مقالات
خطوات بناء المنهج تحت عنوان: المغالطة الكلاسيكية مقابل السردية الكلاسيكية
د.بابكر عبدالله محمد علي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(( خطوات بناء المنهج ))
تحت عنوان
.(( المغالطة الكلاسيكية مقابل السردية الكلاسيكية ))
(( Classical Fallacy VS. Classical Narration ))
المنشور الرابع عاشر ( ١٤ )
(( ٤ من ٥ ))
الخميس ٩ يناير ٢٠٢٥م
بالطبع وليس بعيدا عن الفلسفة اوالمنهج … وفي زيارة اجتماعية لي الاحد.الماضي للسلطان / بشارة سليمان نور القيادي في حركة العدل والمساواة ومستشار رئيس حركة العدل والمساواة .كانت الزيارة فاتحة وفرصة طيبة أن التقي الرجل وثلة من ضيوفه المميزين .وفيها دلفنا الي نقاش لا يخلو من السياسة عن حال السودان وكيفية الخروج من الازمة ..عرفني السلطان / بشارة بالدكتور الطبيب الاستشاري في االامراض النفسية والمهتم باللسانيات ودراسات القران الكريم وعلوم التفسير والتاويل ابتدرنا نقاشنا .ولعلي دهشت حين علمت ان من يحاورني الطبيب والاستشاري دكتور / محمد.الشريف قرشي والذي درس القرآن في خلاوي الشيخ البدوي بود ابوصالح.وهو رجل موسوعي وعالم يجيد. اكثر من اربعة لغات حية اضافة الي عمله في مستشفيات سويسرا كاستشاري لطب الامراض النفسية ..
ودون مقدمات كان الحديث عن المنهج والفلسفة ..هكذا ابتدرني السلطان بشارة والدكتور / محمد الشريف قرشي …حول ما هو المخرج للسودان مابعد حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م .فاجبت : لا شئ يجدي وينفع سوي اتخاذ مسار منهج فلسفي تطبيقي ( متكامل القراءة ) يجد طريقه في التطبيق وبصورة متكاملة في كافة موسسات الدولة ودون تاخير او ابطاء .وقلت لهم اني احاول في هذه الأيام ولقرابة الثلاثة اشهر في وضع خطوط عامة و عريضة لكتابة منهج فكري قاصد وفقا لرؤية منهج موضوعي وعلمي (( Positivism Approach )) وهذا المنهج يشمل الجانب العقلي الفكري الي جانب المنهج النقلي الايماني التوحيدي .و الذي يتكئ ويتوسد علي روح الإيمان التوحيدي الخالص لله سبحانه وتعالي كما هو سائد.في كل الفلسفات الغربية والاديان ما قبل الاسلام وتحديدا اليهودية والمسيحية التي سبقت بعثة المصطفي (( صلي الله عليه وسلم ))كخاتمة للرسالات.وتحديدا ذكرت لهم انه لابد للمنهج ان ينبع من الإيمان بالغيب المطلق لله سبحانه وتعالي (( Metaphysic Approach )) او طريقة الايمان الغيبي وهو ما يعرف بالانجليزية (( The Method of Unseen Faith )) ولعلي بهذا اعالج واخاطب به قادة السياسة و العسكريين و المفكرين والاكاديمين والمهتمين بالبحث العلمي وأخص المهتمين بالبحث العلمي في جانب الدراسات الانسانية في مختلف التخصصات في السودان. ولاني لاحظت خلو السودان تماما من مراكز البحوث المتخصصة بالدراسات الانسانية السودانية ودراسات السكان ..باستثناء السياسي .فالمراكز الموجودة والملحقة بالجامعات السودانية تهتم بالدراسات الافريقية والاسيوية ودراسات بحوث العالم الاسلامي واهملت تماما دراسات الشخصية السودانية كعمل انساني مختص بدراسات السكان وسلوكهم وعاداتهم وثقافاتهم وتراثهم وافراحهم واتراحهم والقبائل في السودان ومكوناتها علي وجه الخصوص ،
ولعلي اشير هنا واعزي ذلك في ان التجارب في العلوم الانسانية تجري في نطاق النفس والروح والبنية الجسدية وسلوكها ولسانها ولغاتها ومعتقداتها مقرونا بالتفكير والعقل بينما البحوث ذات التطبيقية المعملية والمخبرية تجري بين الماء والتراب ومكوناته من مختلف الذرات المتناهية الصغر والكبري و المشاهدة والمحسوسة بالعين المجردة كالجبال والمعادن بالاضافة الي اشتراك العقل فيها وبالنتائج الملموسة من الاختبارات والتجارب التي تجري عليها وتجري بالمنهج العلمي العقلاني (( Scientific Approach )) …واؤكد بكل ثقة ان البحث العلمي في الدراسات الإنسانية و الاجتماعية (( Anthropology )) (( الانثربولولجي )) ظلت دائما متأخرة ومتخلفة جدا نتيجة لضعف جودة مستوي البحوث الا كاديمية في هذا المجال .وعدم التخصصية فيها … فما زالت كتب مناهج البحث العلمي في هذا الجانب متخلفة وفقيرة للغاية خاصة في تجديد فكر ينبع من عقيدة ايمانية توحيدية ووسطية ومعتدلة للخروج من هذه الازمة .وظلت متاخرة رغما عن مخرجات فلاسفة الغرب .فالفيلسوف الامريكي ادموند غيتية 1927 _2021م .والذي اعد. ورقة علمية في عام 1963م حول (( هل بعد الايمان الحقيقي من معرفة )) وما لبث ان تحول موضوع الورقة الي ما يعرف ب(مشكلة غيتية ) في البحث العلمي.. وذلك وفقا لتقسيماته لاكتتاب وتجويد المعرفة .وبالتالي ادي الي بروز فكرة ما يعرف
((مسألة غيتييه)) أو إشكالية غيتييه، وهي مسألة فلسفية بارزة في مجال الإبستمولوجيا، تتمحور حول فهمنا للمعرفة الوصفية. ونسبت اليه وهي [ الاعتقاد اوالايمان والشك ومبدا التبرير والحقيقة ] .اضافة لجهود دكتور توماس كن في بحثه الجديد.في ثمانينات القرن الماضي والذي عرف بال Paradigm Shift ((Research Methodology ))
1996— 1923 Thomas Kuhn argued that science does not evolve gradually toward truth. Science has a paradigm that remains
constant )) .
وكان دكتور توماس قد أوضح في اركان وعناصر البحث العلمي ان يضع شرط الإيمان والاعتقاد.الغيبي كاحد.مكونات وأركان البحث العلمي وخاصة في الجانب النفسي والسلوكي للانسان .كما سبقه في ذلك الفيلسوف الاميريكي ادموند.غيتية ..ولعل سؤال السلطان بشارة لي حول الفلسفة والنهج الذي كان يدور في ذهني وعقلي يواجه دوما قدرا من صعوبات عملية قد تواجهه في التطبيق …في من يتولون امر البلاد و في عالمنا الاقل نموا وتطورا. و المنبهر بالفكر العلماني الفقير في جوانب الروح و النفس .ولذلك اري ضرورة ان يتولي القادة من السياسيين والاكاديميين الالتزام و التنسيق لتطبيق مثل هذه الرؤي لتكون هادئا وسراجا منيرا لتوضيح الطريق .
واخيرا قال لي الدكتور / محمد قرشي .لا احد سياخذ برايك او ينتبه لك من المسؤلين حسب رؤيته (( في الدولة او الحكومة من سياسيين او عسكريين )).فقلت له هذا لا يهمني كثيرا لان المسألة التي ابتغيها هي رفع وزيادة الوعي والتنوير بأهمية ما اكتب من افكار موضوعية سبقنا إليها الكثير من المفكرين وطبقت افكارهم ونظرياتهم في دولهم التي تتبني مخرجات اوراق العمل العلمية و الموضوعية وخاصة في جانب الانسنة والعلوم الانسانية. مع ضرورة الاخذ بها اعتبارا بالدرس القاسي الذي تعرض له السودان حيث اصبح من الضرورات الحتمية للاخذ بها ..وننتظر حتي يأتي من يطبقها او يقودنا الي تطبيقات لمنهجيات موضوعية قابلة للتنفيذ في أرض الواقع . ..وكان ختام النقاش في مفهوم السرد.او السرد.الكلاسيكي الذي أشرت اليه والذي يعتبر جزء وعنوان اساس للمنشور . فقال لي الدكتور / محمد الشريف القرشي ان القرآن تناول مفهوم السرد في سورة ( سبأ ) من قبل ونورد الآيات القرآنية التالية لتكون مدخلا لتفسير وتاويل عقلاني جديد للقرآن الكريم ونظرة متجددة للمنشور القادم بإذن الله تعالي .. ..قال تعالي في سورة سبأ:
۞ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ[١٠] وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ[ ۖ١١] وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ [١٢] يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [١٣ ] ** هذه الآيات دلت دلالة قطعية ان هناك أنبياء ورسل ارسلهم الله سبحانه وتعالي لهداية البشر وجعل منهم رؤساء وملوك وزودهم بالعلوم والمعارف والقوة العسكرية والميكانيكية والحركية وسخر لهم الريح وأمر الجبال ان تؤاب معهم بالتسبيح والعبادة المطلقة بغرض تمكينهم وتقويتهم ولكن بشرط السرد المتقن في أعمال الفكر والمنطق وصناعة الآلة و الجبة العسكرية… وبشرط ( وأن اعملوا صالحا).وشرط الشكر بالعمل (( قل اعملوا ال داوؤد شكرا )) ..والشكر هنا عمل مطلق وحركي ولساني و ذو دلالات ناعمة لحماية النفس بالعمل والقول الصالح والحرص علي الاهتمام بالقوة العسكرية وحتي تسخير الريح والجن وأن لا يخرج علي دائرة الطاعة حتي لا نزقه من عذاب السعير الشديد ..
لكل ما ورد نجد انفسنا في حالة احتياج ونقص شديد من أعمال الفكر وتجويد السرد في كافة ضروب الأنشطة من خلال اتقان كافة الفنون.. ومن كافة المعارف التي استخدمها الفلاسفة المستشرقين وكانت المفاجأة ان القرآن الكريم اوردها في سورة(( سبأ )) قبل نحو خمسة عشر قرنا من الزمان (( وقدر في السرد )) والي المنشور القادم باذن الله تعالي ….
نحو فهم افضل لبناء منهج تجديدي متكامل القراءة … بناء المنهج القاصد.يضمن للجميع مستقبل افضل بإذن الله تعالي …
ولكم الحب والتقدير …
د.بابكر عبدالله محمد علي