منوعات وفنون
محمد رشاد: نغزة فى القلب ونقرة فى الروح
بقلم/ حسام البر:
اللهفة.. تلك النغزة فى القلب والنقرة فى الروح تغمرك وانت تشاهد أعمال محمد رشاد..طعم طازج..كأنه اجتماع كل المذاقات فى فاكهه واحدة ليست على الأرض ولا تعرف اسمها وتعجز عن وصفها.. والنتيجة لا تعرف تقعد ولا تقوم.
أطلق المخرج والسينارست الشاب محمد رشاد فى سنوات مابعد الثورة عدة أعمال متميزة والمفارقة انها خرجت للناس في أكثر ايام البلاد صعوبة وهذا وحده سبب كافى يجعل المبدعين يحجمون عن تقديم الجديد الا ان رشاد اثبت قاعدتين أساسيتين من قواعد الحياة.. الأولى..أن الموهبة الحقيقية والخيال الأصيل يعثران على طريقهما الخاص دائما مهما كانت الظروف.. إذ ان المشكلة الحقيقية دائما لم تكن فى الظروف بقدر ما انها فى خيانة الناس سرا لاحلامهم.. فى استعدادهم النفسى للتخلى عنها ورميها وراء الباب عند أول عقبة.. والثانية ان القدرات المعرفية التى تنتج عن لقاح الذاكرة والخيال ( الماضى والمستقبل).. هى ملاك الأمر كله فهى وحدها ما يضمن للمبدع تطور واستمرارية تجربته ونموها وريادتها لافاق لم تكن فى حسبانه.
يتميز رشاد ببراعة كبيرة فى صناعة الطلة فهو يعرف جيدا كيف يصنع على الشاشة طلة (تجنن خلق الله) بموهبته اولا فى اختيار الفريق العامل معه ثم ببراعته ثانيا فى إخراج توليفته الخاصة التى يجمع فيها بين الكلمات والموسيقى والأداء ثم ينظمها جميعا فى مشهد آسر – يشحتف الروح – كل ذلك يجعل شاشة اعماله تتسم بشاعرية عالية.. الا ان ليس هذا وحده مايصنع أهمية أعمال رشاد ففى تقديرى أن اهميتها تتجاوز قيمتها الجمالية إلى مستوى آخر.. فهى تساهم فى تأسيس افق سودانى جديد في صناعة المحتوى الفنى والاعلانى والاعلامى والاهم من ذلك انها تطور شروط ومعايير جديدة للعمل داخل هذا الحقل.. فالفكرة عنده تجلس على عرشها ويتم توظيف كل التفاصيل الاخرى داخل الكادر لصالح خدمة الفكرة وتحضرنى هنا تجربة المخرج والمنتج المصرى طارق نور.
التي عندما انطلقت فى وقتها من منصة الاعلانات التجارية شكلت فتحا جديدا فى التجربة التراكمية للإنتاج الاعلامى المصرى وهو فتح مدعوم بكل الأرث الفنى المصرى وقدراته وإمكانياته ورغم ضخامة تجربة طارق نور الا اننا يمكن أن نجد في تجربة رشاد بعض التقاطعات التى تجمعها بتجربة نور وفى ذات الوقت تكشف تجربة رشاد التى مازالت في تخلقاتها الاولية عن تماسك واصالة في الأفكار والطرح لم تتمكن المؤثرات التجارية من اجتياحه.
(خلطة رشاد) الإبداعية الخاصة تظهر فى اعماله كبصمة فريدة يميزها الجمهور حتى قبل أن يقرا توقيعه عليها وهى تتميز ببقاء شئ منها فيك بعد أن تفرغ من مشاهدتها.. شئ يصطحبك( كونس) خاص.. يحدث هذا فى جميع اعماله سواء كانت فنية خالصة او اعلانات تجارية كأنه يستبطن قول ابن عربى (معرفة لا تتنوع لا يعول عليها).. وكثيرا ما يجد الجمهور نفسه يردد عفو الخاطر كلمات اعماله خاصة فى رمضان الفائت يحدث هذا بفضل مهارته فى صناعة “البراند ” إلى جانب براعته أيضا فى صناعة وتقديم النجوم.. شكرا رشاد.وفريقه، المبدع اسامه جامبو، هبة محمد، محمد عبد الماجد، روبى، على عيدية فديو ” العيد شوفه “.. شكرا على كل هذا الفرح النادر فى زمن الترح.