حوارات وتحقيقات
رئيس تنسقية المحاميد: شيخ موسى هلال يقف مع مؤسسات الدولة السودانية
حميدتي لا ينتمي للوجدان الوطني
حوار- مزدلفة دكام:
عقب اندلاع حرب الخامس عشر من ابربل اتهامات كثيرة طالت قبيلة المحاميد لجهت انها حاضنة للمليشيا المتمردة الدعم السريع المحلولة وذلك علي خلفية التحول الذي تم ايام حكم النظام السابق بدمج قوات حرس الحدود مع الدعم السريع وتم تعين قائد لها المتمرد محمد حمدان دقلو بدلا عن الشيخ موسي هلال ولكشف كثير من الحقائق الحوار التالي مع رئيس التنسيقية العليا لابناء المحاميد بالسودان المهندس انور أحمد خاطر يوسف.
حدثنا عن تنسيقية المحاميد ومتي تم تكوينها؟
من ضمن الأسباب التي أدت إلى تكوين تنسيقية المحاميد، العداء المفرط الذي وجهه قادة مليشيا الدعم السريع تجاه المحاميد منذ العام ٢٠١٣ وتطور قائد المليشيا في عدائه لمجتمع المحاميد ووصل به إلى مرحلة الهجوم واجتياح باديتهم بمستريحة من قبل حميدتي وتنظيمه المؤتمر الوطني وقتها. ايضا واحد من ضمن الأسباب التي أدت إلى تكوين التنسيقية الموقف البائس الذي مارسته التنظيمات السياسية تجاه قضية المحاميد بعد تغيير نظام المؤتمر الوطني وانحياز تلك التنظيمات وكثير من النخب الاجتماعية وغيرها لقائد مليشيا الدعم السريع، فما ترتب من غزو مليشيا الدعم السريع وهجومها على مستريحة هو نفس الواقع والظرف الذي تمر به البلاد حاليا في تشابه كل الجرائم والممارسات من قتل واغتصاب ونهب وحصار ، والفرق فقط في الزمان والمكان، فالواقع المأزوم الذي فرضته علينا مليشيا المتمردة هو الذي حتم علينا تكوين التنسيقية في العام ١١/٣/٢٠٢٠ في ظروف صعبة وقاسية جدا إبان فترة اعتقال الشيخ موسى هلال، وأعقبت فترة التأسيس حملات اغتيالات لكثير من أبناء المحاميد وقتل بحجة ارتداء الكدمول و فقدنا عددا ليس بالقليل من الشباب بجانب اعتقالات واسعة لأعضاء التنسيقية شملت كل مجتمع التنسيقية.
كم عدد المستنفرين من أبنائكم وهل تم الحاقهم بالخطوط الأمامية مع الجيش؟
فلنتفق أن أي شخص يمتلك وطنا ويحس بالانتماء الحقيقي اليه يكون جنديا ومستنفرا في كل الأزمنة والأوقات ليمنع وقوع الحرب من الاصل وليس مستنفرا في حالات الحرب فقط فالدور الوطني فرض علينا كمحاميد بالدخول الي الفرق منذ اليوم الاولي للحرب وتمسكنا بالقوات المسلحة وانتماء مجموعات كبيرة منهم الي وحدة حرس الحدود لا يحتاج الي استنفار بل يحتاج الي الدور الذي قدموا بدخولهم و ابلاغهم الفرق في دارفور وحتي في الخرطوم من اول يوم للحرب كانوا سبقوا حملات الاستنفار لأنهم يعرفون جيدا واجبهم اتجاه الوطن كقوات حرس حدود، ونسبة المحاميد في قوات حرس الحدود لاتقل عن ٧٥% إلى أن اجبرهم الرئيس الأسبق البشير ووزير دفاعة ابن عوف بالانضمام إلى مليشيا الدعم السريع مكرهين وكل المنتمين إلى حرس الحدود بلغوا الفرق والحاميات في دارفور من أول يوم للحرب يوم ١٥/ابريل/٢٠٢٣ يقاتلون جنبا الى جنب مع القوات المسلحة، والآن مجموعات كبيرة جدا في الجبهات الأمامية تقاتل مع القوات المسلحة وعملية تحييد مليشيا دقلو وخروجها من الحرب مربوطة بدور قوات حرس الحدود.
هناك اتهام بأن قبيلة المحاميد شكلت حاضنة من حواضن الدعم السريع في بدايات الحرب بحجة أنهم أبناء عمومة لقائد المليشيا والبعض يتحدث أن شيخ موسى هلال كان موقفه غير واضح إلا بعد أن تأكد من فشل انقلاب حميدتي ليعلن مساندته للجيش ما تعليقكم؟
دعينا نتفق أن حميدتي صنيعة النظام السابق تم تقديمه إلى الشعب السوداني ومن ثم تسويقه بما يكفي للناس والدولة فالمحاميد لم يكونوا في يوم من الأيام حاضنة له ولكن من صنع حميدتي هو من قام بخلق التفاف المجتمع وتجييشه حول قيادة المليشيا وعمل على ترويض القبائل حتى تكون حواضن اجتماعية له من داخل الحدود وخارجها، ولم تكن قبيلة المحاميد حاضنة ابدا للتمرد لكن تقوية الدعم السريع وتعزيزه بقوات حرس الحدود الذي يمثل المنتمئين اليه من أبناء المحاميد بعد أن تم ضمها من قبل الرئيس السابق هي من أعطت الانطباع ورسمت الصورة الذهنية المتداولة لدى كثير من المراقبين والمهتمين بالشأن العام أن المحاميد هم حاضنة اجتماعية لكن العكس تماما أن قبيلة المحاميد في مواجهات وصراع مع مليشيا الدعم منذ تأسيسها ٢٠١٣ ومجتمع المحاميد أول من تصدي إلى جرائم قيادة المليشيا وممارساتها وقيادة المليشيا هي من هاجمت وقتلت أبناء المحاميد في الدبة في ٢٠١٧ وفي نفس العام تم الهجوم على مستريحة والعالم كله والسودان يشهد على ذلك بجانب تواطؤ قيادات التنظيمات السياسية وبعض القيادات الاجتماعية والدولة في وقتها مع قائد التمرد والمليشيا والمحاميد لديهم موقف واضح اتجاه المليشيا وقادتها سابق لموقف الدولة شعبا وحكومة ولم نكن ولن نكون حاضنه لقائد المليشيا المتمرد.
أما بالنسبة لشيخ موسى كزعيم للقبيلة له مواقف واضحة تجاه مليشيا الدعم السريع منذو تكوينها عندما صرح في ٢٠١٤ لن أعمل تحت حميدتي عسكريا ولن انضم إلى دقلو إداريا، وعلي سبيل المثال وليس الحصر هنالك مبادرات وطنية كثيرة ساهم فيها شيخ موسى هلال بعد خروجه من السجن ورفض فيها الدور الذي تلعبه قيادة مليشيا الدعم السريع في شؤون البلاد وأيضا رفض الاتفاق الإطاري بصورة واضحة وصريحة، وقال لن نسمح بأن تختطف البلاد من قبل شلة ومجموعة صغيرة من الناس، فهل يعقل أن الرجل الذي رفض التعامل والعمل مع مليشيا الدعم السريع عندما كانت مسنودة بالنظام السابق ووصل معها إلى حد المواجهة و ايضا رفض التقارب معها عندما كان قائد المليشيا يتحكم بنسبة كبيرة في شؤون البلاد بعد تغيير نظام المؤتمر الوطني أن يعمل أو يتقارب مع قائد متمرد الحق الضرر بالبلاد والعباد؟ لايوجد منطق أن يتقبل أو يستوعب العقل تلك الافتراءات التي تصر علي تعامل وتقارب شيخ موسى هلال مع المتمرد حميدتي الرجل يشك في وطنية حميدتي ويؤكد عدم انتماءه للوجدان الوطني بمعرفته لتاريخه فهناك جملة من الأسباب والمبررات التي تجعل موسى هلال لايلتقي بحميدتي ودائما في حالة تقاطع معه.
وموقف الشيخ موسى هلال مع الوطن ومؤسسات الدولة أتى نتيجة انتماءه الوجداني والروحي للوطن وتعلقه بمبادئه ومسؤليته الاخلاقية تجاه الوطن، وهنالك دور سياسي واجتماعي وعسكري كبير وحاسم سيقدمه شيخ موسى لاستعادة الوطن من اختطافه من التمرد واستقرار المنطقة.
هل مازال هناك محاميد يقاتلون في صفوف المليشيا المتمردة؟
نعم وعلينا أن نتفهم جيدا أن لا نربط وجود اشخاص من القبيلة الفلانية ومواقفهم داخل صفوف المليشيا بالقبيلة كلها وبمشروع التمرد الذي قاده قائد المليشيا ضد الوطن والشعب السوداني أي ربط للقبائل بالمليشيا المتمردة يعزز مواقف المليشيا وقد يؤدي إلى خلق فجوة اجتماعية تصعب استقرار البلاد في المستقبل وايضا هذه القبائل ضمن المجتمع السودان وتنتمي إلى الوطن، علينا أن نفك ارتباط قائد التمرد من القبائل ونخلصها من تورطها في الحرب ضد الوطن وألا نترك له القبائل والمجتمع السوداني ليحس بالشرعية، كما أن شأن المحاميد شأن بقية القبائل السودانية الأخرى المتواجدة في صفوف الدعم السريع وذكرت جملة من الأسباب التي جعلت بعض المنتمين لقبيلة المحاميد متواجدين في صفوف المليشيا وتواجدهم يمثل قناعاتم الشخصية وليست قناعات القبيلة ولم يكن ذلك بتوجيه من القبيلة هو فقط رأي وتقديرات لأشخاص ليس إلا.
حدثناعن أبرز مخرجات مقابلتكم مع رئيس مجلس السيادة؟
من أبرز تلك المخرجات ذلك الإدراك والوعي الذي يتعامل به رئيس مجلس السيادة في مواجهة التمرد من جهة وتصميمه للخطاب الذي منع تجريم القبائل والمجتعات وعدم توريط القبائل في مشروع عيال دقلو وذلك لفهمه لطبيعة المنطقة وتداخلاتها وتقطعاتها القبلية والاجتماعية وذلك ساعد رئيس مجلس السيادة في إدارة المعركة بشقيها الاجتماعي والعسكري، وتعاطيه مع الخطاب أثناء هذه الحرب ساهم في توحيد الوجدان السودان وتوحيد الشعب السوداني ضد مليشيا عيال دقلو، كما أن هذا الخطاب المطروح من قبل رئيس مجلس السيادة الملئ بالاحترام للشعب السوداني ويهم باستعادة كرامة المواطن السوداني وظهرت نتائجه بالتفاف الشعب السوداني حول القائد العام للقوات المسلحة وستظهر ايضا بعد انتهاء الحرب وسيقود إلى تقارب مجتمعات وقبائل أهل السودان، كما أن رفضه وعدم توزيعه التهم للمكونات الاجتماعية والقبائل السودانية، وأبدى استعداده لمساعدة التنسيقية لتحييد مجتمعها والخروج من مشروع عيال دقلو والخروج من عملية التآمر الكبير الذي تديره عصبة عيال دقلو ضد الوطن.
ماهي التحديات التي تواجه التنسيقية وكيف تري الحلول؟
نعم هنالك تحديات كبيرة ستواجه التنسيقية وذلك نتيجة اختطاف معظم القيادات الاجتماعية والإدارة الأهلية واصطفافها مع مليشيا الدعم السريع، الرهان كبير على التنسيقية أن تلعب دور اجتماعي وسياسي وعسكري نتيجة الفراغ الذي احدثته التنظيمات السياسية والقيادات الاجتماعية والإدارة الأهلية في ظروف مفصلية ودقيقة بانضمامها إلى مليشيا الدعم السريع المتمردة، هذا الفراغ ضاعف مسؤوليات التنسيقية والأدوار التي يمكن أن تبرزها محتاج إلى تنسيق مع الحكومة.