بشرى الصائم:
بربر مدينة يعود تاريخها للعصر المروي وهي المدينة التجارية الأولى بالسودان ابان فترة العهد التركي بحكم موقعا كمركز تجاري للقوافل يربط مابين مصر، والحجاز، وحضرموت والمدن الداخلية شندي، دنقلا، الفاشر، ليمتد الطريق التجاري حتى غرب افريقيا للتجارة ونقل حجاج غرب افريقيا، إدارياً كانت عاصمة لإقليم بربر الممتد من حدود دنقلا وحتى حدود الخرطوم .
الآن يتم اعتداء جائر على تاريخها وتاريخ السودان المجيد من قبل هئية السودانية للبريد (سودابوست) بإعتدئها على مكتب بريد وبرق بربر وتغير الغرض وتحويل مبانيها بحدودها التاريخية لأثر من آثار السودان يمتد عمره لما فوق المائتي عام لمكاتب تجارية وأسواق، مخالفين بذلك قانون الآثار لسنة 1999م الناص على تعريف الآثر” يقصد أي شيء خلفته الحضارات أو تركته الأجيال السابقة مما يكشف عنه أو يعثر عليه، سواءاً كان ثابتاً أو منقولاً، مما يرجع تاريخه إلى مائة عام”.
إليكم التاريخ الممتد لمكتب بريد وبرق بربر المراد محوه مثلما فقدنا بالإزالة المنصة التاريخة والتي وقف عليها اللورد كتشنر مستعرضا جيشه في العام 1898م أمام نفس الموقع الحالي المراد الإعتداء عليه مما نعتبر تعدياً جائراً آخر على اثار البلاد لن نسمح بتكراره.
إليكم تاريخاً موجزاً عن مكتب بريد وبرق بربر التارخي.
عام 1821م أنشىء مكتب بريد بربر”المخريف” كثاني مكتب بريد بعد سواكن بالسودان
عام1869م ادخلت خدمة البرق إلى جانب البريد في عهد ابن بربر محمد راسخ بك مدير مديرية الخرطوم.
عام 1884م انتقل مكتب بريد بربر لمنزل ابن بربر عبدالغفار الضوي بمدينة بربر.
عام 1898م انتقل مكتب البريد إلى “القروية” محكمة ناظر الميرفاب “ايوبيه عبدالماجد” .
مارس 1898م صدر أول طابع بريد سوداني بمكتب بريد وبرق بربر وقام بتصميمه الكولونيل البريطاني “انستانتون” الضابط بجيش كتشنرواضعاً عليه رسم لساعي البريد ممتطياً ظهر الجمل كتب عليه “بربر/الخرطوم” ومن سعاه البريد المشهورين في العهد التركي شاعر بربر” إبراهيم الفراش”.
عام 1927م انتقل مكتب البريد والبرق إلى موقعه الحالي.
عام 1955م أول مفتش بريد وبرق تم سودنته ابن بربر الحاج صالح ثابت شيخ الطريقة التجانية بربر
أول مارس 1998م احتفلت البلاد بالعيد المئوي للبريد والبرق بمكتب البريد والبرق الحالي ويعتبر طابع البريد واحداً من رموز السيادة السودانية ( العلم، السلام الجمهوري، طابع البريد، العملة ).
هذا تاريخ وارث لن نسمح بالتعدي عليه أو اندثاره مقابل حفنة من المال تدخل لخزانة (سودابوست) لذا نرفق مع هذا المقال صورة لعريضتنا المقدمة لوكيل نيابة بربر طالبين فيها بالحفاظ على آثر تاريخي من آثار بلادنا وايقاف التعدي عليه وفقا لنص قانون الآثار السوداني لسنة 1999م، وستكون العريضة مفتوحة للتوقيع عليها من أبناء الوطن الغيورين على ارث وتاريخ بلادهم .
نص عريضة الدعوى الجنائية
لدى نيابة بربر
فيما بين
البشرى الصائم مصطفى علي وآخرين / شاكين
ضد
الشركة السودانية للبريد (سودابوست) / مشكو ضدها
الموضوع: عريضة دعوى جنائية
السيد/ وكيل النيابة
الموقر
ببالغ الاحترام والتقدير ونيابة عن الشاكين المذكورين عاليه التمس من سيادتكم قيد دعوى جنائية في مواجهة الشركة المشكو ضدها لما يلى من أسباب:
1. الشاكيين هم مجموعة من مواطنين مدينة بربر بالميلاد.
2. قامت المشكو ضدها بتحويل الغرض للمبنى التاريخي (البوستة سابقا) إلى مكاتب وأسواق تجارية كان مؤداه هدم ملك للدولة وإزالة لموقع وأثر تاريخي مسجل بالهيئة السودانية للآثار ويمثل تراثا لأهل بربر والسودان قاطبة ويرجع تاريخه لأكثر من (97) عاماً.
3. مبنى البوستة موضوع هذه العريضة خلقته الحضارات وتركته الأجيال السابقة ويعد أثر تاريخي تستوجب المسؤولية الوطنية للشاكين وغيرهم من أبناء الوطن حتمية حفظه وصيانته من التغول عليه من أي جهة إعتبارية كانت أو كائناً من كان تسول له نفسه إزالتها أو تغيير ملامحها.
عليه ولما تقدم نلتمس فتح دعوى جنائية في مواجهة المشكو ضدها تحت نص المواد المقترحة (6) و (8) من قانون حماية الآثار لسنة 1999م وأي مواد آخرى ترونها مناسبة.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
مرفقات:
– صورة من قانون حماية الآثار لسنة 1999.
– مقال بعنوان (سودابوست تعتدى على آثارنا).
– ملخص تاريخي لمكتب بريد وبرق بربر.
– كشف باسماء الشاكين.
علاء الدين عبدالعظيم غندور
المحامي – بربر
