مقالات

سوداني بطعم التمر هندي

من رحم المعاناة

أبوبكر محمود:

قبل أربعة عشر عاماً من الآن فقدت أسرة الطفل عبدالحميد ياسر، الذي كان يعاني إشكالية صحية واعتلال في الصمام كان عمر صاحب قصتنا لايتجاوز العام ونصف مستشفى شهير متخصص فى علاج أمراض القلب بالعاصمة الخرطوم أحبط أسرته وافقدهم الأمل في أن يعيش فلذة كبدهم حزمت أسرة الطفل العليل حقائبها وتوجهت صوب دولة الهند تحفها العناية الإلهية ،هناك وقف سوداني أبنوسي الملامح بصلابة وشهامة أولاد البلد وساعد أسرة الطفل الذي وجد وبفضل الله نطاسا هندياً بارعاً يدعى دكتور روبرت أدخل عبد الحميد إلى غرفة العملية وبعد اجراءها تم تحويله إلى غرفة العناية المكثفة عقب ساعات من العملية خرج دكتور روبرت وهو يمسح بمنديله وجهه من العرق مع بسمة عريضة كلها أمل وتفاؤل مهنئاً الأسرة التي عانت طويلاً لأجل شفاء ابنهم العزيز الذي صرفت أسرته دم قلبها من أجل العلاج بعد أربعة عشر عاماً تلتقي أسرة عبدالحميد بالرجل الذي وقف مساندا لهم في جراحهم وهمهم قبل سنوات.
داخل مستشفى الموانئ حاصرت أسرة عبدالحميد الدكتور الإنسان جلال حامد وأصرت عليه بإلحاح وطيبة السودانيين بأن يكرمو وفادته كأقل شئ لرد الجميل وهو الرجل الذي أعلن بلا من ولااذى عن مساهمته في توطين العلاج بالداخل واصطحب معه لبورتسودان رغم جراحات الحرب سبعة من فطاحلة الأطباء الهنود في تخصصات نادرة في المخيم الذي استمر لأكثر من أسبوع وإذا رأيت تزاحم المرضى حول عيادات الأطباء الهنود توقن تماما أن هناك حوجة عاجلة لإخراج الشأن الصحي بالبلاد من غرفة الانعاش كيف لا وأن مليشيا الدعم السريع المتمردة خربت ونهبت واعتدت على المستشفيات الحكومية والخاصة حتى مصانع الأدوية لم تسلم من تلك الانتهاكات فالأمر برمته يحتاج إلى نفرة حتى تنخفض معدلات السرطان ولاياتي مرضاه في وقت متأخر ممايصعب العلاج ونحمد للرجل السوداني جلال حامد تبنيه للشراكة مع مجموعة كافيري الهندية وهيئة الموانئ البحرية لتأسيس مركزاً لعلاج الأورام بعد أن خربت المليشيا مستشفى الذرة بالعاصمة الخرطوم تاركة أجهزته المشعة في العراء فهذا أمر خطير يحتاج إلى تدخل من جانب آخر حتى معمل إستاك لم يسلم من هجمات الجنجويد وهنا نأمل من أبنائنا السودانيين بالخارج حزو طريق جلال حامد لإطلاق نفرة من الخارج لتوطين العلاج بالداخل.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق