مقالات

حجر “الفيتو الروسي” يهز سكون بحيرة السودان؟!

عين علي الحرب

الجميل الفاضل:

بعد أن بات السودان قاب قوسين أو أدني من أن يصبح مسرحا من مسارح حرب الأفيال الكونية الكبري.
تلك الحرب التي يبدو أنها في طريقها لأن تتمدد الي أنحاء أخري داخل القارة العجوز وخارجها، خاصة بعد تهديد الرئيس بوتين للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الدولتان اللتان زودتا اوكرانيا بصواريخ “أتاكمز” الامريكية، و”ستورم شادو” البريطانية، التي يقول الكرملين أن كييف أطلقت زخات منها الاسبوع الماضي بالفعل علي مواقع داخل الأراضي الروسية.
وبالمقابل كان الرئيس الروسي قد قال: “من حقنا أن نستعمل أسلحتنا لاستهداف المنشآت العسكرية التي تسمح باستهداف منشآتنا العسكرية بهذا النوع من الأسلحة”.
بل إن بوتين أعرب في وقت سابق عن نية بلاده تسليح خصوم الغرب إذ سمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بالصواريخ الغربية بعيدة المدي”.
وبالتأكيد فإن ضرب اوكرانيا لمواقع داخل روسيا الثلاثاء الماضي، بصواريخ امريكية وبريطانية بعيدة المدي، يعد تجاوزا لكافة خطوط موسكو الحمراء، وبالتالي فإن روسيا ربما تمضي الي إنفاذ تهديداتها بتوسيع نطاق الحرب من خلال تسليحها لخصوم الغرب علي مستوي العالم.
ولهذا فإن الغرب ربما ينظر إلي “الفيتو الروسي” الذي اعتبرت حكومة الأمر الواقع ببورتسودان، أنه قد جاء لصالحها، باعتباره عربونا روسيا، يجب اخذ ما يمكن أن يترتب عليه من تطورات لاحقة محتملة، من شأنها أن تنعكس علي العلاقات والأوضاع بالسودان ذو الموقع “الجيو استراتيجي” الخطير والمميز، مأخذ الجد.
حيث المح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي لما يتوقع أن يحدث عقب سقوط مشروع بلاده بالفيتو الروسي بقوله: “لن نتوقف عن التعاون مع شركائنا في افريقيا وحول العالم من أجل المساهمة في حماية المدنيين في السودان”.
إذ يعتقد علي نطاق واسع أن الدول الغربية ستسعي لإقناع الاتحاد الافريقي بتفعيل المادة الرابعة من ميثاقه التي تسمح له بالتدخل في أي دولة عضو حال حدوث جرائم حرب أو جرائم ضد الانسانية، دون الحاجة للرجوع الي مجلس الأمن الدولي.
كما ترجح دوائر مختلفة، أن تلعب الهيئة الحكومية للتنمية في افريقيا “ايغاد”، دورا بارزا في مشروع حماية المدنيين الذي تتبناه الدول الغربية الكبري، عبر تأسيس آلية طؤاري للسلام والأمن تعمل تحت إشراف اللجنة الرئاسية المؤقتة للاتحاد التي يترأسها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وتحت الإدارة المباشرة لآلية الاتحاد الافريقي الموسعة.
يذكر أن “ايغاد” كانت قد طرحت في مايو من العام الماضي آلية لوقف إطلاق النار تتضمن سحب قوات الطرفين المتقاتلين الي نقاط تجمع تبعد نحو 50 كيلو مترا خارج المدن في مناطق النزاع، مع نشر قوات أفريقية لحماية المواقع الاستراتيجية بهذه المناطق.
المهم يبدو أن الفيتو الروسي قد سقط كحجر ضخم علي بحيرة احداث السودان المنسية او الساكنة، فحرك مياهها علي نحو مفاجيء للغاية.
ولعل ما كشف عنه كاميرون هدسون الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن عقب زيارته لبورتسودان ولقائه قائد الجيش البرهان، من خلال منشور بثه علي حسابه الرسمي في منصة “x” دليل علي ذلك حيث قال هدسون: “قضيت اسبوع بالسودان خرجت من خلاله بانطباع مختلف تماما، علي الاقل من جانب القوات المسلحة، وسمعت عن حاجة واضحة جدا لإنهاء الحرب، وان هذه الحرب ستنتهي دون منتصر واضح، وأن هناك استعدادا، وحتي توقعا للتفاوض علي نهايتها مع قوات الدعم السريع”.
بما يفسر كيف أن تطورات مهمة جرت علي الواقع الميداني للحرب، أدت لتغير كبير طرأ مؤخرا علي خارطة تموضع قوات الطرفين المتقاتلين، دون وقوع معارك مباشرة تذكر، علي الأرض في ذات الوقت.
وكان ”راديو دبنقا” قد نسب لمصدر دبلوماسي فضل حجب هويته، قوله: بأن هنالك مفاجأة قادمة في الطريق، ولم يستبعد المصدر أن تكون هنالك محادثات سرية لدفع أطراف القتال للجلوس للتفاوض، وقال إنَّ اشارات هدسون يجب اخذها في الاعتبار.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق