم يفتح الله عليه بكلمة بل يشجب ويدين ولو اراد تجميل وجهه فبالكاد يقول لابد من إيقاف الحرب فورا دون ان يوضح لنا كيف يكون وقوفها وعلى أية قانون أو لوائح . !!
ما يزيد من آلامنا وأحزاننا أكثر ما نسمعه من كل الجهات آنفة الذكر حينما تريد ان تنطق حقا ولكنها تنطق كفرا وكذبا وإفكا ونفاقا وهى تسمى ما يدور عندنا من حرب بطرفى النزاع وكأنها بذلك تبرئ ساحة مليشيا الدعم السريع من أنها متمردة وهى التى أشعلت نيران الحرب فى البلاد . بإختصار شديد أقول إن النقش على مياه البحر وامواجها المتلاطمة أسهل علينا من أن ننتظر كلمة حق من كل تلك الأسماء الهلامية التى تدعى الوقوف إلى جانب الحق . ولذلك أكرر كل ما ظللت أقول من حديث حول إعلان التطبيع المباشر مع روسيا والصين وإيران وتركيا وياريت كمان مع كوريا الشمالية وبعدها صدقونى لن يتجرأ الأمريكان او إسرائيل أو دولة الشر التى تحارب إنابة عنهم بالوكالة أن يمسوا شعرة من السودان . ولابد ان نقول ثقتنا بالله وفى جيشنا والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية هم جميعهم صمام الأمان لسودان العزة والكرامة والشموخ .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية. والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق