مقالات

الإطاري  أو الحرب

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

انقلاب المليشيا الأول خطط له منذ اغسطس 2022م وكان مقررا له فى فبراير 2023م

تم تأجيل التحرك الانقلابي بعد موافقة قيادة الجيش على الاتفاق الإطاري فى ديسمبر 2022م

حميدتى رجع من الجنينة بعد زيارة فولكر له ليعلن موافقته على الإطاري في 9 فبراير2023م

يوم 9 أبريل رفع عبد الرحيم دقلو التمام الأول  وأكد جاهزية قواته لاستلام السلطة

قوات المليشيا كان يمكن سحبها بمكالمة تلفونية ولا تستدعى سفر اللجنة إلى مروي كما قال خالد سلك

المدينة الرياضية لم تكن ضمن معسكرات المليشيا وتم إيجارها يوم 29 مارس 2023م من وزارة الشباب و الرياضة

عقد الإيجار ينص على استخدامها مساكن ويحظر استخدامها لأي غرض آخر

سردية الإطاري أو الحرب، أو أن الإطاري سبب الحرب، سرديتان مختلفتان، الأولى كما قالها أهل الحرية والتغيير مجموعة المركزى ( تقدم ) ، كان القصد منها اما التوقيع على الإطاري أو ستقع الحرب، وهو ما حدث، قال بذلك نفر من قيادات الحرية والتغيير ، ومنهم رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي الأستاذ بابكر فيصل متحدثا في الإفطار السنوي للتجمع في ١٣ أبريل 2023م أي قبل اندلاع الحرب بيومين ويحذر من حرب وشيكة بين الجيش والدعم السريع يخطط لها أنصار النظام البائد، وقال إن المخرج الوحيد للبلاد للخروج من هذا المأزق هو التوقيع على الاتفاق الإطاري والذي بدونه ستتجه البلاد نحو الحرب في ظل التشظي والانقسام الواقع في المؤسسة العسكرية.

وفي نفس التاريخ قال بذلك الاستاذ شوقى عبد العظيم ( لو بكرة مافى توقيع معناه البديل هو الحرب ) ، و كان الأستاذ محمد الفكي قد قال فى ندوة بطيبة برس بتاريخ 7 فبراير 2023م ، أكد على المضي قدماً في الاتفاق الإطاري، مؤكداً أنه لا بديل لهذا الاتفاق، محذراً من حرب أهلية لا تُبقي شيئاً في السودان، و قال بذلك الاستاذ كمال عمر بتاريخ 10 ابريل 2023م.

فى مقابلة مع الجزيرة مباشر، استمرت 40 دقيقة كرر سلك (دعونا نصحح التاريخ..) ، وقال الأستاذ خالد سلك في اللقاء انه كان شاهدا على اللحظات الأخيرة قبيل اندلاع القتال فى 15 أبريل 2023م ، و لا أرى حجة فى تلك الشهادة ، وهو يلوي عنق الحقيقة في محاولته تصحيح التاريخ كما زعم، وهى محاولة لإعادة الرواية بما ينسجم مع أكاذيب قائد المليشيا لا غير. رواية سلك جاءت مجافية للواقع وتفتقر للمنطق، هل يصدق عاقل أن هناك لجنة من ( الهادى إدريس و الشامي وعثمان عمليات)، مضطرة للسفر إلى مروى لسحب قوات المليشيا ، وأنهم فجرا تلقوا ما يفيد بحصار الجيش للمدينة الرياضية، و ما المشكلة فى ذلك ؟ ، تكتيكيا وعسكريا هذا حصار ( مطار مروي ) مقابل حصار (المدينة الرياضية) ، وبالطبع هذا لا يعنى أنه سيقود بالضرورة إلى اندلاع القتال ، ثم إن المدينة الرياضية ليست معسكرا مصرح به للمليشيا وليس معرفا بذلك.

دخلت قوات (الدعم السريع) للمدينة الرياضية يوم 6 أبريل 2023م بموجب عقد إيجار تم توقيعه بين وزارة الشباب والرياضة والدعم السريع يوم 29 مارس 2023م ، ودخلت أيضا إلى أرض المعسكرات بموجب ذات العقد المشار اليه، والعقد ينص على أن المليشيا ستستخدم مباني المدينة الرياضية مساكن فقط ويحظر استخدامها لأي غرض آخر ، هل يستدعي سحب المليشيا سفر هذه اللجنة إلى مروي ؟ و ماذا ستفعل هذه اللجنة ؟ هذه القوات كان يمكن سحبها بمكالمة تلفونية من عثمان عمليات ، أو من حميدتى أو عبد الرحيم أو أي من قادة المليشيا ، المماطلة كانت لكسب الوقت و التضليل مع اقتراب ساعة الصفر ،
حاصرت ما يزيد على مائة عربة مطار مروى منذ 13 أبريل 2023م ، وكان الفاصل بينها و بين قوات الجيش بضع عشرات الأمتار ، ولم تفتح عليها قوات الجيش النيران ، بينما بادأت المليشيا بإطلاق النار على قوات الجيش جوار المدينة الرياضية وهي لم تكن في وضعية القتال ، وهو ما عجل بفضح العدوان وأفشل اجتماع الساعة العاشرة وأربك الخطة التي كان يفترض أن تبدأ باعتقال القائد العام لحظة وصوله مكان الاجتماع.
خالد سلك على الأخص يعلم أن خطة الانقلاب كانت معدة للتنفيذ منذ فبراير 2023م، لكن موافقة قيادة الجيش على الإطاري ارجأت تنفيذ الانقلاب، كما أن الإمارات لم تكن جاهزة لتسويق الانقلاب إقليميا و دوليأ.
السبب في تراجع الجيش عن الإطاري هو توصيات ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي أجيزت و سلمت إلى فولكر في غياب ممثلي الجيش ، وهى توصيات لا يمكن لأي ضابط فى الجيش أن يوافق عليها، وكان من الطبيعى ألا يوافق الجيش على التوقيع على الاتفاق السياسي الذي أشار بوضوح إلى توصيات الورش الأربع بما فيها ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، وهى توصيات صممت لتفكيك الجيش وإحالة ( 2000 ) ضابط للمعاش ليحل محلهم (ضباط) المليشيا، وتشير التوصيات إلى تقاسم هيئة الأركان وأن يكون نائب رئيس هيئة الأركان من المليشيا وتقاسم قيادات الفرق العسكرية وعندما يكتمل الدمج بعد عشر سنوات يكون ( 80%) من الجيش من الدعم السريع.
حميدتي رجع من الجنينة، بعد زيارة فولكر له ، ليعلن موافقته على الإطاري فى 9 فبراير و لا أحد يستطيع التكهن بما جرى في لقاء الجنينة، ولكن يمكن استنتاج انه تلقى وعودا من فولكر ، استجاب على إثرها معلنا موافقته دون أي تحفظات ، و كان هذا سبب تأجيل انقلاب فبراير والذي كان مقررا أن يتم وحميدتي في الجنينة.

الاتفاق الإطاري حدد ( إطارا ) ، وخطوط عامة كانت ستفصل فى الاتفاق السياسي ، وفيه إشارة واضحة للإلتزام بدستور تسييرية نقابة المحامين، لم تعلن مسودة الاتفاق السياسي والذي كان مقررا التوقيع عليه في 6 أبريل، وتم تأجيله إلى 10 أبريل، ولذلك فلا عبرة بالاتفاق الإطاري،
يوم 9 أبريل رفع عبدالرحيم دقلو التمام وأكد جاهزية قواته لاستلام السلطة، عبدالرحيم اجتمع يوم 10 أبريل مع حلفاؤه فى الإطاري وأبلغهم بأن الأوضاع وصلت إلى نقطة اللاعودة وأن الدعم السريع سيستلم السلطة. وقال لذات المجموعة يوم 14 أبريل إنهم جاهزون للتنفيذ، وقال ساعات و(نسلمكم البرهان مكتف) ، فماذا قال هؤلاء؟
نقول للأستاذ خالد سلك، وأنت الشاهد، هل لديك علم بالمفاوضات التي جرت في مروي يومي 13 و 14 أبريل، ووصلت لاتفاق تعهد بموجبه حميدتي شخصيا بسحب قواته من مروى يوم 14 أبريل قبل الساعة الخامسة مساءا، وبدلا من ذلك وصلت إلى مروى (40) عربة إضافية، أنت شاهد شاف كل حاجة وإذا نسيت، أو تناسيت يمكنك أن تستعين بالأستاذ طه إسحق المحامي فهو أيضا شاهد وشاف كل حاجة.
15 أكتوبر 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق