مقالات
خلايا صاحية
بقلم/ منتصر محمد زكي:
لاحظت وغيري كثيرون توافد مجموعات كبيرة من النازحين يرافقهم أجانب إلى ولاية نهر النيل الشهر الفائت .. بعضهم تطأ قدماه الولاية لأول مرة في حياته .. عادة والمنطقي أن يلجأ الفارون من أهوال الحرب إلى أقرب منطقة آمنة وليس العكس الفرار إلى أبعد منطقة آمنة لاسيما خطورة الطريق والتكلفة المادية العالية!! .. إلا إذا كانت هنالك أهداف لمجموعات تغوص وسط النازحين وأسرهم كمواطنين عاديين بل ربما هي من أشارت إليهم بالذهاب إلى منطقة محددة وتكفلت ب مصاريف الرحلة لتجتاز إرتكازات الجيش دون مسائلة أوتشدد في مراجعة الهويات .. الحملات التي قامت بها القوات الأمنية أسفرت عن القبض على العشرات من الخلايا النائمة وشبه النائمة وأعداد كبيرة من الأجانب أحباش وجنوبيون ثبت تعاونهم مع المليشيا في معظم المناطق التي دخلوها .. توقف الحملات لأيام يمنح الخلايا فرصة الغوص والتمركز داخل المنطقة والإنتشار في الأحياء الطرفية .. تواجدهم في الأسواق وحول الميناء البري والأحياء الطرفية لاتخطئه العين الفاحصة فالغرباء تفضحهم تصرفاتهم ولهجاتهم وأسئلتهم المتكررة عن الأماكن والمواصلات .. إستمرارية الحملات الأمنية على أماكن تجمعات الخلايا في الأحياء والأسواق والمزارع يجعلهم في قبضة القوات الأمنية ويفشل مخططاتهم ونواياهم السوداء كقلوبهم .. الثغرة الأخرى ومصدر الخطورة على الولاية هي التعدين الأهلي أو العشوائي فمناطق التعدين أصبحت مرتعا خصبا لتجميع الخلايا والتنسيق فيما بينها ووضع الخطط إنتظارا لساعة الصفر ! .. فقبل وبعد الحرب توافدت أعداد كبيرة من كل الولايات بل حتى من خارج السودان بحجة التنقيب عن الذهب في ولاية نهر النيل والشمالية في ظل غياب الرقابة الحكومية واللوائح والقوانين التي تقنن هذا العمل حفاظا على أمن الولاية وثروات المنطقة .. كثيرون أبدوا إستغرابهم من ظهور مهن هامشية تدعوا إلى الريبة! وكذلك تجمعات مسائية لشباب من الوافدين في أسواق الأحياء والمقاهي والمطاعم وتحفظهم من التحدث بصوت عالي أو الإختلاط بأبناء المنطقة!! .. نعم الأمن مسؤولية الجميع لكن المواطن في وضع لايحسد عليه في ظل الإرتفاع الجنوني والمستمر لأسعار السلع الغذائية فصار البحث عن لقمة عيش لمن يعولهم يأخذ الحيز الأكبر من وقته وتفكيره كل صباح ..
الخلاصة:
غياب الحملات الأمنية وقلتها يجعلهم يكتسبون جرأة الظهور في العلن والتواجد بكثرة في الأماكن العامة والتجسس دون خوف.
أصحى ياجيش..
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.