مقالات

علماء المستقبل العرب

كتب- خالد الفكي سليمان:

تشهد المنطقة العربية تحديات متعددة وذلك بسبب المتغيرات على المستويات الإقليمية والدولية مما يفرز صراعات متجددة تتعلق بالهوية والثقافة العربية الأمر الذي يتطلب العمل بفكر استراتيجي لإعداد علماء المستقبل بالوطن العربي منوط بهم التزود بالمعرفة العميقة والعلم الراسخ لوضع خارطة تحفظ مكتسبات وموارد المنطقة العربية.
دون شك فإن العمل على هذا الأمر يتطلب جهودًا مُتعددة ومستمرة في مختلف المجالات التالية بغية الوصول للغايات، وفى تقديري فإن الاهتمام بمحور التربية والتعليم أولى البوابات لتعزيز التعليم الأساسي والمتوسط في العلوم الرياضية.

كما أنه لابد من تطوير مناهج تعليمية حديثة تشجع على التفكير النقدي والابتكار، وتوفير فرص للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد ودعم البرامج التعليمية للطلاب الموهوبين.
الدفاع عن الحضارات والهوية والولوج في أعماق أمهات العلوم التطبيقية والإنسانية يحتاج بشدة لسبر أغوار البحث العلمي وليس تطوير وامتلاك منظومة وترسانة مسلحة، لذا أرى ضرورة إنشاء مراكز أبحاث متقدمة في الجامعات والهيئات البحثية وتوفير التمويل للبحوث العلمية والتقنية وتشجيع التعاون البحثي الدولي ونشر النتائج البحثية في مجلات علمية محكمة.

المضى فى طريق إعداد علماء المستقبل يتطلب رؤية إستراتيجية وفكر ثاقب من خلال الاستفادة من مدهشات التكنولوجيا والابتكار، حيث من الأهمية بمكان إنشاء مكاتب تقنية وابتكار في الجامعات والشركات، دعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، تنظيم مسابقات لتحفيز الابتكار والاختراع، توفير فرص للتدريب على التكنولوجيا الحديثة.
مقتضيات علينا النظر فيها عميقاً والتأمل فى كيفية فتح نوافذ الأمل وروح التحفيز من خلال الدعم والمساندة بتوفير منح دراسية للطلاب الموهوبين، ودعم البحث العلمي من خلال المنح والتمويل ، وتشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتوفير فرص للتدريب والاستشارة.

فى تقديري إن التوعية والتحفيز تعتبر مدُخلاً صحيحاً لتحقيق غايات الأمة العظيمة وعليه نحتاج لتنظيم حملات توعية حول أهمية العلوم والبحث، وتشجيع الشباب على المشاركة في الفعاليات العلمية، مع تقديم برامج تلفزيونية واذاعية تعليمية، بجانب إنشاء مواقع إلكترونية تعليمية وثقافية.
كما أن أمر إعداد إجيال من علماء العرب يرتكز بشكل رئيس على الاستراتيجيات الوطنية، بوضع خطط استراتيجية وطنية للتعليم والبحث، وإنشاء وزارات أو هيئات متخصصة في العلوم والبحث، فضلاً عن تشجيع الاستثمار في البحث والتنمية، وأهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث.
وكما للحكومات أدوار نجد أن الدور الأكبر والأعظم يجب أن يتحمله المجتمع لكونه أرضية صلبة وقاعدة متينة ينطلق منها أولئك العلماء لذا لابد من تشجيع العائلات على دعم التعليم العلمي، ودعم المدارس والجامعات من قبل المجتمع، وتنظيم فعاليات علمية وثقافية في المجتمع، بجانب تشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة العلمية.
وبالضرورة فإن منهجاً مثل هذا يواجه تحديات قد تتمثل فى نقص التمويل، وقلة الكفاءات البشرية، بجانب المنافسة العالمية فى ظل تغييرات تكولوجية متسارعة.
ولكنه بالنظر إلى الجانب المملؤ من الكوب نجد فرصا متعددة قد إجملها في (الإستفادة من فرص ومنح التعاون الدولي، الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة، فتح فرص الاستثمار في البحث، كما أنه من المهم تعزيز الهوية الثقافية العربية).

الأمة العربية أمة لها من الموروثات والقيم والحضارات ودلالات الهوية ما يجعلها قائدة للعالم من خلال إعداد أجيال من علماء المستقبل واستعادة الفردوس المفقود. وحتما بالتعاون والتكاتف والوحدة والعزيمة قادرون على فعل أكثر من ذلك.

#صحفي- سوداني

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق