مقالات

فى الجزيرة نزرع (حزنا)

حد السيف

محمد الصادق:

عندما زار الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادى ولايتى كسلا والقضارف القى كلمة أسعدت كل الشعب الملتف حول الجيش السودانى البطل حينما قال انه إعتبارا من اليوم سينطلق الجيش الى الامام بدون رجعة للوراء وبإذن الله يصل إلى ولايات دارفور وسيكون فى حالة هجوم وليس دفاع . وكان ذلك الحديث القوى الواضح للبرهان بمثابة فك اللجام وتقدم الجيش فى كل محاور وميادين القتال . وعقب الحديث المبشر للقائد العام توقع الجميع أن ينطلق الجيش من كل حدب وصوب نحو الجزيرة الخضراء التى إستباحت مليشيات الجنجويد أكثر من مائة قرية من قراها الآمنة وإرتكبوا فيها جرائم القتل والنهب والإغتصاب . وإنقطعت عنها خدمات الإتصال والأنترنت ولا تزال حتى الآن تعيش المذلة والمهانة والقتل والسحل بلا رحمة وبلا وازع من ضمير .
نعم نحن ظللنا وسنظل إلى أن يرث الله الأرض وما عليها نقف خلف قواتنا المسلحة داعمين ومساندين لها فى كل المواقف والظروف . ولكن بنفس القدر نريد للجيش أن يكون أكثر إيقاعا للدفاع عن أهلنا فى الجزيرة. لن نصمت عند أية تقصير وأرض الجزيرة تستباح وتنتهك دون أن نشهد الجيوش فى سوبا والمسيد والكاملين وود مدنى وسنار والدمازين وكسلا والقضارف وخلافهم تتحرك لنجدة قرى الجزيرة ؟ ولماذا هذا التمترس ولماذا حتى الآن تبقى الجزيرة بلا إغاثة وهى تستغيث وتنتحب ؟ ولماذا لا نسمع تصريحا رسميا حول ما يدور فى قرى الجزيرة رغم التوجيهات المباشرة من القائد الملهم الفريق البرهان ؟ إنها اسئلة تنتظر من يجيب عليها وتؤرق مضاجع الجميع . وللأسف الشديد وصلنا إلى مرحلة بدلا من أن يتغنى فيها اهل الجزيرة الخضراء ويرددون .
فى الجزيرة نزرع قطنا
نزرع نتيرب نحقق آمالنا
بدلا من ذلك أضحى لسان حال أهل الجزيرة يردد .
فى الجزيرة نزرع ( حزنا )
نزرع آهاتنا ونزرع ( ألمنا )
وبالامس القريب تابعت تقريرا لمنظمة أطباء حول العالم تقول فيه . أن ستة محليات من اصل ثمانية تضررت بسبب هجوم الدعم السريع عدا محليتى المناقل التى نسمع أن الجنجويد يحشدون قواتهم لمهاجمتها والقرشى . وأشار التقرير إلى أن اللذين قتلوا ( ١٦٦ ) منهم أربعة أطفال وبلغ عدد المصابين ( ١٨٠٠ ) بينما المفقودين ( ٥٣ ) ورصدت سبعة حالات إغتصاب ووفاة أطفال بسوء التغذية إضافة لفقدان الأموال ومخزون المحاصيل وكل ما يملكون .
0 إنه لأمر محزن أن تظل دماء أهلنا فى الجزيرة نازفة والموت يحاصر قراها من كل ناحية دون أن نسمع بقوة واحدة من الجيش تحركت لدرء المخاطر عنهم عدا الطلعات الجوية للطيران الذى يضرب بعض مواقع المليشيا فى ود مدنى . وفى تقديرى آن الأوان لأبناء الجزيرة أن يتجاوزوا مرحلة الكلام والصمت والحيرة ويوحدوا صفوفهم ويجمعون الشباب لنفرات شعبية ليدافعوا عن أرضهم ومالهم وعرضهم وليت قيادة المنطقة تقوم بتسليح القادرين على حمل السلاح . ولابد من المساءلة لماذا لم يتحرك الجيش إلى بعض تلك القرى رغم توجيهات القائد العام الذى ظل يتجول من ولاية لأخرى لبث الروح لدى جنوده الأبطال . وعليه لابد من تحقيق عاجل عن عدم تحرك الجيش حتى امس الأول لحماية المواطنين العزل اللذين كأن لسان حالهم يقول:
حلفتك يا قلبى الخانك
تخونو ..
والناكر غرامك أوعك يوم
تصونو ..
زى ما بكى عيني بكى لى
عيونو ..
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق