مقالات

لماذا تستمعون لعنطيز..؟

علي عسكوري:

سألنى أحد أصدقائي عن رأيي في خطاب المليشي المجرم حميدتي، قلت له أنا شخص يحترم نفسه ولا يمكن أن أجلس لاستمع لمجرم جاهل..! هل بلغ بي الشطط وعدم احترام الذات إلى هذا الدرك لاتابع واسمتع لمجرم لا يكاد يفك الحرف..هل يعقل أن افعل ذلك؟ لماذا امنحه حق الاستماع لغثائه وخطرفاته التافهه؟.

مثل هذا المجرم لا يجب الاستماع له نهائيا، بل الصحيح تجاهله تماما والتركيز على دعم القوات المسلحة والقوات الخاصة لجهاز الأمن والقوات المشتركة والمستنفرين لحسمه وحسم اللصوص وقطاع الطرق وغيرهم من المجرمين السفلة وكنسهم لمزبلة التاريخ.

حقيقة استغرب أن يهتم الناس خاصة المستنيرين للاستماع لهذا العنطيز ومن معه من عناطيز (كما يسميهم أهل المغرب) هل انحط مستوى الوعي العام عندنا للاستماع لعنطيز جهلول وإن وجدنا عذرا للبسطاء وعامة الناس، كيف نجد عذرا للمستنيرين الذين دلقوا احبارا كثيرة تشريحا وتحليلا في هرجلة عنطيز جهلول.

هل فقد المستنيرون والكتاب احترامهم لأنفسهم حتى يجلسوا القرفصاء يستمعون للغثاء المنهمر من مجرم لم يبلغ إجرامه شخص من قبل.. هل انحط وعينا فأصبحنا نهتم ونكترث لما يقول جهلاء المجرمين، وفيما نعلم فليس كل المجرمين جهلاء، أما عنطيز المليشيا هذا فقد جمع بين أسوأ صفتين الجهل والإجرام بلا حدود. هذا مجرم قتل وشرد شعب بأكلمه ودمر بلادنا وما أبقى، أفبعد كل ذلك أجلس لاستمع لغثائه المنحط.

ليس من عادتي الشماتة في الآخرين لكن بصراحة انتابتني حالة من الشماتة في كل من جلس ليستمع للعنطيز وهو يسهل على رؤوس الناس.

إن المشكلة ليست في العنطيز، بل في أولئك الذين لهم قابلية تحمل إسهال العنظيز على رؤوسهم.

المؤسف وما يستحق الرثاء أكثر أؤلئك الذين ذهبوا يدبجون المقالات والتحليلات ومحاولة قراءة الغثاء وتفسيره وما إلى ذلك. والله إنى لأرثي لحالهم. ولك أن تتخيل عزيزي القارىء أن آل قحت وتقدم ومن شاكلتهم عملوا ويعملون لتنصيب هذا العنطيز رئيسا على بلادنا..! من بين هؤلاء حملة الدكتوراة في مجالات مختلفة وبينهم أطباء ومهندسين وزراعيين وبياطرة واقتصاديين وكتاب وكل ألوان الطيف. لا يتردد هؤلاء من الظهور علنا على المنصات والقنوات للدفاع عن العنظيز وجرائمه، من بينهم أيضا أعضاء في الكتلة الديمقراطية (خاتف لونيين) ينافقون الجيش والشعب ويغازلون المليشيا ورهطها.
تلك هي مأساة وفجيعة بلادنا… وكما يقول المثل (القلم ما بزيل بلم).

بعد أن كان الكتاب يحللون أحاديث عبدالخالق محجوب، المحجوب، الأزهري، منصور خالد، الترابي جمال محمد أحمد وغيرهم من النواطير الوطنية، أصبحوا الآن يتنافسون لتحليل غثاء يدلقه فوقهم عنطيز جاهل.

ترى ماذا دهانا حتى انحطينا لهذا الدرك.! اللهم لا نسألك رد القضاء بل اللطف فيه.

إن إصلاح بلادنا يبدأ بتصحيح المفاهيم عند دعاة الاستنارة والمثقفين، ويجب التفريق بين من يستحق الاستماع له وتحليل ما يقول، وبين من يجب أخذه للمحاكمة واستئصال شأفة المجرمين الملتفين حوله.
وجدت من الصادم جدا أن يهتم عدد غير قليل من الكتاب بغثاء هذا العنطيز المجرم.
لمثل هذا ومن معه تشهر السيوف وتفتح قاعات المحاكم (بيرود).

هذه الأرض لنا
١١ أكتوبر ٢٠٢٤م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق